السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطربون ..«لفظتهم» السينما!!

18 مايو 2010 21:02
فشل تجارب المطربين العرب في السينما، لم يأت من فراغ، فالعيب ليس من جانب المطرب وحده، والذي يركن إلى نجوميته كمطرب، ويقتحم عالم السينما من دون موهبة، ويراهن على جواد خاسر.. ولكن العيب يقع أيضا على منتج يبحث عن تحقيق ربح، صاعداً على أكتاف مطرب أو مطربة، ومخرج يحاول التسلق على أنقاض فيلم فاشل، محاولاً أن يجد لنفسه مكاناً في عالم الفن السابع، ليبدأ من هنا الجميع أولى الخطوات نحو السقوط. فالمطرب خسر الرهان بعد أن لمس سخط جمهوره الذي تكبد عناء الأموال والوقت للذهاب إلى قاعة العرض، ومشاهدة فيلم خال من الدسم، يفتقد لأبسط قواعد السينما، فالقصة “تافهة” والسيناريو “مهلهل”، والتصوير يبحث عن أجساد عارية تجذب مراهقي السن والفكر..! فكم من مطرب أغرته السينما، وأسرع للارتماء في أحضانها، ولم يجن سوى الندم، بعد أن يكتشف أن تجربته، لم تفشل فقط، بل أخذت من رصيد نجوميته كمطرب أيضاً، بعد مشاركته في عمل تجاري، لا هدف منه سوى الربح وخداع الجمهور. وقائمة الأسماء طويلة، التي تضم مطربين من عصرنا هذا، اقتحموا الشاشة الفضية، ولكن لم يبق من تجاربهم سوى ذكرى مشوهة في ذهن الجمهور، فمن محمد فؤاد ومايا نصري ومروى وشيرين وعمرو دياب وسيرين عبد النور، وعامر منيب ونيكول سابا ومصطفى كامل وحمادة هلال وحكيم وغيرهم، وحتى تامر حسني الذي “أمرض” الجمهور بظرفه وخفة ظله، وإن كان للمراهقات دور في نجاحه سينمائياً..! وهذه الظاهرة لم تخرج علينا صدفة، ولكن لها أسبابها، خاصة أن بعض هؤلاء المطربين، الذين عزفوا على أوتار الفشل سينمائياً، حصدوا مرارة الفشل في عالم الطرب أيضاً، فنجد هذا قد خسر أمواله في إصدار شريط لم يلق نصيبا من التوزيع، وهذه قد وضعت أموالها في إنتاج “فيديو كليب”، لم يره أحد، رغم أنها بذلت قصارى جهدها في “التعري”.. وتلك لم تحصد من ألبومها سوى سخط الجمهور لهبوط مستواه .. وهكذا.. من هُنا يفكر هذا المطرب أو هذه المطربة، في تعويض خسارته، فيبدأ في التفكير في خوض تجربة سينمائية، ليحصل على “كم مليون”، عوضاً عمّا خسره في عالم الكاسيت، فيقبل أي سيناريو والسلام، ويطلب من أحد تجار الأغاني “كم أغنية” داخل سياق الأحداث الدرامية كـ “طُعم” للجمهور الذي قد يذهب لدور العرض للاستماع إليه قبل مشاهدته، وفي النهاية.. الكل يربح والخاسر الوحيد هو الجمهور.. كل هذا يؤكد أن هؤلاء المطربين أخطأوا التقدير، ودخلوا في تجارب تحمل كل مقومات الفشل، وراهنوا على نجوميتهم، دون الوضع في الاعتبار ذكاء الجمهور الذي يبحث عن متعة حقيقية من خلال عمل يحترم العقل، وليس مطربين اختاروا المتاجرة بأسمائهم على حساب المتفرج. أتمنى من كل مطرب أن يعود لزمن الفن الجميل، ليستفيد من مطربي زمان، الذين حصدوا نجومية في السينما أكثر من نجوميتهم كمطربين، والسبب أنهم احترموا أنفسهم، واحترموا عقل المشاهد، فاحترمهم الجمهور والنقاد، وعاشوا بأعمالهم على الشاشة حتى الآن. soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©