السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبدعون يختلفون حول العمل الثقافي التطوعي وتأثيره على الإبداع

مبدعون يختلفون حول العمل الثقافي التطوعي وتأثيره على الإبداع
6 سبتمبر 2009 00:29
يرى العديد من المبدعين الإماراتيين أن العمل الإداري التطوعي في الجمعيات الثقافية ذات النفع العام الذي يضطلع به أي مبدع يترك تأثيراً سلبياً على إبداعهم، في حين نفى البعض ذلك تماماً، بل رأوا في هذا الاضطلاع بالعمل الإداري نوعاً من الالتزام تجاه المجتمع من قِبَل المبدع. جاء ذلك في استطلاع أجرته «الاتحاد»، مع عدد من المبدعين الذين هم على رأس عدد من المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي والتي قامت بتكثيف أنشطتها خلال الشهر الفضيل. ونفى الشاعر أحمد العسم رئيس فرع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة وعضو المجلس الإداري لاتحاد الكتاب، أن يكون للعمل الإداري الذي يضطلع به الشاعر أو أي مبدع سواه أي تأثير على إبداعه. في حين أكد القاص حارب الظاهري رئيس فرع اتحاد الكتاب في أبوظبي ومسؤول العلاقات العامة في الاتحاد، هذا الأمر تماماً، بل ذهب إلى أنه حتى السفر يترك أثره على الإبداع. وأشار الشاعر العسم إلى أن الإبداع منفصل تماماً عن العمل الإداري، ورأى فيه تدريبا على الانخراط في المجتمع، ذلك أن هدف الكاتب، في آخر الأمر، ليس أن يجلس وراء طاولة مكتبه منتظراً الإلهام بل يجب أن يكون لهدفه جوانب تنويرية في مجتمعه وعليه أن يتعامل مع الإبداع بوصفه أمانة في عنقه يؤديها لمجتمعه من جهة إحساسه بالمسؤولية تجاه هذا المجتمع، بالتالي فالأمران مترابطان وبينهما صلة عميقة تتأكد مع الشهر الفضيل وما يجب أن يزخر به من أنشطة، بحسب العسم. أما الظاهري، الذي لم يصدر أي مجموعة قصصية منذ ثلاثة أعوام ويشتغل في هذه الأثناء على مجموعة جديدة تصدر قبل نهاية العام، فأشار إلى أن التأثير على إبداع المبدع أمر وارد دائما بسبب طبيعة عوامل الحياة نفسها لكن هذا التأثير يبقى غير مباشر إنما يكون فاعلاً، لكن المهم في هذا الأمر أن يعطي المرء للإبداع حقّه من الوقت اللازم له نافياً أن يكون لطبيعة رمضان الفضيل أي أثر سلبي، ذلك أن اجتماعاً واحداً في الشهر وإقامة نشاط ثقافي في الأسبوع لا تترك أثراً يذكر على أي مشروع إبداعي بحسب ما أكّد الظاهري. أما على الصعيد التشكيلي، فاتفق الفنان خليل عبد الواحد، رئيس مجلس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، الذي شارك مؤخراً في فعاليات ملتقى الفن التشكيلي الدولي الأول الذي أقيم في إطار مهرجان الأردن الدولي، مع القاص الظاهري، مؤكدا أن الانشغالات الإدارية تترك أثرها بالفعل على الإبداع وتحديداً لجهة الوقت الذي ينبغي أن يوفره الفنان للتفرغ لإنجاز عمل من أعماله. غير أن الفنان عبد الواحد يرى أمراً إيجابياً في الأمر وهو أن هذا الانشغال الإداري يقدم لصاحبه عزاءً ما عندما ينخرط في عمل من الصنف الاجتماعي وبعيداً عن اهتماماته الأساسية عندما يرى نتائج هذا الاهتمام وهي تعود على زملائه بالخير والمنفعة، وبالتالي يكون المرء مفيداً بالنسبة لمجتمعه ولناسه ولأهلة مؤكداً أن هذا الأمر هو جانب من طبيعة الشهر الفضيل الذي تتكثف فيه الفعاليات والأنشطة، بحيث يمكن القول إن الانخراط في الشأن العام هو عمل فني جماعي وعطاء وإنتاج إنما من نوع آخر مختلف عن الإبداع ومتطلباته. وعودة إلى الشعراء في مواقعهم الإدارية، فيؤكد الشاعر عبد الله السبب، عضو مجلس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ورئيس لجنة النشر، أن الانخراط على هذا النحو وفي نوع متطلب من العمل التطوعي تأثيره في الشهر الفضيل مثلما في غيره على الصنيع الإبداعي للشاعر بل والمثقف إجمالاً أيضاً. ويشير الشاعر السبب إلى أن على المبدع أن تكون لديه دائماً «خطة» أو مخطط ما وربما دأب أو عادة للإصدار أو الإنتاج كي يخفف من التأثير السلبي لهذا الانخراط، خاصة أن من الوارد أن ترد أو تلتمع فكرة قصيدة أثناء العمل الإداري أو أثناء نشاط ما الأمر الذي يستدعي واحداً من أمرين، فإما الاستسلام للنص أو لتدفق القصيدة، ما يجعل أحدهما يؤثر على الآخر بالتأكيد، وهذا ما يبرر الوجود النسبي للشاعر في العمل التطوعي من وجهة نظر الشاعر عبد الله السبب. لكنه يؤكد أن على المرء أن يوازن بين المسائل فيوجد مع نصه عندما ينبغي عليه أن يفعل ذلك وهو ما يرى أنه ينطبق تماماً على العمل التطوعي، حيث يرى أن على الشاعر الفطن أن يقوم بتدوين أفكاره وصوره الشعرية مباشرة، ما أمكن ذلك، ثم يحاول، وحده، أن يهندس النص ويجعله يتدفق فيما يتأمل الشاعر في العالم والوجود.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©