سيريزو يُطالب لاعبي «الجوارح» بـ«الخطأ»!

فاز الشباب على الكرامة السوري بهدفين لهدف، في المباراة الودية التي جرت مساء أمس الأول، التجربة هي الأولى للجوارح، بعد فترة الإعداد، في إيطاليا، وجرب سيريزو 21 لاعباً على مدار الشوطين، وحقق الهدف منها، وكذلك رؤية اللاعبين المحترفين، خاصة الثنائي الجديد على الطبيعة في تجربة قوية، ضد منافس له اسمه وسمعته على مستوى آسيا. وشهد الشوط الثاني الأهداف الثلاثة، مما جعل المباراة تصل إلى قمة حماسها، ولكن من الناحية الفنية كان التركيز كبيراً لدى الفريقين في الشوط الأول، حيث كانت التغييرات محدودة للغاية، ولكن في الشوط الثاني دفع كل مدرب بعدد كبير من اللاعبين لتجربتهم في المباراة التي جاءت بمثابة البداية الطيبة لأبناء الشباب الذين يطمحون إلى استعادة الزمن الجميل. بدأ الشباب بالتهديف عن طريق عيسى محمد في الدقيقة 75 وأضاف محمد ناصر الهدف الثاني في الدقيقة 77 وسجل هدف الكرامة الوحيد المحترف ريتشارد برأسية في الدقيقة 85، ولاحت للشباب العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة بزيادة غلة الأهداف، وكذلك الحال لاحت لأبناء حمص العديد من الفرص، ولكن من الواضح أن الكرامة، ابتعد عن مستواه المعهود، والذي استطاع من خلاله الفوز الموسم الماضي بلقب الدوري السوري بعد صراع شرس مع الاتحاد. وهناك العديد من العلامات المضيئة في المباراة بالنسبة لفريق الشباب الذي أظهر لياقة بدنية جيدة واستحواذاً جيداً على فترات من المباراة، ولكن الفريق مازال يحتاج إلى مزيد من المباريات، حتى يصل إلى الدرجة المطلوبة من الانسجام إذا كان الفريق يريد بالفعل العودة إلى المنافسة بقوة على البطولات، وقبل أن يبدأ مشواره في البطولة الخليجية ضد العربي الكويتي يوم 22 سبتمبر الجاري. ولست أدري لماذا تأخر سيرييزو، حتى هذا الوقت ليقوم بأول تجربة ودية قوية له قبل مباراته الخليجية الأولى بفترة ليست بالطويلة، إلا إذا كان المدرب يعتبر بطولة الأندية الخليجية مجرد احتكاك وتأهيل للموسم الجديد. اطمأن الجهاز الفني على حالة الثلاثي المحترف، وكذلك الدفع بعددٍ كبير من الوجوه الجديدة التي سيكون لها وجودها المهم والحيوي في أفكار المدرب صاحب الموسم الثالث في قيادة الفريق. وجاءت الفرصة الأولى للشباب في الدقيقة 13 من تمريرة جميلة من التشيلي كارلوس فيلانوفيا إلى البرازيلي بيدراو سددها الأخير قوية وجميلة، لكنها ابتعدت بقليل عن قائم الكرامة، بعدهما مباشرة، أهدر أحمد عمير فرصة مؤكدة من الكرامة بعد التمريرة الرائعة من المحترف المغربي يزيد قيسي، لكن عمير تسرع ولم يحسن التصرف في الكرة. وتغيرت الحال في الشوط الثاني، حيث أشرك سيريزو عدداً كبيراً من اللاعبين، بداية من الثلاثي ناصر يوسف وداود علي وعصام ضاحي بدلاً من بدر عبدالرحمن وعلي راشد وعبدالله درويش. وكان واضحاً أن أبناء الجوارح خلال هذا الشوط يرغبون في تعديل النتيجة وتحسين الصورة والهجوم بأكثر إيجابية، ومع التبديلات التي قام بها سيريزو حدثت بعض التغييرات في مراكز اللاعبين بأرض الملعب وبدأ النشاط والحيوية يدبان في أوصال الفريق وسدد فيلانوفيا كرة قوية أنقذها الحارس السوري مسعد بلحوس ببراعة. ثم أجرى سيريزو تغييرات أخرى بنزول محمد ناصر وعبدالله محمد وإبراهيم محمد وعلي خيري والحارس طلال عبدالله وحسن إبراهيم وعيسى محمد عبدالرحمن ومحمد راشد. وفي الديقية 75، عرف الجوارح طعم التهديف وطريق المرمى، حيث خطف عيسى محمد هدفاً جميلاً، وأكد من خلاله أن الشباب سيطر وتفاعل كثيراً مع اللقاء، وفي النهاية ترجم جهده الكبير، وجهد زملائه بهدف جعل الشباب يزداد قوة وإصراراً على تحقيق الانتصار الودي الذي سيكون له دوره الإيجابي خلال الفترة المقبلة من الإعداد للموسم. وبعد هدف عيسى بدقيقتين نجح البديل محمد ناصر في إحراز الهدف الثاني جعل الثقة تزداد لدى اللاعبين. وقبل النهاية بخمس دقائق نجح ريتشارد في تقليص الفارق بعدما سجل هدف الكرامة الوحيد برأسية وسط سهو من مدافعي الشباب واستغل ريتشارد طوله الفارع في إحراز الهدف. ويبدو أن فريق الكرامة السوري أصبح متخصص في التعاقد مع لاعبين في مركز قلب الدفاع من أنواع العمالقة، حيث كان في صفوف هذا الفريق منذ موسمين المدافع البرازيلي فابيو سانتوس الذي يعتبر من أطول لاعبي قارة آسيا وانتقل الموسم الماضي ومازال في صفوف الخريطيات القطري، وريتشارد لاعب الكرامة طوله فارع جداً أيضاً، ولكنه لاعب ليس في قوة فابيو سانتوس. وأكد البرازيلي سيريزو مدرب الشباب أنه طلب من اللاعبين ارتكاب الأخطاء، حتى يتم علاجها في الوقت الراهن، قبل الدخول في جو المباريات؛ لأن الخطأ في المباريات الودية أفضل وأهم بكثير من المواجهات الرسمية. وقال: «المباراة أمام فريق كبير مثل الكرامة، جاءت مثمرة وإيجابية للغاية، حيث تم تجربة عدد كبير من اللاعبين، وأهم ما يميز الشباب في الفترة الحالية، هو معدل أعمار اللاعبين الصغير، والذي يؤكد مستقبل هذا الفريق الجيد». وعن اللاعبين المحترفين ودورهم في أول مباراة قال سيريزو إريناتو ليس بجديد عن الفريق، وهو عنصر قوي، وفيلانوفيا لاعب موهوب، ومشكلته الوحيدة في اللقاء كانت في الرطوبة التي لم يتعود عليها، ولكن مع المباريات سوف يزداد تأقلماً وبيدراو هو الآخر يملك إمكانات عالية وسوف تتضح الأمور بشكل أفضل خلال المباريات القادمة».