أعلنت كوريا الشمالية أمس، انها في المرحلة الأخيرة من تخصيب اليورانيوم وأنها تصنع المزيد من الأسلحة النووية بواسطة قضبان اليورانيوم المستهلك، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن الإعلام الرسمي في بيونج يانج. وسارعت سيؤول إلى التعليق على هذا الإعلان قائلة إنه «لا يحتمل» متعهدة برد «حازم» على «تهديدات واستفزازات» جارتها الشمالية. من جهته، دعا وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني بيونج يانج أمس، إلى وقف ما وصفه بـ»السلوك المثير للتوتر» وتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتفكيك برنامجها النووي. في حين قال المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث أمس، ان إعلان بيونج يانج انها تقترب من إتمام تجارب لتخصيب اليورانيوم هو «مبعث للقلق».
وتعتقد الولايات المتحدة ان كوريا الشمالية لديها برنامج سري لتخصيب اليورانيوم للأسلحة النووية رغم ان خبراء يقولون انها لم تطور أي شيء يقترب من برنامج شامل للتخصيب. وأجرت الدولة الشيوعية بالفعل تجربتين نوويتين استخدمت فيهما البلوتنيوم وتسببت التجربة الثانية التي أجرتها في مايو الماضي، في تشديد العقوبات الدولية عليها. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية عن رسالة من وفد كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي «تجارب تخصيب اليورانيوم أجريت بنجاح ودخلت هذه العملية المرحلة النهائية». وأضافت ان أحدث خطواتها هي رد على تشديد العقوبات الدولية. وقالت «نحن مستعدون للحوار والعقوبات على السواء. إذا كان بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يرغبون في تقديم العقوبات على الحوار، فإننا سنرد بتعزيز قوتنا النووية الرادعة أولا قبل ان نلتقي بهم في حوار». وتثير أحدث تعليقات لكوريا الشمالية والتي تأتي في أعقاب شهر من اللفتات التصالحية، التوتر مجددا مع العالم الخارجي الذي يطالب بيونج يانج بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية. وأضاف الممثل الدائم لبيونج يانج في الأمم المتحدة «نحن أيضا نضع اللمسات الأخيرة على إعادة معالجة قضبان اليورانيوم المستهلك والبلوتونيوم المستخرج من المفاعل، من أجل استخدامها في صنع أسلحة». وأوضحت الوكالة الكورية الشمالية ان قضبان الوقود النووي المستهلك مصدرها المفاعل الوحيد في البلاد لانتاج البلوتونيوم. وفي رسالتها الجوابية التي أوردتها الوكالة الكورية الشمالية، أكدت بيونج يانج انها غير معنية بالقرار 1874 الذي أصدره مجلس الأمن في 12 يونيو الماضي بعد إجرائها في 25 مايو الماضي تجربة نووية ثانية وشدد فيه عقوباته على النظام الشيوعي. وسارعت كوريا الجنوبية إلى الرد على إعلان جارتها الشمالية، مؤكدة في بيان لوزارة الخارجية ان قدرة بيونج يانج على تصنيع أسلحة نووية جديدة أمر «لا يحتمل»، ومؤكدة ان «الحكومة ستتخذ إجراءات حازمة تتناسب مع التهديدات والاستفزازات الكورية الشمالية». وأضاف المتحدث باسم الوزارة مون تاي-يونج، ان بلاده ستجري مباحثات «معمقة» مع المبعوث الأميركي إلى كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث الذي بدأ الأربعاء الماضي جولة على المنطقة قادته أمس إلى سيؤول. من جهته، أبلغ المبعوث الأميركي الخاص بوسوورث الصحفيين في بكين أمس، انه سمع للتو فقط إعلان كوريا الشمالية انها في المراحل الأخيرة من تخصيب اليورانيوم وهي خطوة إذا أتقنتها ووسعتها يمكن ان تعطيها مسارا لانتاج مادة انشطارية لصنع أسلحة نووية دون تشغيل مفاعلات ذرية. وقال بوسوورث بعد اجتماعات مع مسؤولين صينيين «من البديهي ان أي شيء تفعله كوريا الشمالية في مجال التطوير النووي هو مبعث لقلقنا». وأضاف «أعتقد أنه بالنسبة لنا جميعا يؤكد الأمر على ضرورة الحفاظ على موقف منسق بشأن الحاجة لنزع سلاح شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل وقابل للتحقق». من جهتها نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن مسؤول بوزارة الخارجية لم تنشر اسمه قوله أمس، إن روسيا تعتبر زعم كوريا الشمالية بأنها اقتربت من استكمال تخصيب تجريبي لليورانيوم أمرا مثيرا «لقلق بالغ». وأضافت الوكالة نقلا عن المسؤول أنه «لا يمكن سوى أن تثير هذه التقارير القلق». ونقل عن المسؤول قوله «تجري سابقة مقلقة جدا بهذا الازدراء الصريح والواضح لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة». الي ذلك أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، ان مفتشيها لم يتمكنوا من دخول منشآت تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية، في حين قالت بيونج يانج إنها بدأت تصنيع أسلحة نووية بفضل هذه التقنية. وقال المتحدث باسم الوكالة الذرية مارك فيدريكير في بيان «من نوفمبر 1994 إلى ديسمبر 2002 ومن يوليو 2007 إلى أبريل 2009، أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمليات تحقق في موقع يونجبيون
عدد اليوم
