الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د. آمنة خليفة: اكتشفت أنني لم أنل رواتبي لأنني لم أذهب لتسلمها

د. آمنة خليفة: اكتشفت أنني لم أنل رواتبي لأنني لم أذهب لتسلمها
5 سبتمبر 2009 01:32
عاشت كثير من الأسر الخليجية في حالة ترحال وتنقل بين دول الخليج في مرحلة ما قبل النفط، أو في بداية مرحلة تدفق النفط، إما بسبب الظروف المعيشية، أو بسبب الزواج ثم الانتقال إلى الدولة التي يستقر بها الزوج، وربما يسافر الزوج للمعيشة في بلد الزوجة، وقد تزوجت فتيات من الإمارات وغادرن مع أزواجهن، وهناك من كان يتنقل طلبا لوضع مادي أفضل، ولظروف أخرى متعددة. وقد عاشت الدكتورة آمنة خليفة آل علي في السعودية ثم في قطر قبل العودة إلى الإمارات.. وهي الآن تحمل دكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، وكانت قد حصلت على الماجستير قبل ذلك في التربية كذلك من جامعة الأزهر، إلى جانب دبلوم خاص في التربية من جامعة الأزهر أيضا، أما البكالوريوس فكان في الآداب والتربية من جامعة قطر. وتعمل خليفة في منصب أستاذ أصول التربية بجامعة الإمارات، وكانت سابقا مدير مركز الانتساب الموجه ومدير عام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي للتطوير والتنمية البشرية. أساس متين عندما رجعت بذاكرتها إلى أهم ما كان يميز طفولتها وجدت نفسها في خضم تلك السنوات السبع التي قضتها في الدمام، وكان هناك أيضا بعض العائلات من العين ومن إمارات مختلفة. تذكر خليفة في سياق حديث ذكرياتها أنها انتقلت مع أسرتها إلى هناك عندما كانت في الثالثة من عمرها، إذ تزوجت شقيقتها من دولة قطر، فسافرت مع بقية أفراد الأسرة الى دولة قطر، وكان والدها المربي هو زوج والدتها الذي تكفل بتربيتها وهي طفلة تبلغ ما يقارب سنة من عمرها وكان نعم الأب، فيما أنهت تعليمها الجامعي وحصلت على البكالوريوس هناك. تعود خليفة بذاكرتها مرة أخرى إلى قطر، حين كانت لا تزال طالبة، حيث التقت بمن ساهم في صياغة فكرها وذاتها، وهو الشيخ أحمد بن علي المحمود -رحمه الله- الذي كان يملك مكتبة بها أمهات الكتب والمراجع النادرة، فكانت تحب الذهاب إلى تلك المكتبة، وكان الشيخ المحمود يحرص على أن يختار لها كتبا تتناسب ومرحلتها العمرية، وهي التي كانت تودع في ذلك العمر المرحلة الابتدائية. تقول: «قرأت القصص والشعر وكل كتاب أدبي قدمه لي، إلى جانب قصص الأنبياء والسير، واستمرت قراءاتي في كتب ذلك الشيخ الجليل، حتى أصبحت أملك حصيلة من المعلومات، أهلتني للمشاركة في مسابقات الإذاعة المدرسية، وكنت أعلم أن حبي للعلم كانت نتيجة لتلك الأجواء القرائية وهو الأساس المتين لي، لذلك عاهدت ذاتي على تحمل كل الظروف كي أصل لأقصى حد من التعليم». الحنين إلى الإمارات عادت آمنة إلى الإمارات بعد حصولها على البكالوريوس وتعينت معيدة في جامعة الإمارات، وكانت من ضمن الدفعة الثالثة التي تم ابتعاثها إلى القاهرة للحصول على الماجستير من جامعة الأزهر، وهناك عاشت مرحلة صراع بسبب وجودها بعيدة من الوطن والأهل، فكانت تجد نفسها تخرج ملابسها من الخزانة كل يوم وتضعها في الحقيبة وتنتظر الصباح لتذهب إلى سفارة الإمارات من أجل إنهاء إجراءات العودة إلى الإمارات. لم تكن لديها صورة واضحة عن معنى تحمل مصاعب الحياة بعيدا عن الوطن، ورغم أنها -كما تقول- كانت ذاهبة من أجل العلم في دولة إسلامية، إلا أنها لم تعتد بعد كل هذا الانفتاح، وهي التي رجت للتو من بيئة شديدة التحفظ، وتمتزج العادات الشعبية فيها مع الأعراف الإسلامية، خاصة أنها في مصر وحيدة وعليها أن تؤمن لنفسها كل شيء إلى جانب مهمة التحصيل العلمي. ما هون عليها وجعلها تصبر وتواصل تعليمها، هو مشاهدتها يوميا لطالبات من الدولة كن قد سبقنها إلى هناك، ومنهن من هي في السنة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، فحدثتها نفسها بأن كل واحدة منهن ربما مرت بذات المشاعر، ولكنهن صبرن كي ينجزن ما جئن من أجله. التنمية التعليمية بذلت خليفة كل جهد من أجل تحمل مواد كثيرة حتى استطاعت أن تنهي البكالوريوس بامتياز في ثلاث سنوات ونصف، ومباشرة قدمت على الماجستير في اقتصادات التعليم، ثم نالت الدكتوراه على التخصص الدقيق في التخطيط من جامعة عين شمس، وعندما عادت للوطن تم تعيينها في قسم أصول التربية بجامعة الإمارات، وسرعان ما تم نقلها للعمل في مراكز الانتساب الموجه التي كانت مفتوحة في عدة إمارات. تقول خليفة في ذلك: «إن المرحلة التي كانت تمر بها الدولة من تنمية ونهضة تعليمية وعمرانية واقتصادية، استدعت وجود مراكز الانتساب لتتيح الفرصة لمن ترك التعليم من أجل البناء والنماء أن يكمل تعليمه، خاصة السيدات والفتيات وكثير من الشباب أيضا، حيث كانت هناك حالة من النمو المتسارع والبناء في كل أرجاء الدولة، والجامعة الوحيدة كانت في مدينة العين آنذاك». تضيف: «بعد استنفاد برامج مراكز الانتساب الموجه لكل الأهداف التي من أجلها أنشئت عدت للعمل في مدينة العين، وتم بعد ذلك انتدابي للعمل في مؤسسة «حميد بن راشد للتطوير والتنمية البشرية» وبعد انتهاء مدة الانتداب عدت مرة أخرى للعمل في جامعة العين، حيث الحب والتواصل مع الطلبة والطالبات كان بحق نكهة العمل الأكاديمي، خاصة أن العلم يزيد من حجم المهارات والمعرفة». تجد خليفة أن 16 عاما من العمل الإداري كان فرصة لإيصال المعاني السامية لحب الوطن إلى الطلبة والطالبات من خلال الأنشطة الاجتماعية والتطوعية، خاصة أن طبيعة المساقات مرتبطة بشكل مباشر بالجوانب التربوية، ولا تزال تذكر أن كل ذلك لم يحرمها من حضور المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية لإيمانها بأهميتها في تنمية العنصر البشري، فالإنسان -كما تقول- يحتاج إلى المهارات والخبرات إلى جانب الشهادة العلمية. وعن أطرف ذكرياتها، تقول خليفة: «من الذكريات التي لا أنساها أنني بقيت لمدة 3 شهور بدون راتب والسبب أنني لم أكن أعرف كيف يتسلمون الرواتب! وكان الأهل يعجبون من أنني في نهاية كل شهر كنت أجيبهم «لم أتسلم راتبي بعد»! وقد طلب أحد أفراد أسرتي أن أذهب إلى الإدارة وأسأل، وهناك اكتشفت أنني أنا السبب في عدم تسلم راتبي وليس لأن نظام العمل هكذا أو تقصيرا من أحد تجاهي»
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©