منذ أكثر من قرن من الزمن، تروي شجرة «السدرة» المعمرة في منطقة البطين بأبوظبي حكايات الأهل والديار والحبيبة، مسيرة طويلة شهدت استقبال الغواصين العائدين باللؤلؤ وروت ظمأهم بعذب المياه وكحلت عيونهم برؤية الأهل والأحبة، تقف شاهدة على نهضة أبوظبي منذ أكثر من 127 عاماً وهي تظل بأغصانها، التي لاتزال مخضرة، أجيالاً متعاقبة من أهل المنطقة. وقد سجلتها بلدية أبوظبي كأكبر شجرة معمرة في العاصمة.
زرعت «سدرة البطين» أو «الجذة»، كما يسميها الأهالي عام 1882، أي منذ حوالي 127 سنة. وتحظى السدرة بعناية خاصة من بلدية أبوظبي للمحافظة عليها وصيانتها وتقوم البلدية بتقليم الأفرع تقليماً خفيفاً بما لا يؤثر على المنظر العام للشجرة، ويؤدي في الوقت نفسه إلى حماية الأفرع من التكسر نتيجة زيادة الوزن. وأنشأت البلدية في العام 2002 حوضاً حول الشجرة بهدف حماية المجموع الجذري وللتحكم في عمليات الخدمة. وقال خميس زعل المستشار التراثي في نادي تراث الإمارات، إن شجرة السدر الموجودة في منطقة البطين كانت تسمى بشجرة «الجذة»، حيث كان الأهالي ينظرون إليها في الماضي على أنها رمز للأهل والعودة إلى الوطن. ولفت زعل إلى أن الغواصين في الماضي عندما كانوا يهمون بالعودة إلى أبوظبي كانوا يستدلون على ديارهم من خلال شجرة السدر الضخمة التي كانت ترى على بعد مسافات، مضيفاً أنه حالما كانت تقع عليها أنظارهم حتى يفرح الجميع ويطلقون الأهازيج فرحاً لأنهم يعتبرون «الجذة» رمزاً للزوجة والحبيبة والأهل والديار.
عدد اليوم
