السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عام على خطاب القاهرة

17 مايو 2010 21:12
يعتبر براديب راماميرثي مسؤولاً مهماً في البيت الأبيض ويلعب دوراً أساسيّاً في تطبيق الرؤية التي وضعها أوباما في خطابه التاريخي بالقاهرة في يونيو 2009، الذي تحدّث فيه عن الحوار بين أميركا والعالم الإسلامي. ولا يحب "براديب" الحديث عن "مبادرات" أو الحكم في هذه المرحلة بغياب نتائج عملية ملموسة لخطاب القاهرة، وذلك لأن الأمر كان من البداية: "متعلقاً بأسلوب جديد للعمل. حمض نووي جديد لكيفية وأسلوب عمل الولايات المتحدة"، كما أخبرني على هامش القمة الرئاسية للأعمال الابتكارية التي عقدت في نهاية شهر أبريل الماضي، وهي ورشة عمل استمرت لمدة يومين وبحثت في أساليب تعميق الروابط بين قادة الأعمال والمؤسسات والابتكاريين الاجتماعيين في الولايات المتحدة والدول ذات الغالبية المسلمة. وبمعنى آخر، فهو يرى أن الأمر لا يتعلق بمجرد وضع قائمة بمهمات محدّدة تنتج عن خطاب القاهرة، بل يتعلق بدعوة جميع المعنيين للنظر إلى العالم، وإلى الشراكة بين أميركا والعالم الإسلامي خاصة، نظرة جديدة. وقد ساعدت قمة الأعمال الابتكارية، على جمع هؤلاء اللاعبين، تعبيراً عن رغبة أوباما في إيجاد نقطة تقاطع بين القيم التي تُعتبر أرضية مشتركة لكافة المجتمعات المعاصرة. وتقع الابتكارية على هذا التقاطع بطبيعة الحال، وتُعتبر قيمة مشتركة في الحضارتين الإسلامية والأميركية. وقد أشار أوباما إلى ذلك في خطاب القاهرة بقوله: "كانت الاختراعات والاكتشافات في المجتمعات المسلمة هي التي طورّت علم الجبر وبوصلتنا المغناطيسية وأدوات الملاحة وأسست إتقاننا الحالي للكتابة والطباعة، وفهمنا لكيفية انتشار الأمراض وكيفية شفائها". وقد ضمّت القمة ابتكاريين من مجالات الأعمال والمجتمع من كافة أنحاء العالم الإسلامي، من نيجيريا إلى إندونيسيا ومن المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة. وقد أُعجبت شخصيّاً بالطاقة والذكاء والبراغماتية والنقد الذاتي في الطروحات المقدمة من قبل مختلف المشاركين. وكما قال محمد يونس، مؤسس بنك "غرامين": "ينبغي ألا نعلّم الشباب أن يكونوا باحثين عن وظائف. يجب أن نشجّعهم على أن يكونوا مبدعين مبتكرين، وبالتالي موفّرين لهذه الوظائف". وكان هناك أيضاً تأكيد على ثقافة التعدّدية. وقد تكلم رجل الأعمال الأميركي سانفورد إبراهيم في خطابه الرئيسي عن الأديان المتنوعة لمختلف الشركاء في حياته العملية، وعن زملائه الحاليين وعن الذين يقوم بإرشادهم ورعايتهم. وقد حرص على التأكيد على معرفته بأديان هؤلاء الناس واحترامها، وليس فقط خبرتهم ونجاحهم في مجال أعمالهم. وكان ذلك درساً تعلّمه من والده المسلم الذي أخبره في مدينته حيدر آباد: "إن مشاركتي في احتفالات الأديان الأخرى لا تقلّل من قيمتي كمسلم، وإنما تعزز كوني من بني البشر". وكان ذلك موقفاً ضرورياً لعمل ناجح وثقافة ابتكارية. حتى يتسنى لك العمل في عالم العولمة، يتعين عليك أن تتمكن من العمل مع أناس من خلفيات متنوعة. وليس هناك ما يماثل احترام هوية الآخرين لبناء أسس علاقات عمل ناجحة. وكما قال أحد المشاركين في جلسات القمة: "لا يهمني إذا كانت القطة سوداء أو بيضاء. أريد فقط قطة تستطيع الإمساك بالفئران". أما فيما يتعلق بثقافة التعليم والتنمية البشرية وأخلاقيات العمل: "إن المورد المتجدد الوحيد الذي أعرفه هو الدماغ البشري"، حسب قول رجل الأعمال الأردني فادي غندور. ويعتبر شعار تحسين التعليم، بالطبع، عبارة شائعة الآن على كل لسان. وتملك الثقافة المسلمة الكثير من ذلك المورد بالغ الأهمية: العنصر البشري. إلا أن غندور تقدّم خطوة إضافية وأكّد على أهمية أخلاقيات العمل. والحاصل أن تلك القمّة حملت أصواتاً جديدة وبشرت برؤى ابتكارية مختلفة، ولم تكن مجرد لقاء من أجل اللقاء. ويثبت هذا كله أن رؤية، بل رؤيا القاهرة بدأت بالفعل تأخذ شكلاً واقعياً. إيبو باتيل - كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©