الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تطلق 57 صقراً في سماء كازاخستان

الإمارات تطلق 57 صقراً في سماء كازاخستان
17 مايو 2010 01:01
نجحت هيئة بيئة أبوظبي في عملية إطلاق الصقور الـ 16 لمجموعة ضمت 57 صقراً في سماء كازاخستان ضمن برنامج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإطلاق الصقور. تأتي عملية الإطلاق بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة هيئة بيئة أبوظبي وذلك في إطار استراتيجية تهدف إلى الاهتمام والحفاظ على الصقور وزيادة أعدادها في البرية. وشملت مجموعة الإطلاق 29 صقراً تبرع بها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان من مجموعته الخاصة في خطوة ترمي إلى إحياء تراث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإطلاق معظم صقوره عند نهاية كل موسم تأكيداً لأهمية المحافظة على الحياة الفطرية وحمايتها ولتوفير أكبر قدر من المعارف لمساعدة العلماء في الحصول على المعلومات المتعلقة بمسارات الهجرة وقدرة الطيور على التكيف والاندماج مرة أخرى في الطبيعة. وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن برنامج الوالد المغفور له الشيخ زايد لإطلاق الصقور يعتبر من التقاليد العريقة التي أرساها المغفور له في مجال حماية الأنواع، حيث أدرك منذ وقت مبكر المخاطر التي تواجه التنوع البيولوجي والضغوط المتزايدة التي تتعرض لها الحياة الفطرية بالإضافة إلى التناقص الحاد في أعداد الصقور في البرية، فأحيا رحمه الله تقليداً بإعادة إطلاق العديد من صقوره إلى البرية في نهاية موسم الصيد لإتاحة الفرصة لها للتكاثر واستكمال دورة حياتها بما يساهم في دعم أعدادها في البرية. وذكر سموه أنه منذ بدايته في عام 1995 نجح البرنامج في إطلاق 1246 صقراً إلى البرية مما ساهم في المحافظة على هذه الأنواع من الانقراض وساعد في التعرف إلى المزيد من المعلومات عن الصقور وتحركاتها كما ساهم في تحديد مسارات هجرة الصقور والمناطق الأكثر أهمية لهذا البرنامج. ولفت سموه إلى دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الفخري للهيئة، للبرنامج وحرصهما على استمرار تنفيذ البرنامج بطريقة علمية لتقصي ودراسة مدى قدرة صقور الصيد على التكيف مرة أخرى مع الطبيعة. وأضاف سموه أن الصقارين العرب كانوا يصطادون بالصقور التي يأسرونها خلال مرورها بشبه الجزيرة العربية في بداية فصل الشتاء في طريق هجرتها جنوباً ومع انتهاء موسم الصيد كان يتم إطلاق الصقور إلى البرية في نهاية الشتاء في توافق فطري يسمح للطير بالاحتفاظ بطبيعته البرية والحصول على الغذاء الذي يناسبه واللحاق بركب الهجرة إلى مناطق التكاثر. ودعا سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الصقارين وممارسي هذه الرياضة إلى المساهمة في دعم هذا البرنامج من خلال تقديم صقورهم ليتم إطلاقها ضمن مجموعة الإطلاق لضمان الحفاظ على هذه الرياضة العريقة وتوفير المزيد من المعرفة العلمية عن هذه الصقور. وأضاف أنه عبر القرون ظلت الصقور ورياضة القنص تمثلان جانباً مهماً من حضارتنا وتراثنا. وفي عالم اليوم حيث تتعرض الحياة الفطرية لمزيد من الضغوط في كل مكان فإنه لا يمكننا أن نتطلع إلى المحافظة على الصقور في الحياة البرية والحفاظ أيضاً على مكانتها في تراثنا وثقافتنا العربية إلا من خلال برامج طموحة يتم تنفيذها بالتعاون مع العلماء والمؤسسات المهتمة بأبحاث الحياة الفطرية والمحافظة عليها في الدول الأخرى. وضمت مجموعة الإطلاق للمرة الأولى صقور الجير التي تعتبر من أنواع الصقور المعروفة بين الصقارين في دول الخليج و قد جاءت هذه الإضافة في إطار سعي البرنامج للمحافظة على أعداد هذا النوع من خطر الانقراض وزيادة أعداده في الطبيعة. وتمت عملية الإطلاق في الفترة من 7 إلى 8 مايو 2010 حيث تم إطلاق ثلاث مجموعات من صقور الشاهين والحر والجير في جبال ألتاي / كازاخستان وهي من أحد المواقع المهمة للصقور ..وتكونت مجموعة الإطلاق من 20 صقراً من صقور الشاهين و32 صقراً من صقور الحر و5 من الجير. وقد تم تزويد 12 صقراً من مجموع الصقور التي تم إطلاقها /5 من الصقر الحر و3 من الشاهين و4 من الجير/ بأجهزة إرسال ليتم تتبع تحركاتها وتحديد مساراتها بعد الإطلاق. يهدف برنامج إطلاق الصقور إلى المحافظة على الصقور ودراسة أنماط هجرتها وقدرتها على التأقلم مع الحياة البرية .. ويسعى بصورة أساسية إلى دعم جهود البحث العلمي حول صقور الصيد من خلال توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بمسارات الهجرة وقدرة الطيور على التكيف والاندماج في الحياة البرية. هيئة بيئة بأبوظبي تجري دراسات عن الصقور تقوم هيئة بيئة أبوظبي بإجراء دراسات عن الصقور بالتعاون مع المؤسسات البحثية المهتمة بالحياة الفطرية والمحافظة عليها في كل من رابطة الدول المستقلة والصين ومنغوليا وكازاخستان. وتهدف هذه الدراسات إلى جمع معلومات أساسية عن الصقور وتحديد مواطنها وتوزعها الجغرافي وبيولوجيتها بالإضافة إلى لتحديد أماكن تكاثرها ودراسة المخاطر التي تهدد وجودها. وتتم مقارنة نتائج هذه الدراسات مع المعلومات التي يتم جمعها من خلال تتبع ورصد تحركات الصقور التي تطلقها الهيئة سنوياً الأمر الذي يساعد على تحديد مسارات هجرة الصقور والمناطق الأكثر أهمية لهذا البرنامج. ومن مجموع الصقور التي تم إطلاقها ضمن برنامج المغفور له الشيخ زايد لإطلاق الصقور /1246 صقراً / تم تركيب أجهزة إرسال عبر الأقمار الاصطناعية على أكثر من 87 منها. وتعمل هذه الأجهزة بالطاقة الشمسية وتوفر إمكانية تتبع تحركات الصقور إلى أن تنتهي صلاحية البطاريات التي يصل عمرها الافتراضي إلى ما يتراوح ما بين 3 و 5 سنوات ..ولا تزال هذه المجموعة من الصقور تحت المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية للتعرف إلى مدى تأقلمها مع الحياة البرية ومسارات هجرتها. تجهيزات وإجراءات مشددة تسبق الإطلاق تبدأ الاستعدادات للإطلاق باتباع إجراءات بيطرية مشددة حسب الإجراءات المتبعة دولياً في إطلاق الطيور، حيث يتم اختيار الصقور التي سيتم إطلاقها ويتم وضعها في العزل تحت المراقبة الدقيقة في مستشفى أبوظبي للصقور التابع للهيئة بغرض فحصها للتأكد من خلوها من فيروس انفلونزا الطيور أو أية التهابات جرثومية أو طفيلية. ولتسهيل إمكانية التعرف إلى الصقور في حالة أسرها مجدداً أو وجودها ميتة يتم تثبيت شريحة صغيرة تعرف باسم “جهاز الإرسال الحثي السالب” تزن حوالي عشر / 1ر0 / جرام تحت جلد كل صقر بالإضافة إلى تثبيت حلقة “حجل” مرقمة في ساق كل صقر. وتخضع الصقور المعدة للإطلاق لرفع لياقتها لتمارين يومية تستمر عدة أسابيع يتم خلالها أيضاً تزويد الصقور بغذاء متكامل لزيادة وزنها الأمر الذي قد يزيد من فرص بقائها حية خلال الفترة الحرجة التي تقوم فيها الصقور بإعادة تكييف نفسها مع الطبيعة والتي تمتد لمدة أسبوعين بعد الإطلاق .. ويتم الحصول على التراخيص اللازمة لنقل الصقور من الإمارات إلى موقع الإطلاق بناء على اتفاقية السايتس ..وبعد اكتمال الاستعدادات تنقل الصقور مع الفريق المرافق من أبوظبي إلى منطقة الإطلاق. ويتم قبل إطلاق الصقور مسح مناطق الإطلاق للتأكد من خلوها من أية مخاطر تتمثل في الطيور الجارحة المنافسة مثل عقاب المنحدرات مع مراعاة اتجاه الرياح وأخذ الحيطة بإطلاق الصقور في مسارات معروفة لهجرة الصقور وطرائدها وتستطيع استكشاف اتجاهاتها فيها .. ويتم اختيار مناطق الإطلاق بناء على عدد من الاعتبارات حيث تمثل هذه المواقع أحد مسارات هجرة الصقور، فضلاً عن توفر الفرائس التي تقتات عليها الصقور حيث يوجد عدد من الطيور المقيمة والمهاجرة والتي تمثل فرائس مفضلة للصقور .. كما تتميز هذه المناطق بوفرة المياه ودرجة الحرارة المناسبة في هذا الوقت من السنة. ويتم في صباح يوم الإطلاق إجراء فحص نهائي للصقور وإطلاق الصقور بشكل فردي أو جماعي لصقرين أو ثلاثة صقور من النوع نفسه أو من أكثر من نوع .. فيما يتم قبل الإطلاق التأكد من رقم الحلقة التعريفية لكل صقر وتسجيل إحداثيات مواقع الإطلاق للتقييم المستقبلي .وتطلق الصقور مع ترك مسافة كافية بين الصقر أو مجموعة الصقور الصغيرة لتجنب المنافسة بين الصقور. وبعد إطلاقها يتم إطلاق مجموعة من الحمام لتمكين الصقور من العثور على الغذاء خلال الأيام الأولى حيث تزيد قدرة الصقور على الحصول على الغذاء في أول 4 إلى 5 أيام من معدل بقاء الصقور التي يتم إطلاقها على قيد الحياة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©