النمو العمراني يدفع طيور النورس إلى هجر البحر واستعمار المدن

تأتي سنوياً إلى الإمارات الآلاف من طيور النورس الملقبة بـ''قرصان البحر'' وتسمى محلياً ''الحريش''· وتقطع ما يقارب خمسة آلاف كيلومتر، من مناطق بعيدة مثل سيبيريا أو شرق آسيا، بحثاً عن الدفء، تأتي في شهر سبتمبر من أوروبا، وتغــــادر في إبـــــريل متجهـــة إلى جنـــــوب أفريقيا مــــروراً برأس الرجاء الصالح· واعتاد سكان الإمارات مشاهدة طيور النورس بشكل دائم منذ أربعينيات القرن الماضي· وتحوم النوارس حول السواحل وفوق البحر في المناطق القريبة من الساحل حيث يوجد الكثير من أسماك (العومة) السردين التي تعد وجبة النورس المفضلة· كان منظر تلك النوارس مألوفاً في تلك المناطق الساحلية· فالسكان لم يعرفوا للنورس موطناً إلا سواحل الإمارات· وكانت النوارس تستخدم المناطق الرملية والصخرية مستعمرة لها من أجل وضع بيوضها· وأكد رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية علي بن صقر السويدي أنه لم يسبق أن تم صيد النورس للاستخدام كوجبة غذائية· قال إن ''رائحته المنفرة تغنيه عن أن يصبح ضحية لشهية الإنسان''· لكن الصيادين والبحارة يهوون أسر النورس كي يجلبوا الفرح لأطفالهم، ويطلقون سراحه بعد فترة من الزمن، ويعيدونه إلى أي منطقة قرب البحر· ولفت السويدي إلى أن ''غالبية رجال الإمارات، والذين أصبحوا شخصيات قيادية اليوم، استهوتهم طيور النورس في طفولتهم'' وكانوا يعدون لها أماكن ويصنعون لها ''ميلحاً'' وهو عبارة عن وعاء توضع فيه كمية من الماء تجتذب طائر النورس· ومع انتشار النهضة الصناعية والعمرانية وقربها من الشواطئ والسواحل، هجرت طيور النورس أماكنها الأصلية، وأصبحت ترى مستعمراتها في مناطق بعيدة عن البحر· وميدان مكتب صـــاحب السمو حاكم الشارقة وقصر الثقافة والمسطحات الخضراء التي تحيط بالمدينة الجامعية في الشارقة هي من أكثر الأماكن استقطاباً للنورس حالياً· وفي دبي تستعمر آلاف النوارس منطقة مشروع النخلة وتضع الآلاف من البيض، وتبقى طوال مدة 8 أشهر ثم تغادر اعتباراً من إبريل ومايو· ويسمى هذا الطائر بـ''قرصان البحر'' لأنه يسرق بيض الطيور الأخرى ويقتات على أجنتها· وتوجد أنواع عدة من النوارس منها: ذكير- بوزط والصلال أو الحصني·