إطارات السيارات غير الصالحة قنابل موقوتة على طرقات الشارقة

انفجر الإطار فاحترقت السيارة بأكملها في نفق الصناعية في مدينة العين بعد أن احتكت الإطارات بحواجز حديدية، فنجا قائدها السائق الآسيوي الجنسية، وهرعت فرق الإنقاذ الفني والتدخل السريع في المدينة لموقع الحادث لإطفاء السيارة ورفعها من الطريق تيسيراً لحركة السير· هذا الحادث وغيره قد يتكرر في الكثير من الأوقات وفي مختلف أرجاء الدولة بسبب أخطاء تتعلق بالإطارات سواء في التركيب أو نوعية الإطار المستخدم أو عدم صلاحيته· وكشف مدير فرع الحوادث في إدارة المرور والترخيص في شرطة الشارقة المقدم أحمد عبد الله بن درويش أن إحصاءات الإدارة الخاصة بمخالفات عدم صلاحية إطارات المركبة أثناء السير، سجلت 829 مخالفة في الفترة منذ بداية العام وحتى منتصف الشهر الحالي وذلك من إجمالي اكثر من 370 الف مخالفة مرورية· وأضاف أن المطلع على حالات الوفاة التي سجلتها إحصاءات العام الفائت في الشارقة يدرك مدى أهمية تفعيل حملات التوعية بخطورة أي إهمال قد يسبب في إزهاق الأرواح · وسجل تقرير العام الماضي 1496 حادثاً مرورياً في الشارقة، أسفر عن وفاة 184 شخصاً منهم 45 من المواطنين، وإصابة 1343 شخصاً بإصابات بالغة ومتوسطة وبسيطة· ويؤكد المواطن سعيد عبد الله العوضي الذي يعمل في القطاع الخاص في الشارقة، أنه يحرص بصورة مستمرة على فحص الإطارات الخاصة بسيارته والتأكد من كونها صالحة للسير على الطرقات بأمان حفاظاً على حياته · ويقول محمد عبد الرحمن سالم، مقيم في مدينة الشارقة ويعمل في القوات المسلحة في أبوظبي، انه ''على الجميع أن يعي مدى أهمية تركيب إطارات ذات جودة عالية لسياراتهم وأهمية أن تتميز تلك الإطارات بالمواصفات الفنية التي تتناسب مع الأجواء الحارة وخاصة في منطقة الخليج العربي وكذلك الحرص على الفحص الدوري لتلك الإطارات تأكيداً على عدم تعرضها للتلف مما يجعلها سببا رئيسيا لحادث قد يودي بحياة الكثيرين''· ولفت سالم الى انه يلجأ للشركات المتخصصة بالإطارات على الرغم من كونها مكلفة بعض الشيء عن مثيلتها المقلدة أو الأقل كفاءة · كما أنه يتأكد بنفسه من تاريخ صنع الإطار وعدم مرور فترة طويلة على تصنيعه وكذلك الحصول على ضمان يطمئنه بعض الشيء أن المنتج خزن بصورة سليمة تضمن له البقاء بحالة جيدة لأطول فترة ممكنة· بدوره، أوضح مسؤول عن محطة تركيب إطارات ''بريجستون'' في الشارقة منذر سليمان، أن عملية إنتاج الإطارات لا يراها المستهلك، وهي معقدة بدرجة كبيرة وتستلزم نحو 25 منتجا مختلفا يستخرج من عشرات المواد الأخرى وأن المنتج الأساسي هو المطاط الطبيعي والصناعي· وبينّ أن هناك تعليمات وإرشادات تقدمها الشركة لعملائها توضح لهم كيفية الحفاظ على الإطار في حالة جيدة · وشدد على ضرورة تجنب زيادة حمولة السيارة عن الحد المقنن، واتباع الإرشادات الخاصة بضغط الإطار طبقاً للتعليمات الواردة في كتيب السيارة والالتزام بالسرعة المسموح بها للسرعة وتجنب اصطدام الإطار بالأجسام الصلبة كالأرصفة والحجارة، وعدم تخزين الإطار في أماكن رطبة أو شديدة الحرارة، وتجنب الفرملة المفاجئة أو التسارع المفاجئ· وأضاف أن التعليمات الإرشادية تنبه أيضاً الى ضرورة فحص ضغط الإطارات باستمرار وخاصة قبل السفر وبعده، والحرص على الاختيار السليم لنوع الإطار المناسب للسيارة· وقال رئيس قسم الدوريات في إدارة العمليات في شرطة الشارقة الرائد سلطان محمد الجويعد إن ''الكثير من الحوادث المرورية تنجم عن انفجار الإطارات ولذا يجب العناية بها وخاصة مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة حيث يزداد تآكل الإطار نتيجة لارتفاع درجة حرارة الطرقات''· وأضاف أن الخطوة الأولى للحفاظ على الإطار تتمثل في اختيار الإطار المناسب والذي تدخل فيه عدة عوامل أهمها استعمال المقاس الأمثل للسيارة وفئة تحمّل درجة الحرارة (اي بي سي ) واوضح أن الفئة اي هي الاكثر تحملاً لدرجات الحرارة والأنسب لمناخ الإمارات· وأكد الجويعد أن الإدارة تقوم بحملة توعية حول الأضرار التي قد تنجم عن استخدام الإطارات غير السليمة أو الأقل كفاءة وكذلك القديمة· وتدعو الحملة الى عدم التهاون في فحص الاطارات والتأكد دائما من ضغط الهواء المناسب وتجنب الاصطدام بالأرصفة والحجارة وتجنب الأحمال الزائدة أيضاً· ونوه إلى أنه تم توزيع نشرات إرشادية على سكان الشارقة وقامت دوريات ''الأنجاد'' بحملات ضبط وفقا للمادة ''''98 من القانون المروري المعدل والتي نصت على تغريم المخالفين ب200 درهم وحجز أسبوع كامل للمركبة· وذكر أن الحملة لن تتهاون في توقيع الغرامة على المخالفين وذلك للحفاظ على أرواحهم وأرواح الآخرين· وأكد مسؤول لجنة التفتيش الطارئ على المنشآت الصناعية والتجارية والسكنية في الشارقة حارب الطنيجي أن اللجنة تقوم بحملاتها التفتيشية على المنشآت في المناطق المختلفة في الإمارة· وحررت محاضر مخالفة لأصحاب ورش صناعية يقومون بعملية غش في جودة الخامات المستخدمة في الإطارات أو يقومون بعمليات حفر في الإطار نفسه ليبيعونها للزبائن على أنها حديثة· وأضاف أن اللجنة وضمن اختصاصها تقوم بإبلاغ الجهات المختصة في البلدية والشرطة بوجود حالات تقليد وبدورها تقوم بإتلاف السلع بعدما يتأكد لديها أنها سلعة لا تتوافر فيها شروط الأمن والسلامة ·