الأحمر والأسود يكسوان شوارع الدوحة

ما أن أطلق البلجيكي دبليكير حكم مباراة نهائي كأس أمير قطر صافرة النهاية، حتى تفجرت أفراح مكبوتة داخل محبي وعشاق الريان الذي تمكن من الفوز على أم صلال بالهدف القاتل للبرازيلي ألفيس قبل النهاية بخمس دقائق فقط، تحولت معها مدرجات ملعب خليفة الدولي إلى كرنفال كبير، وخرجت الجماهير التي بلغت أكثر من 45 ألف متفرج رياني إلى شوارع الدوحة كإعصار تسونامي، وعمت الفرحة الهستيرية أرجاء البلاد لاسيما أن الريان غائب عن منصات التتويج منذ سنوات، وقد اكتست الشوارع باللونين الأحمر والأسود، وتعطلت حركة المرور في مناطق كثيرة بسبب تكدس الشوارع بالسيارات التي طاف أصحابها وأطلقوا الألعاب النارية، وأبواق الفرحة بالكأس الغالية. وبطبيعة الحال كان البرازيلي باولو أتوري مدرب الريان الأكثر سعادة حيث عبر عن فرحته بصرخة كبيرة هزت أرجاء الملعب بالكامل وتفاعل معها الجميع، وفي تصريحات بعد المباراة قال أتوري: “صراحة لم أتمالك نفسي من الفرحة فقد حالفنا التوفيق أخيراً بكأس طال انتظارها وبطولة غالية كسرت حالة النحس التي تلازم فريقي منذ سنوات، والفضل في هذا الإنجاز الكبير يعود إلى لاعبي الفريق الأبطال الذين كانوا على مستوى المسؤولية ولعبوا برجولة ولم يهتز أداؤهم حتى عندما دانت السيطرة لأم صلال في بداية الشوط الأول”. وأضاف: “صراحة كنت أشعر أن اليوم هو يوم الرهيب بعدما لمست إحساس اللاعبين بالمسؤولية ورغبتهم في الفوز باللقب والدليل على ذلك إننا تخطينا كل من البطل والوصيف وهما الغرافة والسد، حتى أن الكثيرين من النقاد والمحليين كانوا يشككون في قدرة الفريق على الصمود أمام الغرافة حامل اللقب في ربع النهائي، كانت كل الترشيحات تصب في صالح الغرافة وربما كان ذلك هو الدافع القوي للاعبي الريان لإثبات جدارتهم وقدرتهم على المنافسة على اللقب”. وقال أيضاً: “بعد تخطي الغرافة عاد البعض ليشكك في قدرتنا على تخطي السد في نصف النهائي وأيضاً كانت الكلمة العليا للريان، لكن كانت المواجهة مع أم صلال في المباراة النهائية هي الأصعب على الإطلاق في كل مشوار البطولة، لأنه فريق يلعب بطريقة منظمة وليس من السهل الفوز عليه، لكن تحقق ذلك بفضل الروح القتالية للاعبين وبفضل المساندة القوية من جماهير الريان التي أثبتت إنها أكبر قاعدة جماهيرية بالفعل بين كل الفرق القطرية، أعتقد أن كأس الأمير ليس نهاية المطاف ولكنه بداية لفريق قادم بقوة للفوز بالبطولات، خصوصاً ولدينا فريق قوي يضم نخبة كبيرة من اللاعبين الشباب الصاعدين من أبناء النادي الذين حلوا على الفرصة وأثبتوا كفاءة كبيرة ومنهم عبد الله عفيفة ومراد ناجي وعبد الغفور مراد وعبدالكريم العنيزي وغيرهم من اللاعبين الذين سيكونون من نجوم الكرة القطرية في المستقبل القريب”. من جانبه، عبر البرازيلي مارسيلو تفاريس مدافع الفريق عن سعادته بالحصول على لقب بطولة الكأس في مشهد الوداع وقال لقد كنت أحلم بالصعود إلى منصة التتويج في ذلك اليوم لاسيما أنها آخر مباراة لي مع الفريق واللقب يعتبر أفضل ختام لمشواري مع الفريق الذي قضيت معه موسمين صادفنا خلالهما سوء حظ غريب. وكشف تفاريس أنه سيعلن وجهته القادمة اليوم. يذكر أن الريان أحرز لقب بطل كأس أمير قطر الثامنة والثلاثين لكرة القدم بفوزه على ام صلال 1- صفر اليوم السبت في المباراة النهائية على ستاد خليفة الدولي في الدوحة. وسجل البرازيلي افونسو هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 82. حضر المباراة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس البرازيلي الذي يزور قطر, وأكثر من خمسين الف متفرج احتشدوا على مدرجات الملعب. اللقب هو الرابع الريان في المسابقة بعد أعوام مواسم 99 و2004 و,2006 وهو ثاني أكثر الأندية وصولاً إلى المباراة النهائية بعد السد، بينما حقق ام صلال اللقب مرة واحدة موسم 2008 في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة لأن اللقب جاء على حساب الغرافة بطل الدوري وبعد موسم واحد على صعوده من الدرجة الثانية.