الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سكان مسافي رأس الخيمة يعانون من شح المياه ويحذرون من جفاف آبار منطقتهم الزراعية

سكان مسافي رأس الخيمة يعانون من شح المياه ويحذرون من جفاف آبار منطقتهم الزراعية
4 يوليو 2008 00:54
شكا أهالٍ في منطقة مسافي رأس الخيمة من نقص مياه الري في منطقة تشتهر بوفرة المنتجات الزراعية، مؤكدين مطالبتهم خلال السنوات الماضية بوقف استنزاف مياه المنطقة من قبل مصنع مسافي لتعبئة المياه· من جانبها، اكدت إدارة شركة مسافي لتعبئة المياه، على لسان مصدر مسؤول رفض الافصاح عن اسمه، أن الشركة ''تسحب المياه من الآبار لمدة 10 ساعات يوميا، ومن أي بئر لديها وذلك كي يتسنى لبقية الآبار ان تمتلئ بشكل طبيعي خلال الفترة المتبقية، والتي تتراوح ما بين 12-14 ساعة في اليوم''· وأشارسكان في المطقة الى أن ''عين ماء مسافي'' التي كانت تغذي المنطقة عبر فلج مسافي الغني بكميات الماء ''بدأت بالجفاف''، مؤكدين أن مياه العين كانت في أوقات سابقة تجري بكميات كبيرة بين المزارع وبيوت المنطقة· وتعتبر (المسافيين) في رأس الخيمة من المصايف المفضلة قديما نظرا لوفرة الماء والكثافة الزراعية، حيث تشتهر بوفرة المنتجات الزراعية كالمانجو والنخيل والحمضيات كالبرتقال والليمون· وقال عبيد بن محمد من أهالي مسافي ان السكان يعانون منذ عدة سنوات من نقص المياه، وأطلقوا عدة استغاثات ''لوضع حد لمشكلة استنزاف المياه الخاصة بالشرب وري المزارع من قبل مصنع مسافي لتعبئة المياه، لكن أحدا لم يرد أو يتخذ أي أجراء لحماية المنطقة من جفاف تام قد تتعرض له في القريب العاجل''· وقالت موزة بنت محمد المحرزي إحدى أشهر المسنات في مسافي، إن السيدات في المنطقة يشترين الماء من الصهاريج التي تأتي محملة بالماء، فيستخدمن غير الصالحة للشرب في غسل الأواني والملابس وسقي البهائم، فيما يستعمل العذب للشرب والوضوء· ويبلغ سعر الحمولة الواحدة لكل صهريج 50 درهما يوميا، إلى جانب 30 درهما يوميا لمياه مالحة تستخدم لأغراض أخرى، ما يرتب على الاسرة شهريا 2400 درهم للمياه بنوعيها العذبة وغير الصالحة للشرب· وأضافت أن مسافي رأس الخيمة متضررة أكثر نظرا لوقوع مصنع تعليب المياه على أرضها، لكن ذلك لا يعني أن مسافي الفجيرة أفضل حالا، لأن المنطقتين تتقاسمان المخزون الجوفي حيث لا يفصل بينهما إلا جبل· وقالت الشركة التي يمتد مصنعها على أرض مسافي رأس الخيمة لمساحة 250 ألف متر مربع، ان لديها ''نظام مراقبة لكل آبارها، كي يتم التأكد من أن مستويات السحب ثابتة ولا تتعدى المستوى الخطير، كما يتم تسجيل بيانات خاصة بإعادة امتلاء الآبار وتفريغ الكميات، وتفادي السحب فوق المستوى المسموح''· أما سالم أحمد بطي من السكان، فقال إن أصحاب المصنع ''تجار لا يأبهون إلا للكسب وتحقيق الأرباح الطائلة، وفي هذا الوقت الذي تعاني فيه الدولة من شح في المياه، اعتقد أن سياسة تعبئة المياه من العيون هي فكرة تستنزف الموارد، فماذا ستفعل الأموال حين تجف الأرض''· واضاف ''أكثر ما يخيف سكان مسافي هو أن كل بئر يتم حفرها من قبل الأهالي تجف بعد فترة، والأسوأ هو أن مخلفات إنتاج العصائر ومعالجتها تلقى في مجرى المياه والوادي الذي ينقل المياه لتربة الأرض، ولذلك يعتبر الأهالي أنفسهم ضحايا الصمت وأن أي أمراض خطيرة قد تتفشى في المنطقة فإن سببها يعود لهذه الممارسات غير المسؤولة''· بدورها، أكدت الشركة على لسان المصدر المسؤول فيها، ان فضلات العصائر تلقى الآن في ساحة مرخصة من بلدية رأس الخيمة، واعتبارا من أغسطس سيصبح لدى المصنع مصنع آخر لمعالجة الفضلات هو الأول من نوعه، ولن يتم رمي أي مخلفات ناجمة عن إنتاج العصائر· واقترحت موزة بنت سالم بن حشر من السكان، أن تتوجه الجهات المعنية بأمر المحافظة على الثروة المائية على مسافي، لمشاهدة الأوضاع التي ''تسوء يوما بعد يوم''، كما اقترحت نقل المصانع إلى أماكن أخرى وإيجاد بدائل أخرى، خصوصا أن المصنع بدأ في إنتاج عصائر منوعة، ''وأصبح يلقي بمخلفات العصائر في مجرى الوادي الذي ينقل المياه إلى مجرى الجداول التي تصب في الأرض وتذهب إلى المياه الجوفية للمنطقة بأكملها''· وقال علي صالح المحرزي من اهالي المنطقة، إن ما يقارب خمس أو ست مزارع ''ماتت كل أشجارها، ولم تعد تنتج أبداً لعدة أسباب منها عدم توفر المياه، وإن بقية المزارع بدأت كثافة الأشجار فيها تقل يوما بعد يوم· ويصل سعر حفر البئر ''الرق'' ما بين 35 ألف درهم إلى 45 ألف درهم للمزرعة الواحدة، ويكلف حفر القدم الواحدة 60 درهما· واشتركت بلدية الفجيرة وإدارة البيئة التابعة لقسم الصحة في بلدية رأس الخيمة ومسؤول في إدارة الموارد المائية في وزارة البيئة والمياه، في التأكيد على انه لم يتم إجراء دراسة على كمية مخزون المياه الجوفية في تلك المنطقة من أي إدارة من تلك الجهات· وقال المسؤول في ''البيئة''، إن ''لا أحد يعلم كم المتبقي في تلك المنطقة''، رغم اشارته الى وجود إحصاءات على مستوى الدولة في هذا الصدد·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©