الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدخنون يرحبون بمنع التدخين في الأماكن العامة وآخرون يصفون القرار بـ الديكتاتورية

مدخنون يرحبون بمنع التدخين في الأماكن العامة وآخرون يصفون القرار بـ الديكتاتورية
4 يوليو 2008 00:47
''الرجاء عدم التدخين'' عبارة لم تثن راشد المنصوري عن أخذ زاوية في أحد مراكز التسوق في أبوظبي ليسرق لحظات من الخلوة مع سيجارته، التي يعلم في قرارة نفسه أنها تسرق ايضا سنوات من عمره· وفي الزاوية التي لا تتجاوز مساحتها العشرة أمتار مربعة يلتقي المنصوري مع أقرانه من المدخنين لينفث الدخان من سيجارته، متجاوزا كافة التحذيرات التي يطلقها الأطباء إزاء التأثيرات السلبية للتدخين على الصحة والبيئة· ويقول المنصوري (30 عاما) ''رغم منع التدخين في الأماكن العامة وفي المؤسسة التي أعمل بها، إلا أنني أتحدى نفسي أولا وقرارات منع التدخين ثانيا، باحثا عن مكان أنفث فيه دخان سيجارتي من دون أن يلحظني أحد، متجاهلا نظرات يرمقني بها زملائي في العمل''· وفي الوقت الذي يصف فيه المنصوري قرارات منع التدخين في الأماكن العامة ومؤسسات العمل بـ''الديكتاتورية'' باعتبار أنها تعدٍ على حريات الآخرين، يجدها المواطن سعيد الكعبي قرارات ''مدروسة'' تراعي المصلحة العامة· ويقول الكعبي ''إذا كان من حق أي شخص أن يدخن، فأنا من حقي أن أتنفس هواء نقيا''، معتبرا أن ''التدخين في الأماكن العامة هو اعتداء مع سبق الإصرار على حق الآخرين في التمتع بحق الحياة''، سيما وأن المدخن لا يضر نفسه فقط بل كل المحيطين به· وتؤيده الرأي آمنة الحوسني (23 عاما) بقولها ''ليس من حق المدخن إزعاج الآخرين برائحة سيجارته، ناهيك عن الأضرار الصحية التي يسببها لمن حوله بسبب هذه العادة السيئة بينما هو يعدل مزاجه!''· وتتوجه الحوسني للمدخنين بدعوة صريحة مخاطبة إياهم ''إذا لم تمتنع عن التدخين، فلتدخن في عزلة ولا تدخن في الأماكن التي يتواجد الناس فيها فتسبب لهم الأمراض التي قد تنشأ عن التدخين السلبي، وعلى من لا يستطيع أن ينفع نفسه بالابتعاد عن التدخين أن لا يضر غيره''· وتؤكد الدكتورة شيرينة السويدي استشارية أمراض حساسية وباطنية أن مادة النيكوتين الموجودة في التبغ هي مادة ذات صبغة إدمانية قوية جداً وتعادل في صبغتها وقوتها الكثير من المواد الأخرى المسببة للإدمان، بالإضافة إلى مضار التدخين اللاإرادي (أو السلبي أو القسري) والذي ثبت أنه يؤدي إلى إصابة كل من هم حول المدخنين من أبنائهم وأزواجهم من غير المدخنين بنفس المضار الصحية كسرطان الرئة وأمراض القلب الوعائية· وحذرت السويدي من تأثير التدخين على المصابين بالربو ''وهم كثر في الدولة''، مرحبة بقرار منع التدخين في الأماكن العامة، وتخصيص أماكن محددة لذلك حيث تجد فيه وسيلة لحفز المدخنين على الابتعاد عن التدخين· وتقول: ''حتى أن الأماكن المخصصة للتدخين فيجب أن تتوفر فيها التهوية وتحديد عدد الأشخاص الذين يجب التواجد فيها منعا للاكتظاظ ومضاعفة الأثر السلبي من التدخين''· وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن التدخين يعتبر المسبب الثانوي للموت عالميا وهو مسؤول عن وفاة شخص من أصل عشرة في العالم، ومن أكثر العوامل المؤدية للأمراض الخطيرة والمسببة للوفاة ومنها الوفيات جراء سرطان الرئة وأمراض القلب· وتقول الحوسني أنا ''مع إصدار تشريع يمنع التدخين في الأماكن العامة ووسائل النقل وحتى في أماكن العمل ومع وضع عقوبات على منتهك القانون''· وكانت اللجنة الوزارية للتشريعات في اجتماع عقدته الأحد الماضي أقرت مشروع قانون ''مكافحة التبغ''، الذي يؤيد ''حظر التدخــــين بكافة أنواعه بما يدعم توفير بيئة خـــــالية من تلوث التبغ''· ويحظر مشروع القانون، المتضمن 28 مادة، التدخين في الأماكن العامة المغلقة، ويحدد أماكن محددة في الأماكن العامة المفتوحة للتدخين· كما يحظر بيع التبغ بكافة أنواعه لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة· واشتمل المشروع عقوبات على من يخالف أحكامه تتراوح بين السجن والغرامات المالية· وبلغت واردات الدولة من مواد التبغ الخام والتبغ المصنع والمكونات المختلفة للتدخين، خلال ثلاث سنوات بين عامي 2004 و،2006 4 مليارات درهم، بينما قامت الدولة بإعادة تصدير مواد تبغ بقيمة 3 مليارات درهم في نفس المدة الزمنية المذكورة، وفقاً لإحصاءات الهيئة الاتحادية للجمارك· كما قامت الدولة بإنتاج سلع ومواد خاصة بصناعة التبغ والتدخين وتصديرها لدول أخرى بنحو 308 ملايين درهم خلال السنوات الثلاث المذكورة· وتشير التقديرات إلى أن الاستهلاك المحلي من التبغ بالدولة يصل إلى 400 مليون درهم سنوياً· ووفقا لإحصاءات اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ تستورد السعودية 37 ألف طن كمتوسط سنوي من مشتقات ومواد التبغ وتأتي في المرتبة الأولى، تليها عمان بحوالي 34 ألف طن تبغ، ثم الإمارات في المرتبة الثالثة بنحو 23 ألف طن تبغ، والكويت بحوالي 17 ألف طن، وأخيرا كل من قطر والبحرين بنحو 11 ألف طن لكل منهما· وتشير تقديرات اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ إلى أن إنفاق دول الخليج سنويا من التبغ يبلغ 800 مليون دولار سنويا· ولتقليل نسبة المدخنين في إمارة أبوظبي تدعو عائشة المنهالي (ولها ثلاثة أبناء مدخنين إلى جانب زوجها) إلى القيام بحملات من أجل مكافحة التدخين، ومساعدة المدخنين على التخلص منه عوضا عن منعهم من التدخين في الأماكن العامة، خاصة وأن هناك الكثير ممن يجد مخرجا لممارسة عادته، متجاوزا لوحات منع التدخين والتحذيرات الطبية· ويعتقد محمد الأنصاري (اعتاد التدخين منذ 10 سنوات) أن البدء بتقليص حرية المدخنين في الأماكن العامة هي بداية الطريق لتحقيق بيئة خالية من الدخان، ورفع مستوى الوعي وزيادة المعرفة لدى الجمهور العام بمخاطر تعاطي مادة التبغ بمختلف أنواعها وأشكالها سواء على المدخنين أنفسهم أو على من حولهم من أصدقاء وأقارب· وأثبتت أبحاث قامت بها منظمة الصحة العالمية أن البيئة النضرة الخالية من الدخان تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين بالإضافة إلى أنها تساعد في خلق ''بيئة نظيفة صحية نضرة خالية من التدخين''، علما بأن نسبة المدخنين في الإمارات، وفقا لتقارير المنظمة، بلغت 20% بين الذكور و9,2 % بين الإناث·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©