الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامع السلطان قابوس الأكبر يتسع لعشرين ألف مصل ويزهو بنقوش الحضارة الإسلامية

جامع السلطان قابوس الأكبر يتسع لعشرين ألف مصل ويزهو بنقوش الحضارة الإسلامية
2 سبتمبر 2009 23:13
يعد جامع السلطان قابوس الأكبر من الشواهد الإسلامية في سلطنة عمان بوصفه مركزا مهما للدراسات الإسلامية ومنبعا لتعلم العلوم الإسلامية ومركزا لتخريج الدعاة والمفكرين والناشرين لدين الحق ومنبرا للتواصل الإنسانى والحضاري القائم على سماحة الإسلام وروحانيته الداعية إلى الخير والمحبة والسلام. ويقف جامع السلطان قابوس الأكبر شاهدا حيا يحكي قصة العمانيين الخالدة ودورهم الرائد في الحضارة الإسلامية منذ بواكير عهدها والتي ما فتأت تنعكس في الكثير من المظاهر العمرانية التي استقت روحها من دين الإسلام ومن الاهتمام بالعلم والفنون والإبداع الإنسانى. وتم التنفيذ الفعلي لجامع السلطان قابوس عام 1995 واستغرق بناؤه أكثر من ست سنوات، وتم افتتاح الجامع تحت رعاية السلطان قابوس الذي بناه على نفقته في شهر مايو من عام 2001 بحضور كبار المسؤولين العمانيين ووفود إسلامية من مختلف أنحاء العالم، ودمج التصميم المعماري لجامع السلطان قابوس مجموعة الحضارات الإسلامية من خلال دمجها في تصميم الجامع بداية من حضارة الأندلس وشمال أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية والشرق. ويعد الشكل المعماري للجامع المبني على وجود خمس مآذن ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة حيث تبرز المئذنة الرئيسية وترمز الى الركن الأول من أركان الإسلام وقبة المصلى بارتفاع كل منهما كعنصرين أساسيين ضمن بيئة الجامع وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة مجموعة من الأقواس والكوات المفتوحة مع دعامات تستهل واجهة المصلى الرئيسي. وجاءت فكرة إقامة جامع السلطان قابوس الأكبر لكي يستوعب الجامع أكبر عدد من المصلين ويكون معلما دينيا وحضاريا وثقافيا واجتماعيا حيث صدرت الأوامر السامية بإنشاء أكبر جامع فى السلطنة فى عام 1992 لتبدأ مرحلة التصميم ليس فقط لتوفير مكان للصلاة والتعبد بل ليكون مركزا للتفاعل مع روح الاسلام دينا وعلما وحضارة. طراز البناء تعتبر الدعامات ذات وظيفة إنشائية فضلا عن أنها ملاقف للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة فى العمارة المحلية كما أن للقبة غشاء مخرما متشابكا منمقة خطوطه بشعرية ذهبية وتنجلي من خلال شفافية هيكل القبة الخارجية القبة الثانية المكسوة بقشرة من أحجار الفسيفساء الذهبية بأكملها. وتتوج جدران المصلى الرئيسى بشرفات يتأصل طرازها في عمارة القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات فى العمارة الاسلامية عموما فيما يتميز جدار القبلة بكوة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة كما هو التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العمانية مما يضفي البعد الثلاثي لفضاء المحراب على حركة الواجهة ويعتلى المحراب من الخارج نصف قبة مماثلة في تكوينها لتشكيل القبة المركزية. وروعي في زخرفة الأروقة (الشمالي والجنوبي) تقسيمها الى ردهات تحتوى كل ردهة على زخرفة من الزخارف التي تنتمي لحضارات إسلامية مختلفة منها الزخرفة العمانية والعثمانية والمملوكية والمغربية والمصرية الفرعونية والبيزنطية وزخرفة بلاد الحجاز وزخرفة الفن الإسلامي المغولي وزخرفة آسيا الوسطى والزخرفة الإسلامية المعاصرة والتي تضفي على المكان جمالا يترجم حوار الحضارات في مكان واحد. ويتوسط الرواقين المصلى الرئيسي ويتسع لأكثر من ستة آلاف وخمسمائة مصلٍ وقد زخرف هذا المصلى بقطع الفسيفساء والرخام الأبيض والرخام الرمادي الغامق حيث وصل عدد قطع الفسيفساء المستخدمة في تزيين المصلى الرئيسي ما يقارب من ثمانية ملايين قطعة مع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية آلاف مصلٍ بالإضافة الى الصحن الداخلي والأروقة فإن السعة الإجمالية للجامع تصل الى إمكانية احتواء 20 ألف مصل ومصلية. ويتوسط جدار القبلة محراب يعد روعة في الجمال بنقوشه الجميلة ويعتبر أعلى محراب في السلطنة اذ يبلغ ارتفاعه 14 مترا وبعرض يقارب التسعة أمتار. وتوجد على المصلى الرئيسي قبة مركزية بارتفاع 50 مترا مزينة بالفسيفساء تتدلى منها ثريا ترتفع 14 مترا وبقطر 8 أمتار وتزن 8 أطنان ويوجد بها 1122 شمعة. مرافق الجامع يوجد بالجامع مصلى للنساء مزخرف بالأحجار المصقولة والمنقوشة والمحفورة يدويا يتسع لأكثر من ثمانمائة مصلية وقاعة للمحاضرات والفعاليات الثقافية المختلفة سعتها (300) شخص تقع الى الغرب من الرواق ومكتبة تضم (20) ألف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية التي تقع في الشق الشرقي من الرواق وهى مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت) مهيأة لاستقبال الدارسين والباحثين. بينما تم تصميم أماكن الوضوء فى الوسط حول باحات وقاعات خاصة لها على طول خلفية الرواق المحاذية للصحن الخارجي. كما انبثق عن تطوير مشروع الجامع بفعالياته الثقافية ومهامه الدينية والروحية معهد للعلوم الإسلامية الذي تم إنشاؤه بمبنى مستقل بمرافقه التعليمية الخاصة جنوب مجمع الجامع. ويتميز جامع السلطان قابوس الأكبر بتفرده اذ لا يوجد هناك نموذج هندسي آخر مشابه له ولذلك فهو صرح فريد من نوعه ويتميز بأنه مكسو بالحجارة المحفورة يدويا من الخارج مما يضفى عليه طابع الديمومة والرسوخ ومن ينظر إليه يحسبه وكأنه مبنى شامخ من مئات السنين وقد روعي في المواد المستخدمة في البناء أن تكون مواد طبيعية حتى يظل هذا الصرح خالدا لآلاف السنين. وتمت كتابة الآيات القراَنية على أركان الجامع المختلفة وهى تزيد على 1564 مترا طوليا وقد خطها خطاط عماني وهي عبارة عن آيات قراَنية مكتوبة بخط الثلث أضفت أجواء روحانية وجمالية خاصة لهذا الصرح الإسلامي الأكبر في السلطنة.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©