شركات نفط عالمية تزيد استثماراتها خلال العام الجاري

تتجه شركات نفط عالمية إلى زيادة استثماراتها خلال العام الجاري، والتخلي حالياً عن السياسة الحذرة التي اتبعتها عقب الأزمة المالية العالمية. ويأتي تفاؤل شركات النفط وزيادة إنفاقها الرأسمالي وسط ارتداد أسعار النفط صعوداً، والذي يتجاوز حالياً 115 دولارا للبرميل، بعد تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية والاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط. وأعلنت شركة شيفرون زيادة إنفاقها الرأسمالي لعام 2011 بنسبة 20% ليبلغ 26 مليار دولار، فيما كشفت كونوكو فيليبس عن خطتها الرامية إلى زيادة إنفاقها بنسبة 23% إلى 13,5 مليار دولار العام الجاري. وتعتزم شركة أكسون موبل زيادة استثماراتها الرأسمالية هذا العام بنسبة 6% إلى 34 مليار دولار وزيادة إنتاجها بنسبة تتراوح بين 4% و5%. وفي عرض بيانها السنوي أمام المحللين قالت الشركة مؤخراً، إنه من المتوقع أن يزيد إنتاجها بنسبة متوسطها يتراوح بين 4% و5% حتى عام 2014، وهذه التقديرات تشمل إنتاج كميات إضافية من شركة إكس تي أو اينزجي الأميركية المنتجة للغاز الطبيعي والتي استحوذت عليها أكسون موبل العام الماضي. دون إنتاج اكس تي او تتوقع أكسون موبل أن يزيد إنتاجها 2 إلى 3% كل عام اعتباراً من عام 2009 لغاية عام 2013، ولم يتغير توقع الشركة عن التقديرات التي سبق أن قدمتها لأوساط المحللين. وقال ريكس تيلرسون رئيس تنفيذي أكسون موبل: “بفضل المشروعات عالية الجودة واندماج اكس تي أو الناجح ينتظر أن يظل نمو إنتاجنا قوياً”. وقالت أكسون موبل أكبر شركة نفط بالولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية، إنها تتوقع أن يتراوح إنفاقها الرأسمالي السنوي بين 33 مليار دولار و37 مليار دولار لغاية عام 2015 بزيادة على التقديرات التي أعلنت العام الماضي والتي تراوحت بين 25 مليار دولار و30 مليار دولار. وقال تيلرسون: “إن هذه التقديرات تعكس خططنا المدروسة للأعوام المقبلة”. وتقول أكسون موبل المتمركزة في ايرفنج بولاية تكساس الأميركية، إنها تتوقع أن تزيد الإنتاج بمقدار نحو 1,4 مليون برميل من النفط المكافئ يوميا بحلول عام 2016. ومن المنتظر أن يشكل النفط 80% من تلك العقود، كما تتوقع الشركة أن تعمل مشاريع ضخمة في كل من كندا والعراق وكازاخستان وروسيا والولايات المتحدة على تعزيز نموها. وقالت الشركة إنها تعتزم في ربع السنة الثاني حفر بئر استكشافية جديدة في البحر الأسود الذي نجحت مؤخراً شريكتها شركة بتروبراس البرازيلية في العثور تحت قاعه على نفط ولكن ليس بكميات تجارية بعد. يذكر أنه خلال العام الماضي اتفقت أكسون موبل وبتروبراس وتركيش بتروليم كورب على الاشتراك معاً في التنقيب في قطاع المياه العميقة رقم 3922 في البحر الأسود بما يشمل منطقة ساينوب التركية الواعدة. كما تنوي أكسون موبل هذا العام تنفيذ عمليات حفر في خليج المكسيك الذي تنتظر عدة شركات أن تصدر الحكومة الفيدرالية الأميركية بشأنه تصاريح حفر آبار مياه عميقة استكشافية. وقال ركس تيلرسون رئيس تنفيذي أكسون موبل مؤخراً إنه يستنكر بشدة الملاحظات التي كان بوب دادلي رئيس تنفيذي بي بي الشركة الأوروبية المنافسة قد أبداها، والذي قال فيها إن النهوض بإجراءات السلامة في عمليات المياه العميقة مسألة تخص جميع المعنيين في صناعة النفط والغاز. وعلق تيلرسون على تلك الملاحظات واصفاً إياها بأنها في غير مصلحة صناعة النفط، وأن ما خلص إليه دادلي من أنها مشكلة كبرى تواجه كافة القائمين على صناعة النفط غير مبني على حقائق صحيحة. وكان رئيس تنفيذي بي بي قد دعا إلى مزيد من التعاون فيما بين شركات الطاقة في مختلف المناطق التي تواجه تحديات متزايدة بما يشمل قدرتها على التصدي لتسريبات النفط الكبرى على نحو أكثر كفاءة وفاعلية، يذكر أن إحدى منصات حفر بي بي انفجرت في خليج المكسيك قبالة السواحل الأميركية، حيث لقي 11 عاملاً حتفهم ووقع أسوأ تسرب نفطي في التاريخ. وقالت أكسون موبل إنها زادت إنتاجها العام الماضي في مناطق غير تقليدية تحتوي صخورها الصفحية على النفط مثل منطقة هاينسفيل شمال غربي ولاية لويزيانا وشرقي ولاية تكساس ومنطقة فايتفيل في ولاية اركانسو. وقالت إنه من المنتظر أن يتضاعف إنتاج الولايات المتحدة من النفط بحلول عام 2020 مدفوعاً في المقام الأول بتطوير مناطق الصخور الصفحية. وأضافت أكسون موبل أنها ماضية في عمليات الاستئجار والاستحواذ الصغرى في عدد من مناطق الصخر النفطي غير التقليدية في أراضي الولايات المتحدة، وذكرت أنها مستحوذة حالياً على امتياز استغلال 410 آلاف فدان أو 164 ألف هكتار في مناطق باكن الصفحية في ولاية نورث داكوتا و120 ألف فدان في منطقة ايجل فورد الصفحية في ولاية تكساس وأن الشركة تنمي تواجدها البري في مناطق أخرى غنية بالنفط. وتتوسع أكسون موبل حالياً في عمليات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في مناطق غير تقليدية خارج الولايات المتحدة، تشمل العديد من الدول مثل كولومبيا والأرجنتين وألمانيا ورومانيا وبولندا والصين وإندونيسيا. وأخبر كبير نواب رئيس أكسون موبل اندي سوابجر المحللين بأن الشركة تتوقع بتفاؤل شديد أن تكفل حقولها غير التقليدية، نمواً ملموساً وأرباحاً جذابة للمساهمين تساوي تقريباً ما تدره حقول الغاز الطبيعي المسال وحقول شركة المياه العميقة. عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي