الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حرب العراق تغير ميل العسكريين في الانتخابات الرئاسية الأميركية

حرب العراق تغير ميل العسكريين في الانتخابات الرئاسية الأميركية
3 يوليو 2008 01:04
بعد خمسة أعوام على الحرب في العراق التي فقدت التأييد الشعبي الكبير لها، قد يميل العسكريون الاميركيون المعروفون بانتخابهم تقليديا للحزب الجمهوري، الى كفة الحزب الديمقراطي اثناء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر· وفي حين يتهيأ المرشح الديمقراطي باراك اوباما لبدء زيارته إلى أوروبا والشرق الأوسط، وصل الجمهوري جون ماكين إلى كولومبيا في بدء جولة ستشمل المكسيك أيضا، ويهدف الاثنان إلى كسب مكانة دولية قبل اربعة اشهر من الانتخابات· واوضح لورانس كورب الخبير العسكري في مركز التقدم الاميركي ''منذ نهاية حرب فيتنام وبداية الجيش الاحترافي في 1973 كان العسكريون يميلون للتصويت اكثر للحزب الجمهوري''، لكن ''هذا العام سيكون تصويت العسكريين موزعا بشكل اكثر تساويا بدلا من التصويت بكثافة مع الجمهوريين''· كما توقع ان يحصل ماكين ''على نصف الاصوات على افضل تقدير''، مقابل ''نسبة من 3 الى 1 لصالح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية في ·''2004 والعامل الرئيسي لهذا التراجع هو النزاع في العراق الذي اسفر عن سقوط 4113 قتيلا اميركيا منذ الغزو في 2003 وباتت تواجه بسببه الادارة الاميركية انتقادات حتى داخل مؤسسة الجيش، رغم التقدم المسجل اخيرا على جبهة الامن· ويصعب تحديد تصويت العسكريين بسبب واجب التحفظ في الجيش التابع للسلطة المدنية، لكن المعلومات المتوافرة تكشف تراجعا متزايدا لدعم سياسة الرئيس جورج بوش مما قد ينعكس سلبا على حزبه· وتبقى معرفة ما اذا كان اوباما سيتوصل الى قلب المعادلة رغم افتقاره الى الخبرة العسكرية والسمعة التي التصقت منذ فترة طويلة بالديمقراطيين المتهمين بـ''التراخي'' في مجال الدفاع، في مواجهة ماكين بطل حرب فيتنام الذي يجذب الناخبين العسكريين· ورأى بيتر فيفر الاخصائي في العلاقات بين المدنيين والعسكريين في جامعة ديوك والمستشار السابق في ادارة بوش ''ان الجنود الذين خدموا في العراق يريدون كسب هذه الحرب لكي لا تذهب تضحياتهم سدى، ورسالة ماكين الذي يعد بالنصر قبل رحيل القوات اكثر اغواء من رسالة اوباما الذي يدعو الى انسحاب سريع'' من العراق· على الجبهة الاجتماعية سجل اوباما مؤخرا نقاطا بدعمه قانونا يقدم دعما ماليا للمقاتلين السابقين في حربي العراق وافغانستان الراغبين في استعادة الدراسة، الامر الذي كان عارضه بوش وماكين· ويملك أوباما ميزة اخرى ''فالناخبون الذين يستميلهم اكثر من غيرهم هم الافارقة الاميركيون والشبان، وهاتان المجموعتان تشكلان غالبية في صفوف العسكريين''· فنسبة الاميركيين من اصول افريقية داخل الجيش تقدر بحوالى 17%، (من اصل 1,4 مليون عسكري) مقابل 13% على الصعيد الوطني· وفي سياق حملاتهما يبدأ اوباما وماكين محطة في الخارج يأمل كل منهما اقناع الناخبين الاميركيين في اوروبا والشرق الاوسط بقدراته كرجل دولة وكسب نقاط في معركة الرئاسة· وحذر المراقبون من سقوط أحدهما في أي خطأ حول مسألة دولية، فأي هفوة لاوباما مثلا قد تثير شكوكا جديدة لجهة عدم امتلاكه المزعوم للخبرة وعجزه عن الاضطلاع بدور ''القائد الاعلى'' للقوات المسلحة الاميركية· فأوباما سيتوجه هذا الشهر الى المانيا وبريطانيا وفرنسا كما سيقوم بخطواته الاولى في الشرق الاوسط، في اسرائيل والاردن، وسيتوجه ايضا الى العراق وافغانستان تحت مراقبة مشددة وتحت ضغوط اولئك الذين يرغبون في ان يغير مشروعه لسحب القوات من العراق فورا في حال وصوله الى البيت الابيض· ويتوقع ان يلقى اوباما في اوروبا استقبالا حارا، فهو يشاطر الاوروبيين قلقهم حول مواضيع مثل الاحتباس الحراري· كما سيتعين عليه الافادة من زيارته الى اسرائيل لتقديم نفسه كصديق وفي للدولة العبرية، والسعي كذلك الى ازالة شكوك الناخبين الاميركيين اليهود حياله منذ ان عرض فكرة التحاور مباشرة مع الايرانيين· اما ماكين الذي سبق وزار اوروبا والشرق الاوسط هذا العام، فهو يستخدم حاليا زيارته إلى كولومبيا التي وصلها أمس والمكسيك لمواجهة خصمه حول مواضيع التجارة والسياسة الخارجية· ويسعى ماكين إلى كسب أصوات الناخبين من اصول لاتينية، كما يعتزم اظهار امتلاكه مزية كبيرة على اوباما في مجال الامن القومي وان الحزب الديمقراطي تخلى عن اميركا اللاتينية· من جهته، أكد السيناتور جون كيري عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك أمس بشرم الشيخ أن أوباما لديه الفهم الكافي للموقف في منطقة الشرق الأوسط بكل ما تحفل به من تعقيدات، خاصة بعد المخاوف التي ترتبت على تصريحه بشأن القدس·
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©