الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رواية المهمشين بامتياز

رواية المهمشين بامتياز
2 يوليو 2008 23:49
نظمت جمعية ''تطاون أسمير'' مؤخراً بدار الثقافة بتطوان لقاءً نقديا حول رواية ''باريو مالقه'' للكاتب المغربي محمد أنقار في إطار الدورة الثالثة لتظاهرة ''تطوان·· الأبواب السبعة''· الناقد د· محمد مشبال أكد أن رواية ''باريو مالقه'' لا يمكن أن تخلو من بعد أيديولوجي بالمفهوم العام للكلمة· نكتشف إذ إثر القراءة أن نظرتنا إلى مدينة تطوان العتيقة قد تغيرت مثلما تغيرت نظرتنا إلى باريو مالقه حارة المهمشين · لقد أعادت كل من الروايتين صياغة ''المدينة وكشفت عن السمات الإنسانية التي تنطق بها دروبها''· كما اعتبر الباحث هذين العملين الروائيين يمثلان تصويرا لذاكرة المدينة ووثيقة أدبية لأمكنتها· ولعل هذا أحد الأسباب التي دفعت الناقد إلى محاولة البحث عن أوجه التكامل بين رواية ''المصري'' ورواية ''باريو مالقه''، باعتبار أن الأولى تضمنت إشارات إلى هذا الحي على لسان رقية التي وصفته بأنه حارة الهجيج· بذلك كانت رواية ''الباريو'' إجابة عن هذا البعد التوثيقي، كما رسمت صورةً عن أشكال العيش المشترك بين المغاربة والإسبان إذ إن الكاتب ''صور العلاقة بين سكان الباريو والمغاربة والإسبان بعيدا عن التعصب''· ثم تحدث الباحث والناقد د· عبد اللطيف أقبيب الذي اعتبر أن رواية ''باريو مالقه'' ترقى إلى مصاف الإبداعات العالمية الخالدة التي ألفها المبدعون العالميون من أمثال فلوبير وهمنجواي ونجيب محفوظ وغيرهم، وأن الأديب محمد أنقار يعتبر مكسبا مهما للإبداع المغربي والعربي· بعد ذلك أشار إلى العامل المشترك الذي يميز أعمال محمد أنقار وهو الإتقان والتميز الذي يجعل من القارئ يحس أنه بصدد قراءة عمل متكامل متميز يتقن صاحبه أصول الكتابة الروائية ويحيط بجميع خيوطها المتشابكة شكلا ومضمونا· وأوضح أقبيب أن رواية الباريو في فضاء مكاني تميز نسيجه السكاني بالتنوع والامتزاج والاختلاط، ولكن ما يجمع سكانه كونهم من المهاجرين سواء من داخل المغرب أم إسبانيا· وفي هذا السياق يشير الباحث إلى نوع من التعايش الذي وسم هذا الحي من دون أن ينفي وجود جو من الصراع بين القيم الوطنية التي تمتلكها مجموعة من الشخصيات كالفقيه الصنهاجي والقيم الاستعمارية التي تعتبر محاولة اغتصاب الفتاة المغربية أحد نماذجها· ثم انتقل الباحث إلى تغطية الحيز الزمني الذي تمتد فيه الرواية، وهو منتصف الخمسينيات وإلى مطلع الستينيات· يمثل فترة مليئة بالأحداث، ساد فيها التوتر كونها انتقالية بين الاستعمار والاستقلال· وهنا يلتقي البعد الزمني للرواية والبعد المكاني ورمزية الحدث الأول لتشكل مثلثا متساوي الأبعاد، تنسجم فيه الأحداث بشكل منظم· من جانبة الروائي والناقد د· محمد أنقار استهل مداخلته بالتعبير عن تأثره الشديد بالحفاوة والحرارة التي استقبلت بها أعماله سواء في هذا المحفل أو المحافل النقدية الأخرى على المستوى الوطني، ثم أشار إلى كون رواية ''باريو مالقه'' تثير لأول وهلة في ذهن القارئ الطابع التوثيقي والتاريخي· لكن ليس هذا هو الطابع الوحيد في هذه الرواية بل القصد عند الروائي هو التخييل· بالإضافة إلى أبعاد أخرى على القارئ التنبه إليها· تحدث الكاتب عن فترة تحضير الرواية قاربت الأربعين سنة من البحث في المصادر والمراجع والمجلات والكتب والاستماع إلى الأشخاص، جلس خلالها الروائي إلى فئات اجتماعية مختلفة، ودوّن كل شيء قيل له على اختلاف نوعه وقيمته· كما أشار كذلك إلى أن مشروعه كان توثيقيا في البداية، لكن انفتاحه على الأدب العالمي جعله يحول عنايته إلى الكتابة الروائية باعتبارها الأقدر على الجمع بين مختلف الجوانب المشكلة لفضاءات وعوالم ''باريو مالقه''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©