الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محطة «خيماسولار» للطاقة الشمسية تعمل ليلاً ونهاراً

محطة «خيماسولار» للطاقة الشمسية تعمل ليلاً ونهاراً
21 مارس 2012
فوينتيس دي اندالوثيا (ا ف ب) - في محطة “خيماسولار” للطاقة الشمسية، لا مجال للاكتئاب عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم، فبفضل تكنولوجيا فريدة من نوعها في العالم، تسمح الطاقة التي تتراكم في الأيام المشمسة بإنتاج الكهرباء في الليل وفي الأيام الممطرة. تقع المحطة في السهل الأندلسي في جنوب إسبانيا وقد بدأت العمل خلال مايو الماضي. ومن الطريق السريع الممتد بين إشبيلية وقرطبة، يبرز برج المحطة المضاء الذي يضم على دائرة ضخمة قطرها 195 هكتاراً 2650 لوحاً شمسياً يبلغ حجم كل منها 120 متراً مربعاً. ويقول سانتياجو أرياس، المدير الفني في شركة “توريسول إينرجي” التي تدير المشروع، وهي شراكة بين مجموعة “سينير” الإسبانية للهندسة وشركة “مصدر” للطاقة المتجددة،”إنها المحطة الأولى في العالم التي تعمل على مدار الساعة، إنها محطة للطاقة الشمسية تعمل في النهار وفي الليل!”. ويضيف أن طريقة عملها “سهلة جداً”. فعندما تعكس الألواح أشعة الشمس على البرج، تنقل إليه “طاقة مركزة أكبر بألف مرة من الطاقة الموجودة على الأرض”. وتخرن الطاقة في صهريج مليء بأملاح ذائبة على حرارة تتعدى 500 درجة مئوية. وتساهم الأملاح في إنتاج البخار الضروري لتشغيل توربينة وبالتالي إنتاج الكهرباء كما يحصل في المحطات الحرارية التقليدية. ويوضح سانتياجو أن القدرة على تخزين الطاقة هي ما يميز “خيماسولار” لأنها تسمح “خلال الليل بالاستمرار في إنتاج الكهرباء بفضل الطاقة المخزنة في النهار”. ويضيف “أستعمل هذه الطاقة (بالتالي) كما أريد وليس كما تفرض علي الشمس”. وتحرز المحطة نتائج إيجابية فهي “تنتج 60% من الطاقة أكثر من أي محطة لا تتمتع بنظام تخزين” لأنها تستطيع العمل 6400 ساعة سنوياً، في مقابل ما بين ألف وألفي ساعة للمحطات الشمسية الأخرى. ويشرح أرياس أن “كمية الطاقة التي ننتجها سنويا توازي متوسط استهلاك 30 ألف أسرة إسبانية” أي أنها تسمح بتوفير 30 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في السنة. وبفضل المساعدات الحكومية السخية، شهد قطاع الطاقة المتجددة نجاحاً هائلاً في إسبانيا التي تعتبر ثاني منتج للطاقة الشمسية في العالم وأول منتج للطاقة الهوائية في أوروبا، بعد ألمانيا. وخلال 2011، تمكنت إسبانيا من تلبية ثلث الطلب على الكهرباء بفضل الطاقة المتجددة، ولا سيما الهوائية منها (16%)، علما أن حصة الطاقة الشمسية تضاعفت في غضون سنة واحدة مع أنها لا تزال منخفضة (4%). أما بالنسبة إلى مشروع “خيماسولار”، فقد ساهم فيه مستثمرون أجانب. ويقول سانتياجو أرياس: “هذا النوع من المحطات كلفته باهظة، ليس من ناحية المواد الأولية التي نستعملها لأنها مجانية، بل من ناحية الاستثمار الضخم الذي يتطلبه”. فقد تخطت كلفة المحطة المئتي مليون يورو. لكنه يؤكد أنه “عندما تنتهي الشركة من إعادة الأموال إلى البنوك (أي بعد 18 سنة وفقا لحساباته)، سوف تصبح المحطة آلة لصنع أوراق مالية من فئة ألف يورو!”، مذكراً أن سعر برميل النفط الذي كان 28 دولاراً سنة 2003 يقارب اليوم 130 دولاراً. لكن الأزمة الاقتصادية الحالية تلقي بثقلها على المشاريع المماثلة. فقد علقت إسبانيا مؤخراً المساعدات المخصصة للمشاريع الجديدة الخاصة بإنتاج الطاقة المتجددة بسبب الركود الاقتصادي وسياسة التقشف. ويقول سانتياجو أرياس: “لدينا ثلاثة مشاريع عالقة”، مضيفاً أن الشركة لم تنجح بعد في بيع تكنولوجيا “خيماسولار” خارج إسبانيا على الرغم من الاهتمام الكبير بها، وذلك بسبب الوضع العام في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©