الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التسامــح يجمعنـــا

14 مايو 2017 23:03
لا بد أن تبدأ يومك بابتسامة وتعامل الناس بحسن الخلق، فلا تفرق ولا تنهر، لتستمر بك الحياة فتقابل الناس بمختلف أجناسهم ودياناتهم وثقافاتهم فلا تفرق بين أعجمي وعربي، هنا تتمثل أجمل وأرقى صور التسامح التي أمرنا بها ديننا الحنيف ونبينا الحبيب. التسامح بمفهومه الاصطلاحي هو القدرة على العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة بالإساءة، والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت إليها الديانات والأنبياء والرسل. رائعة هي كثير من المفاهيم التي لو تأملناها لوجدنا سعادة وراحة بال لا مثيل لهما. ننطلق مع أول الصباح لنصادف تنوعاً مدهشاً في الجنسيات والثقافات من حولنا، نجتمع من مختلف بلاد العالم في أرض واحدة لنتعايش بكل سلام، فقد خلقنا الله شعوباً وقبائل لنتعارف ونتداخل ونحكي لبعضنا البعض عن تاريخنا العريق، لنسمع في بعض الأوقات عن أقدم الحضارات وأعظمها، فنجول بحواراتنا دول مجلس التعاون الخليجي لنعبر الجمهورية اليمنية، ونجد أنفسنا نختصر المسافات للسودان ومصر وبلاد الشام ثم العراق، فلا تكاد تنتهي الرحلة إلى ونحن قد اقتربنا من تركيا وقطعنا بذلك العالم في أرض واحدة تجمعنا. لا يكاد يومك ينجلي إلا وقد صافحت زميلاً عربياً ودار حوار واع بينك وبين فكرٍ قد يخالف معتقداتك، فتبتسم بوجه عامل النظافة والضيافة ممن أتوا من ثقافات أخرى، لتحتضن في آخر النهار وسادتك فلا تحقد ولا تحسد ولا تكره، تغمض عينيك وأنت مؤمنٌ بأن الله خلق هذا الكون باختلاف الصالح من الفاسد، والظالم من المظلوم، والعاقل من المجنون لحكمة نحن البشر ليس علينا إلا أن نسلم لقضاء الله، ونعمل بما تمليه علينا مبادئنا وأخلاقنا، فنحترم الكبير ونعطف على الصغير، نصافح الجميع بقلوب صافية لا تحمل مثقال ذرة من الحقد على شاكلة القوم الضالين. نعلم أن كلا راعٍ وكلٌ مسؤول عن رعيته، شباب اليوم هم قادة مستقبل الغد، هم الأمل لصناعة إنجازات أمتنا العربية، أن نغرس بهم حب الآخرين والتسامح والتعايش مع العالم فهو واجب في ظل الانفتاح الذي نعيشه في عالمنا. مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي أصبح ينقل لأبنائنا مختلف الطباع والممارسات التي قد تتمثل بالوحشية والعدوانية، فنجد توجه كثير من الشباب نحو الألعاب القتالية والتي تحث الجيل الحالي على العدوانية بصورة سلبية، لذلك علينا جميعاً أن نتكاتف لنجتاز هذا الصراع الذي نواجه في حياتنا بين أخلاق وممارسات نغرسها في أطفالنا لتمحوها مع الزمان بعض العادات الدخيلة السلبية. الأساس السليم لعقيدة الطفل وإخلاص الشاب وحبه لدينه وأرضه ووطنه هم السلاح الذي سيحمي أبناءنا من الهجمات التي قد تواجههم. ولا تزال الإمارات تسابق العالم بأن أطلقت البرنامج الوطني للتسامح، والذي يهدف بشكل أساسي لتعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح والتعايش والتي تعد من القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل، وقد باشرت بوضع محاور ومن ضمنها استهدفت فئة الشباب، وذلك ضمن محور تعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، بجانب العديد من المحاور التي تضمنت مبادرات شملت مختلف فئات المجتمع. بلقيس فوزي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©