السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السحالي والأفاعي تعيش مع العصافير والقطط في حديقة منزلية

السحالي والأفاعي تعيش مع العصافير والقطط في حديقة منزلية
31 مارس 2014 21:57
هناء الحمادي (الشارقة) يبدو أنَّ تربية العصافير وأسماك الزينة في المنازل الإماراتية لم تعد مثيرة للاهتمام، بل اتجه البعض من الهواة إلى تربية حيوانات تتسم بالخطورة أحياناً وأحياناً أخرى أليفة ونادرة الشكل واللون والحجم، حتى أصبحت تلك الحيوانات صديقاً حميماً للكثير ممن يهتمون بتربيتها، ولا تقتصر تربية هذا الحيوانات على الخطر فحسب، بل إنها تعتبر من الهوايات التي تكلف مبالغ باهظة من أجل اقتنائها، غير أن تربيتها في المنزل علامة من علامات الرفاهية والثراء. وخلافاً لما يعتقده البعض، يرى مسعود الحمادي الذي يعشق تربية الحيوانات الأليفة الغريبة في منزله في منطقة الشرقان بالشارقة منذ 25 عاماً، أن هذه الهواية التي عشقها عندما كان عمره 10 سنوات ترعرعت لديه حينما أهدته والده «أرنباً صغيراً مع بعض القطط المنزلية الصغيرة ذات الفرو الناعم»، مع الزيارات المتكررة لسوق العصافير التي تعج بالكثير من العصافير المختلفة الأحجام والملونة الأشكال والتي تصدر أصواتا جميلة في الصباح الباكر. ومن هذه الهدايا والجولات لسوق العصافير، كبرت هواية الحمادي اليوم ليصبح لديه في منزله حديقة مصغرة تضم الكثير من الحيوانات الأليفة والغريبة الشكل والحجم، وسط حديقة جميلة بها الكثير من النباتات والحيوانات التي جلبت من أندونيسيا، ولتتنوع تلك الحيوانات ما بين القرود والثعابين الصغيرة والبلابل والدجاج وحيوانات البينو. أنواع الحيوانات وبالتعرف على أسرار تلك الهواية وما تضمه حديقة منزله من حيوانات أليفة، أكد الحمادي أن تربية الحيوانات الأليفة بالمنزل ليست سهلة بل تحتاج إلى رعاية واهتمام بالغ من ناحية الطعام ونظافة المكان والفحص الدوري المستمر على صحتها، كما أنَّ معظم الحيوانات التي يمتلكها في منزله تتنوع في تربيتها، ومن أهم ما يملكه الحمادي من حيوانات، يقول: لدى ما يقارب 7 أنواع من القرود الغريبة والتي تعرف محلياً «السبلان»، وقد جلبت معظمها من البرازيل وآسيا مثل قرد المرموسيت القزم، وهو أصغر أنواع القرود المعروفة في العالم ويعيش في بعض دول أمريكا الجنوبية كشمال بوليفيا والبرازيل والإكوادور والبيرو ويبلغ طوله من 14 - 16 سم ووزنه من 12 - 140 جراما. ويضيف: أيضاً تضم الحديقة حيوانات البينو، وهي حيوانات بيضاء نسميها بهقاء أو «مُهْق مفردها أمهق»، تتميز بالبياض وهي لطيفة وظريفة، إلى جانب ذلك هناك الغراب الأبيض، والبلبل الأبيض، الذي يعتبر من الطيور الجميلة المغردة تضفى على المنزل الانشراح والبهجة والسرور وتتصف بالفطنة والذكاء، والوفاء والألفة، ولا تحتاج إلى قصقصة الجناح ويطير مبتعداً عن المنزل لكنه يرجع إلى صاحبة، ومن أهم صفاته أيضاً أنه يتكاثر في الصيف، حيث الإنتاج الوفير من التمور والنخيل، حيث تتغذى معظم البلابل على بعض الفواكه مثل التين والباباي، وهي محترفة في صيد غذائها والانقضاض عليه وهي طائرة بكل سهولة، كما تقوم تلك البلابل ببناء أعشاشها فوق الأشجار وتستعمل مواد النخيل مثل ليف النخيل وأعواد الأشجار، حيث تقوم بلف مواد التعشيش مكونة أعشاشها على شكل دائري. رحلات استكشافية غير ذلك يمتلك الحمادي في حديقة منزله أيضا السحالي والأفاعي غير الخطيرة، ويمكن تربيتها في المنزل بشكل عادي، حيث معظم تلك الأفاعي التي يقوم بتربيتها لا تحتوى على السموم، أما السحالي فمعظمها ذات الحجم الصغير واللون النادر منها، وأكثر الأماكن التي يمكن جلب السحالي، بحسب الحمادي والتي قام بزيارتها مراراً مع هواة تربية الحيوانات هي «جزيرة كومودو في أندونيسيا»، والتي تعتبر من الجزر التي تمتاز بسحر الطبيعة وعجائب الدنيا، لذلك تم اختيارها في مسابقة عجائب الدنيا السبع لعام 2011، ومن أشهر معالم الجزيرة السحالي التي تعتبرها من السحالي النادرة وأخطرها ويصل طولها من (2 - 3) متر. حب الحمادي لتربية الحيوانات دفع به إلى القيام برحلات استكشافية للتعرف أكثر على الحيوانات التي يحب أن يربيها في منزله، ومن أهم الرحلات التي قام بها هي رحلة استكشافية إلى أندونيسيا، حيث تم التعرف عليها برفقة بعض المهرة والمختصين في صيد الأفاعي والسحالي، إلى جانب ذلك زيارة جزيرة كومودو التي تعتبر من أروع الجزر الأندونيسية لما بها من حيوانات عجيبة وغريبة الشكل واللون، مؤكداً أن تلك الرحلات تعلم من خلالها واستفاد منها في البحث عن كيفية تربية الحيوانات الأليفة التي يملكها، ناهيك عن أهم الأغذية التي تتناولها تلك الحيوانات، إلى جانب معلومات مفيدة عن تلك الأماكن. اهتمام ورعاية توفر أكثر من 50 نوعاً من الحيوانات والطيور والقرود والسحالي والأفاعي، تحتاج إلى الكثير من الرعاية والاهتمام، خاصة إن كانت تربى في المنزل، وعن ذلك يقول: بعد الانتهاء من العمل ظهرا، غالباً ما أقضي كل وقتي بين هذه الحيوانات في منزلي، فكل نوع يحتاج إلى رعاية مختلفة عن بقية الحيوانات الأخرى، كما أن طعامهم يتنوع ما بين الفواكه والخضراوات والديدان والفئران، واللحوم والدجاج، ورغم أن تكلفة الديدان تحتاج إلى مبالغ باهظة إلا أنه لدى الحمادي هواية تربيتها بشكل محترف في المنزل بجانب توفر مجموعة كبيرة من الفئران. ويضيف: خوفي على صحة تلك الحيوانات فرض علي إحضار «طبيب بيطري»، يحضر مرتين في الأسبوع لفحص تلك الحيوانات بشكل دوري مع كتابة تقارير عن صحتها، وأهم الأغذية التي تساعد على أن تكون بأتم صحة وعافية، وموعد تكاثرها. ومن أجل الحصول على تلك الحيوانات النادرة والغريبة من الخارج، يحصل مسعود الحمادي على إذن دخول من وزارة الزراعة والبيئة في دولة الإمارات، وذلك بعد أن يتم تقديم تقرير مفصل عن الحيوانات التي ستتم تربيتها وجلبها إلى المنزل، مع تقديم أوراق تثبت صحة وسلامة تلك الحيوانات الخالية من أي مرض ما، وبعد الموافقة من وزارة الزراعة يتم جلب تلك الحيوانات. علاقة حميمة مع الحيوانات لفت مسعود الحمادي إلى أنه في حالة انشغاله في أعمالة الوظيفية صباحاً كثيراً ما يهتم أبناؤه بالعناية بالحيوانات الأليفة خاصة في الأيام العادية وفي العطلة الأسبوعية. ويقول: توطدت لدى أبنائي علاقة حميمية مع تلك الحيوانات التي أعتني بتربيتها في المنزل، حيث إن الجميع يقوم بمتابعتها وموعد تغذيتها، مع قيام البعض منهم بكتابة تقرير مفصل لما قام به مع الحيوانات التي أهتم بمراقبتهم خلال فترة انشغالي أو غيابي، ومن باب التشجيع والتحفيز فقد اتفقت معهم بمن يقوم بكتابة أفضل تقرير عن تلك الحيوانات في حالة غيابي والاعتناء بها بشكل صحيح سيحصل على هدية قيمة، مبيناً أن الحيوانات ذات الحجم الكبير مثل السحالي والأفاعي لا يقترب منها أبناؤه، وذلك خوفاً عليهم ولسلامتهم من التعرض لأي مكروه ما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©