الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العقول الإيطالية» تكتسح الدوريات الأوروبية!

«العقول الإيطالية» تكتسح الدوريات الأوروبية!
15 مايو 2017 11:33
محمد حامد (دبي) «نحن الأفضل في العالم بلا منازع، ولدينا القدرة على تحقيق الانتصارات وجلب البطولات في مختلف الدوريات»، هذا ما قاله المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني تعليقاً على تتويج مواطنه أنطونيو كونتي بلقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي في موسمه الأول مع الفريق، فيما أشار كونتي إلى أنه يحق له كإيطالي أن يشعر بالفخر نظراً لسيطرة المدرسة الإيطالية على الكرة الأوروبية في الوقت الراهن، مشيداً بنجاح كارلو أنشيلوتي في ألمانيا، وماسيمو كاريرا مع سبارتاك موسكو الروسي. المدربون الإيطاليون نجحوا في الحصول على 4 ألقاب للدوري في أوروبا الموسم الجاري فقط، أبرزهم كونتي مع تشيلسي، وأنشيلوتي في بايرن ميونيخ، وكاريرا الذي قاد سبارتاك موسكو للقب الدوري الروسي بعد انتظار دام 16 عاماً، وكذلك ماسيمليانو أليجري الذي يحقق نجاحاً لافتاً مع اليوفي. صحيح أن الأندية الإيطالية تعتمد بصورة شبه مطلقة على المدريين الإيطاليين، ولكن سبق لوجوه تدريبية أجنبية أن سيطرت على الدوري الإيطالي في فترة بعينها، وعلى رأس هؤلاء البرتغالي جوزيه مورينيو مع إنتر ميلان. بالعودة إلى نجاح المدرسة التدريبية الإيطالية في إنجلترا، فقد كانت البداية الرائعة مع أنشيلوتي الذي توج مع تشيلسي بلقب «البريميرليج» عام 2010، في أول موسم له بالملاعب الإنجليزية، كما حقق في نفس الموسم كأس إنجلترا، وسبقهما بالدرع الخيرية، وكان أنشيلوتي يرغب في استكمال المسيرة أملاً في المنافسة على لقب دوري الأبطال فيما بعد، والمفارقة أن اللقب القاري الأهم في تاريخ «البلوز» حققه مدرب إيطالي هو روبرتو دي ماتيو عام 2012. وفي موسم 2011 - 2012 تمكن روبرتو مانشيني من قيادة مان سيتي للقب الدوري الإنجليزي بعد 44 عاماً لم يتمكن خلالها «البلو مون» من تحقيق هذا اللقب، وهو ما يعد نجاحاً لافتاً للمدرسة التدريبية الإيطالية، صحيح أن سيتي كان ولا يزال يعيش نهضة إدارية كبيرة منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي، لكن مهمة إعادة الفريق إلى طريق البطولات لم تكن سهلة، ويسجل التاريخ لمانشيني أنه قاد سيتي للبطولات، حيث كانت البداية بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2011. وفي 2016 حقق الثعلب الإيطالي كلاوديو رانييري واحدة من أهم المعجزات الكروية في التاريخ، حينما قاد ليستر سيتي الذي كان مجهولاً قبل سنوات عدة للحصول على لقب الدوري الإنجليزي، واللافت أنه حقق ذلك في عصر لا يعترف بالمعجزات، بل إنه فعلها بأقل الإمكانات، حيث لم تكن القيمة المالية لفريقه بالكامل تساوي نصف القيمة السوقية لنجم واحد شهير في صفوف مان يونايتد وليفربول ومان سيتي وتشيلسي وأرسنال. وأكمل الإيطاليون قصة النجاح في «البريميرليج» بتتويج كونتي بلقب الموسم الحالي، وهو اللقب الرابع في غضون آخر 7 سنوات للطليان في دوري الإنجليز، مما دفع مانشيني أن يقول: «أعتقد أنه لا يوجد 4 إنجليز قادوا أنديتهم للفوز بالدوري في آخر 20 عاماً، نحن فعلنا ذلك في آخر 7 سنوات، لدينا القدرة على النجاح في أي مكان، لقد تم تأسيس تقليد كروي يبهر العالم في الوقت الراهن، وأتمنى أن يحافظ المدربون الطليان على هذا التقليد، وأن يستمروا في تحقيق النجاحات الكبيرة في السنوات المقبلة في مختلف الدوريات». ولم يتردد كونتي في إظهار شعوره بالفخر لما يحققه أبناء مدرسته التدريبية، ولم يكن غريباً أن يتصدر أغلفة الصحف في بلاده وكأنه متوج بلقب مونديالي لمنتخب إيطاليا، أو قاد فريقاً إيطاليا لتحقيق المجد القاري، أو حتى بطولة الدوري في بلاده، ولكن جاء هذا الاحتفال بكونتي لأنه قاد تشيلسي للفوز بدوري الإنجليز، فقد عنونت «كورييري ديللو سبورت»: «سبيشل كونتي»، فيما جاء على غلاف لاجازيتا ديللو سبورت: «كونتي نعم»، في إشارة إلى إنجاز المهمة الصعبة، ويؤشر هذا الاحتفال إلى شعور الطليان بالفخر لتحقيق النجاحات في الخارج. صحيفة «التليجراف» نقلت تصريحات لكونتي تحدث فيها عن نجاح المدرسة التدريبية الإيطالية، حيث قال: «أشعر بالفخر والسعادة لأي إنجاز يحققه مدرب إيطالي في دوريات أوروبا، الأمر لا يتعلق بتتويجي بلقب الدوري الإنجليزي مع تشيلسي فحسب، فقد فعلها أنشيلوتي في ألمانيا، ولدينا ماسيمو كاريرا الذي فاز بالدوري الروسي، وهو الذي كان يعمل مساعداً لي من قبل». وتابع كونتي: «الشعور بالفخر أمر طبيعي ومنطقي، لقد كنت من أشد المشجعين لرانييري الموسم الماضي، وقد نجح في الفوز مع ليستر سيتي بلقب الدوري، لقد احتفلنا في إيطاليا بهذا الإنجاز الكبير لرانييري، فهو إيطالي، كما أنه كان يستحق لقباً كبيراً بعد مسيرته التدريبية الكبيرة، الدوري الإنجليزي يحتضن الكثير من المدارس التدريبية من مختلف الدول، ولكن على المدرب الذي يقرر القدوم إلى هنا أن يغير عقليته وفعل كل شيء للتكيف سريعاً مع طبيعة هذا الدوري». المؤشرات القادمة من القارة العجوز تؤكد أن المدرسة الإيطالية سوف تستمر في السيطرة على الأندية الأوروبية لفترة طويلة، فقد أصبح أليجري مطلوباً لتدريب كبار القارة، كما أن كونتي يتصدر واجهات الصحافة العالمية في كل صباح في ظل مطاردة الأندية له، سواء في إيطاليا أو إنجلترا أو خارجهما، كما يسير أنشيلوتي بخطى واثقة خلال السنوات الأخيرة بعد حصوله على الدوري في إنجلترا وفرنسا، ودوري الأبطال مع الريال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©