الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توني تان.. عندما يكون «تنوع التخصصات».. هو التخصص!

توني تان.. عندما يكون «تنوع التخصصات».. هو التخصص!
31 أغسطس 2009 00:45
الوزير السنغافوري السابق توني تان لا تدري من أين تمسك بتخصصه! فهو متنوّع الاهتمامات، يكاد أن يكون «تنوع التخصصات» هو تخصصه الحقيقي، فهو شخصية خارقة للعادة لا يمكن أن يُطرح تاريخ التطور الحديث في سنغافورة، من دون التطرق إلى اسمه بوصفه الشارح الأبرز لمعادلة سنغافورة التي أذهلت روّاد النجاح في العالم. ولا يبدو تعدد التخصصات أمراً غريباً، لمن يعرف المنهج السنغافوري، بل يظهر أن السيد توني تان هو النموذج الذي يؤكد القاعدة. توني تان الذي سيكون محاضراً الليلة في مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرمضاني للعام 2009 ، هو عبارة عن محيط هائل من التجارب والخبرات، حيث عمل وزيراً للتجارة والصناعة، ومن ثم وزيراً للصحة، مروراً بوزارة التربية والتعليم، ووزارة المالية، ووزارة الدفاع إلى أن عمل نائباً لرئيس مجلس الوزراء. ولم يصرفه العمل في الحكومة عن التواصل مع القطاع الخاص، بل رأس مؤسسة البحوث الوطنية، وعمل نائباً لرئيس مجلس البحوث والابتكار والمشاريع التجارية، ثم مديراً تنفيذياً لمؤسسة حكومة سنغافورة للاستثمار، كما رأس شركة سنغافورة للإعلام القابضة المحدودة. كل تجربته الكبيرة في مجال العمل الحكومي وفي القطاع الخاص استمدّت أهميتها من رؤيته الخاصة والثاقبة، ومن عقليته الفذّة التي استطاعت أن تجمع بين هموم العمل الحكومي ومسؤولياته، وبين علاقته العملية الثرية بالقطاع الخاص، وهو سيتحدّث الليلة عن تجربته وخبرته في سنغافورة. ولا يمكن عزل تجربته الوزارية عن همومه التطوعية أيضاً، حيث من السهولة أن تلمس عند الحديث عنه جهوده الكبيرة في تقديم المساعدة للمناطق التي تعرضت لأضرار بالغة بسبب إعصار تسونامي في العام 2004، وخاصةً لجهة إسهامه في إعادة إعمار البنية التحتية للمناطق المتضررة، وفي تنسيق التبرعات المقدمة لضحايا الإعصار. وبين العمل الحكومي، والعمل في القطاع الخاص، وبذل النفس في العمل التطوعي، يمكن أن يدرك ما يمتلكه الرجل من تراكم حضاري ومعرفي وإنساني. كما أن رؤيته الدبلوماسية التي شكّلت جزءاً من تاريخه العملي لم تكن رؤية كلاسيكية عادية، بل بقي مراقباً لآثار العلاقات بين الدول على مستقبل بلده، ومن أبرز رؤاه المستقبلية لعلاقات بلاده الخارجية مقولته الشهيرة: «العلاقات الصينية-الأميركية تحدد مستقبل منطقة آسيا – الباسيفيك». وقد أدلى توني تان بهذه المقولة فى خطابه المهم بمناسبة افتتاح مؤتمر الأمن فى آسيا الباسيفيك الذى نظمه معهد سنغافورة للدفاع والدراسات الاستراتيجية في العام 2002. في مقولته تلك من رؤية شاملة مؤداها: «ان كيفية تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين هي التي تحدد المناخ الاستراتيجي في القرن الحادي والعشرين خاصة في منطقة آسيا الباسيفيك وربما على مستوى العالم». وأشار إلى أن الولايات المتحدة هى القوة العظمى الوحيدة التي تفوق قوتها بشكل كبير جميع الدول ومجموعات الدول الأخرى اليوم وأن الصين قوة صاعدة، معتبراً «أن الطريقة التى ستتعامل بها هاتان الدولتان مع بعضهما البعض وما اذا كانتا ستتعايشان وستتعاونان أو ستصعدان التوتر والمواجهة فيما بينهما ستحدد مستقبل منطقة آسيا- الباسيفيك». تلك هي أبرز ملامح تلك الشخصية التي خرجت من ضيق التخصص الواحد إلى رحابة جملة كبيرة من التخصصات، ليشكل بهذا الثراء ما يؤسس للتنوع بدلاً من التخصص، لكنه التنوّع الصعب الذي لا يسهل على كل أحد. يبقى أن على من أراد أن يقرأ تطور سنغافورة من خلال الأسماء، ألا يغفل عن اسم «توني تان» في سياق قراءة هذه المرحلة الذهبية التي انتقلت في ظرف سنوات قليلة من دول العالم الثالث إلى دول العالم الأول.
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©