بعلبكي يعرض عبق الورد والذكريــــات في بيروت

في معرضه الفوتوغرافي الاول اختار الفنان التشكيلي اللبناني الرائد عبدالحميد بعلبكي، 82 صورة ملونة وبالابيض والاسود لعرضهما للمرة الاولى في قصر الاونيسكو ببيروت· يعبق معرض بعلبكي بالورد والاشجار والالوان و''ناس'' عبدالحميد بعلبكي، اولاده، زوجته الراحلة بحادث سير مفجع منذ فترة، فنرى صورها ''الباريسية'' بالابيض والاسود وفيما يبتعد عن بيروت اليوم، وصخبها وضجيجها يعرض منها ما يحبه، ''الزواريب والحارات والبيوت القديمة والساحات القليلة ''المتبقية''، حيث لم تعد ''المدينة ساحة جميلة، بل تغيرت وتبدلت''· لا موضوع محدد لمعرض بعلبكي، فهو صور لوجوه، لاطفال وفتيان، لاشجار، ازهار، تختصر شخصيته المتزاوجة بين الطبيعة والانسان؛ انه المثقف المخضرم ''شغوف بالطبيعة الى حد الذوبان''· ويقول بعلبكي: انا اصور الطبيعة والانسان منذ اكثر من اربعين عاماً، وهذا هو المعرض الفوتوغرافي الاول، كنت اصور في البداية كل ما تقع عليه عيني ولكن اليوم وبعد كل هذه السنوات اركز على الجماليات السائدة· وبعلبكي مصور رسام للطبيعة بامتياز خط اسلوباً خاصاً به وتميز برسم الجداريات الضخمة، وثمة تجربة لافتة يقدم عليها بعلبكي، لكأنه يروى قصصاً صغيرة متصلة ويحرك مشاعر ''غفت'' عن بيروت التي كانت وعن طبيعة لم تعد، في لوحاته لا تشاهد اكثر من شخص واحد لكأنما يرى الحياة كذلك· في صوره ''الخاصة'' بالابيض والاسود الكثير من الخصوصية، وفي عرضها جرأة بما تثير من افراح واحزان، وهي كلها عرضت بلا عناوين وترك للمشاهد حرية الاختيار والتنقيب، وبدا وكأن بذلك يريد ان يحمي صوره من العيون الفضولية· فهل اكتفى بعلبكي من الفن التشكيلي بعد كل ما قدمه ليبدأ طريقاً جديداً ''كرسام'' فوتوغرافي؟ بورتريه عبدالحميد بعلبكي ولد عبدالحميد بعلبكي في بلدة العديسة في جنوب لبنان عام 1940 م، خريج معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية سنة 1971 بتقدير ممتاز حائز على دبلوم دراسات عليا في الرسم والنحت، عضو ورئيس سابق لجمعية الفنانين للرسم والنحت في لبنان، متخصص في فن الجداريات· وهو استاذ محاضر في الجامعة اللبنانية معهد الفنون الجميلة· وله عدة كتب شعرية ومجموعة من الدراسات والابحاث الفنية·