الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار مع بطن غاضب

حوار مع بطن غاضب
30 أغسطس 2009 22:29
عقدان وأنا أرفض تدخله في حياتي، فعمله هو استقبال ما أضعه فيه ببطن رحب، وهضمه جيداً وأمعاؤه فوق مصارينه. لكنه كبر وتوسّع، والمثل يقول: إذا كبر بطنك خاويه. بدأت الحديث معه من اليوم الذي تحوّل فيه من بطن عصفور إلى بطن ديناصور، فأخذ يكبر وينتفخ ويفقدني الكثير من تقديري لنفسي. استلقيت وقلت له: لا تنس أننا كيان واحد. هزّ مصارينه قائلاً: لا زلت تكابر، فبدل الاعتذار عن تشويه منظري، تقول كيان ما كيان. قلت: كنت آكل جواباً لطرقاتك. فقال: كل ما كنت أحلم به هو أن تأكل حين أشعر بالجوع، وتتوقف قبل أن أحسّ بالشبع، لكنك كنت تفعل العكس، فأضطر إلى توسيع جداري لأستطيع مجاراة فمك. اعتقدتُ أنني سأجهز عليه بهذه الجملة: كنت تثور حين أمتنع عن الأكل. لكنه رد: حين يتوسع جداري لابد أن املأ الفراغات الجديدة. قلت: إذن كنت شريكاً في الجرم؟ قال: أنت البادئ. وما كنت تأكله من حمضيات وفلفليات ودهنيات تسببت في التهاب جداري وحدوث ثقب صغير به. يبدو أن لسانه طويل، فقلت له: أذكر ذلك الالتهاب جيداً، قال الأطباء إنك على وشك الإصابة بالقرحة. أصدر صوتاً غريباً وقال: لقد هتكت ستري حين أرسلوا كاميرا تصوّرني، غضبت كثيراً وأخرجت لساني للكاميرا. قلت مواسياً: أيام وفاتت. رد بسرعة: كيف فاتت وقد سمعتك تقول لأصحابك وأنت تضحك: بطني شبعان لكن فمي لا يزال جائعاً. قلت: إنها مزحة. قال: هل من المزح إيقاظي وإرغامي على العمل آخر الليل مع أشياء عجيبة كالهمبرجر والبطاطا المقلية والكاتشب و.. قاطعته: متى حصل.. فقاطعني: اخرس ولا تقاطعني بعد اليوم، فأعمل في وقت استراحتي، ثم حين يأتي موعد الهضم الطبيعي، أكون متعباً، وأنت تأكل وتزيد أحمالي. هل تعرف أنني في مثل هذه الحالات أُضرب عن العمل؟ قلت: معقول؟ وماذا تفعل بالأكل؟ قال بلا مبالاة: أهضمه أي كلام وأرسله إلى باقي أعضائك ليتألّموا معي؟ قلت: أنت مجرم. فقال ضاحكاً: مجبر بطنك لا بطل، فقد ترهّلت عضلاتي، ولم أعد قادراً على الهضم بفعالية. فقلت: أعدك بأن أستعين بخبير تغذية. قال مقاطعاً: أي خبير وأي بطيخ؟ لم لا تستمع إلى صاحب المشكلة؟ قلت: مَن؟ قال: جدتك.. أنا طبعاً. قلت: لنفتح صفحة جديدة في علاقتنا، ونضع خريطة طريق. فقال محتداً: هل أنت إسرائيلي؟ لا حاجة إلى شيء سوى ممارسة الرياضة يومياً، والأكل بعد الجوع، والتوقف قبل الشبع، ولكن بالتدريج، فلا تقطع وصالك عني، ولا تغرقني بمحبتك الزائدة. قلت: اتفقنا، سأنفذ طلباتك ابتداءً من يوم السبت، أول الأسبوع. قال وهو يتقلص: ألف سبت مرّت وأنت تقول الكلام نفسه.. تباً لك. أحمد أميري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©