السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله ساحوه: في بيت جدي قلّدت صوت المؤذن فأفطر الصائمون بالخطأ !

عبدالله ساحوه: في بيت جدي قلّدت صوت المؤذن فأفطر الصائمون بالخطأ !
30 أغسطس 2009 22:27
ولد الدكتور العقيد عبدالله ساحوه في الشارقة، وكانت حياته منذ الطفولة، مجموعة من التحديات والإصرار على النجاح، فمنذ المرحلة الابتدائية حين خطى أول خطواته إلى مدرسة حطين، كما كان له نصيب في الدراسة ضمن أعرق مدرسة في الشارقة «عبدالله السالم» ثم مدرسة علي بن أبي طالب، وانتهاء بأشهر مدرسة للثانوية في الشارقة وهي «العروبة». شغب الطفولة من الذكريات التي لا يزال ساحوه يضحك منها مستعيدا بعض شغبه وشقاوته عندما كان في المرحلة الابتدائية، أنه في إحدى السنوات في رمضان أسرته تجتمع عادة في بيت الجد، وكان الرجال يفطرون جماعة، فيتم إرسال الأطفال للخارج كي يستمعوا للأذان. يقول في ذلك: «في أحد الأيام قمت بتقليد صوت المؤذن، لكن بعد التكبير الأول توقفت، إلا أن أحد أقربائي من الرجال كان قد وضع لقمة في فمه، وعندما توقفت عن الأذان خرج الرجل ومن معه ليكتشفوا أنني من فعل بهم ذلك». ويعتبر الدكتور ساحوه من الرعيل الشاب الذي بنى مع بقية أبناء الإمارات البنى التحتية للدولة عند بداية قيام الاتحاد، حيث التحق بالعمل وقلبه معلق بإكمال تعليمه، وكان ذلك يحتاج إلى جهد مضاعف، خاصة لمن هم في السلك العسكري، حيث توظف في الشرطة للمساهمة في دفع عجلة الأمن للدولة. دوام ودراسة يتذكر ساحوه إصراره على إكمال تعليمه وقد استطاع الحصول على الثانوية، وتقدم وهو في الشرطة للالتحاق بدورة تأسيسية للضباط، وبعد الدورة تم ترشيحه لدورة الضباط في دولة الكويت عام 1981، ورغم أن الدورة كانت مقررة لسنتين إلا أنها تحولت لثلاث سنوات، يقول: «بدلا من التخرج بدبلوم في العمل الشرطي نال البكالوريوس في علوم الشرطة». يضيف: «تلك المرحلة كانت مرحلة محفزة لمزيد من التحدي ما بين أداء الواجب تجاه الوطن والمشاركة في تحقيق الأمن والاستقرار وبين الرغبة في المزيد من العلم، وهكذا وجدتني أكافح كي ألتحق بكلية الشرطة (أكاديمية الشرطة في دبي) بعد عودتي من الكويت، معتبرا أن ما اكتسبته هناك هو خلفية دراسية لما سأحصل عليه في الأكاديمية بدبي». لا يزال ساحوه يذكر المعاناة على مدار مدة أربع سنوات ما بين مقاعد الدراسة والدوام اليومي، حيث لم ينقطع عن عمله، يقول: «أذكر في تلك المرحلة الجهود الكبيرة التي كان يبذلها اللواء المتقاعد الدكتور محمد خليفة المعلا في سبيل تقوية المستوى الدراسي لي وللطلاب في القانون». مواقف وذكريات يشير الدكتور العقيد ساحوه إلى أهم المواقف والذكريات لديه، يقول: «شكّل حصولي على نوط الامتياز من الرئيس المصري حسني مبارك ذكرى جميلة وحدثا رائعا، ويعود بذاكرتي إلى مابعد التخرج حيث كان التعليم الأكاديمي هاجسي وكنت متعطشا إلى مزيد من العلم، فوجدت تشجيعا من الدكتور عبدالخالق حسين أحد أهم الأكاديميين الذين مروا في حياتي، وكان يحثني على إكمال الدراسات العليا. وفي عام 1995 انتسبت إلى كلية الدراسات العليا في أكاديمية الشرطة المصرية، واجتزت دبلوم العلوم الجنائية بتفوق، وفي تلك المرحلة حصلت على نوط الامتياز من الدرجة الثانية من الرئيس المصري حسني مبارك، مما شكل دافعا لي لمواصلة التعليم والحصول على الماجستير من جامعة القاهرة». حملت رسالة الماجستير عنوان «سلطات مأموري الضبط القضائي في النظامين المصري والإماراتي». وكان التخرج بدرجة جيد جدا، ثم بدأ التحضير للدكتوراه في مصر أيضا. يقول: «كانت الكتب والمراجع متوفرة في فرنسا فتعلمت الفرنسية في فرنسا لجمع المادة العلمية، ووجدت مساندة كبيرة من وزارة الداخلية في رحلة الدكتوراه». عشق الأسفار بين كل تلك المحطات والجهد والإصرار على النجاح كان بداخله عشقا وحنينا إلى السفر، وكان ساحوه يحن إلى الكويت منذ الطفولة ويحلم بالسفر إليها ويتخيلها قبل أن يسافر للدراسة فيها، ولا يزال يتذكر أول رحلة مع المرحومة جدته إلى السعودية حين كان في السادسة عشرة من عمره. ولا يزال يعشق السفر، لذلك يسافر كل عام مع أسرته، كما يسافر داخل الإمارات في العطلات، ولأنه مسكون بحب الصحراء فإنه يخرج مع الأهل من حين إلى آخر في رحلات برية، إلا أن فترة الدراسة والانتظام في الدوام حالت دون ذلك في مرحلة من المراحل، وفي ذات الوقت يجد نفسه منجذبا لكل ماهو تراث محلي. يقول: «إن سبب ذلك يعود إلى اعتيادي على ذلك منذ كان والدي رحمه الله يعمل في التجارة، وكانت مهنته بيع القطع التراثية والأثرية بعد أن يجمعها ويقوم بتلميعها، وكنت أشارك والدي في تلك المهمة، مما جعلني مرتبطا بعلاقة مع كل ماهو تراثي، خاصة أن التراث أريج الماضي». بعيدا عن العمل يحاول الدكتور العقيد قدر المستطاع أن لا يكون عسكريا في بيته ومع أسرته، وهو يؤكد أن «مفهوم القسوة والخشونه مفهوم قديم، ففي ظل مفهوم الشرطة المجتمعية والتطور الإداري أصبح يواكب ويساير التطورات الحديثة مثل الحزم واللين والدقة، وهو ذات الأسلوب المطلوب التعامل به في الحياة وليس في الأسرة أو الوظيفة»
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©