رضاب نهار (أبوظبي)
تعتبر هذه القطعة الأثرية، التي يعود تاريخها إلى الفترة بين نهاية الألفية الثالثة ق.م وبداية الألفية الثانية ق.م، واحدة من أجمل مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، ومن أروع الأعمال الفنية التي تشهد على حضارة الأوكسوس في آسيا الوسطى، والمزدهرة في الفترة بين عامَي 2300 و1700 قبل الميلاد، والمعروفة بإنتاجها لنوع من التماثيل الأنثويّة المُبتكرة، عرفت باسم «الأميرات الباخترية».
وفي توصيفه لها، يؤكد المتحف أنه تمّ تصوير غالبيّة الأميرات الباخترية وهن في وضعيّة الجلوس. أمّا هذه الأميرة فهي واقفة وتتميّز عن التماثيل الأخرى بدقّة التّعبير في ملامح الوجه. ويتعارض الرأس المنحوت في كتلة من الكالسيت الأبيض، مع الشعر والثياب المصنوعة من الكلوريت الأخضر. المعطف السّميك الذي يغطّي الجسم بكامله يُمثّل اللباس المعروف باسم الكاونيكس المصنوع من الصّوف السومري. وبالتالي ثمة دلالة واضحة على ما تعكسه هذه الأميرة من لقاء حضاري وثقافي بين المناطق المجاورة، جسّدت تفاصيله بلباسها..
كذلك لا بد من الإشارة إلى أنه وعلى الرّغم من تسمية «الأميرات» الّتي أُطلِقت على هذه التماثيل، فقد تبين اليوم بأنها تمثّل آلهةً وليس أفراداً من الطبقة الأرستقراطيّة.