السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«إصدار نادر» يترجم التعابير الشفافة في الانسان ووطأة الفراغ والحروب

«إصدار نادر» يترجم التعابير الشفافة في الانسان ووطأة الفراغ والحروب
20 مارس 2013 23:34
دبي (الاتحاد) - يبدو الانفتاح على ما يُعرف الفنون التشكيلية بالأعمال التركيبية (الإنستوليشن) سمة غالبة على أعمال الفنانين السعوديين، أولئك الشبّان والمخضرمين الذين لم نسمع بهم من قبل وها هي البعض من أعمالهم يضمها معرض واحد يحمل عنوان «إصدار نادر 2» ويشارك فيه 15 فنانا وفنانة، من أصل ستة وعشرين، بعشرين عمل فني توزعت بين الانستوليشن واللوحة المسندية والنحت. و»إصدار نادر 2» الذي تقيمه مبادرة «الأجنحة العربية» السعودية بالتعاون مع قاعة العرض «شلتر» في دبي بالسركال أفينيو، حاليا ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، قد عُرض سابقا في الرياض بمشاركة ستة وعشرين فنانا سعوديا، إنما جيء إلى هنا بأعمال لخمسة عشر فنانا وافق المقتنون الذين اشتروها على أن يكون للوحات بيعت لهم حضور في دبي بالتزامن مع «آرت دبي» في مسعى لدعم مبادرة «الأجنحة العربية» للترويج للفن والفنان السعودي في المنطقة. كما أن المعرض يتنقل بين عواصم ومدن عربية مختلفة حاملا العنوان «إصدار نادر» وتستضيفه دبي للسنة الثانية على التوالي، ويشكل فرصة للاطلاع على المنجز التشكيلي السعودي في حراكه الراهن. وبوصفه واحدا من نماذج، هذا المعرض فإن عملي النحات علي الحسن اللذين يحمل أحدهما عنوان «خارج المألوف» هما بالفعل عملان خارجان عن المألوف من شدة ما أنهما مباغتان، فالتمثالان من حجر أسود لشخصين بلا ملامح وبأصابع غير مكتملة سواء في الأقدام أم في اليدين، ربما بسبب الرغبة في النأي عن التجسيد بصيغته المباشرة، لكن في طبيعة تكوينها وشرط حركتها ثمة تعبيرية شفّافة عن الإنسان بالمعنى المطلق ذلك الإنسان الذي بات الحركة الضاغطة للمجتمعات الحديثة طاحنة لأحاسيسه ولموقفه الفردي من الجمال والمعرفة. ورغم أن علي الحسن لا يزال في بواكير تجربته إلا أن اللافت هنا هي مقدرته على تجسيد الحالة الجوانية للفرد بمعادل موضوعي مادي هو تكوين فني مميز. أما الفنان محمد بحراوي، فهو في عمله «الأمم المتحدة» يترك للوعي الإنساني، بصفته الفردية والخاصة، مساحة من التأثير على تقنياته وأدواته، هو من نوع الأعمال التركيبية، حيث على مساحة مربعة وواسعة من الخشب البني أحيطت بنماذج بلاستيكية لجنود الأمم المتحدة انتشروا على الأطراف الأربعة للمساحة المربعة وكأنهم في وضعية حراسة أما المساحة المتبقية فثمة جنود آخرون يقتتلون وهناك رايات لأمم ارتفعت وأخرى لأمم سقطت تشير في معظمها إلى حرب طاحنة لم تخل من انتصارات وهزائم. إنه العالم إذن، في لحظة جنونه التي لا تنتهي مثلما أن هذه المساحة أيضا هي العالم الذي يخربه هذا الاقتتال. أما تمثال خالد الأمير الذي يحمل عنوان «فراغ»، يتقاطع مع عمل «الأمم المتحدة» في الوعي العميق الذي أنتج كل منهما، لكنه يفترق عنه في تعبيريته، لقد صنع الأمير من كرات تنس الطاولة، المغطاة كل واحدة منها بورق الجرائد، تمثالا واختار له أن يكون عالقا في الفراغ ومربوطا بخيوط تكاد تكون لا مرئية وفي حالة تشبه حالة رائد فضاء وقد هبط للتو على سطح القمر. ربما يكمن سرّ جاذبية هذا التمثال في مقدرته على نقل الإحساس بالفراغ من التمثال إلى الناظر إليه إنما بوصف هذا الإحساس داخليا وليس خارجيا. وإلى نجلاء فلمبان التي «تطرز» أعمالها التركيبية من وحدات صغيرة جدا لتبني نظاما توافقيا دلاليا وكأنه صورة لمشاعر جوانية راسخة في مكان عميق في النفس البشرية؛ مشاعر كما لو أنها تجاور الأحلام القابعة في اللاوعي، وربما هذا ما يفسّر تلك الفطرية أو ما هو أقرب إليها في أعمالها بدلالة هذا العمل الذي تشارك به في «إصدار نادر 2» ويحمل عنوان «أنا سعودي». ثم إلى نموذج أخير من فناني المعرض مع لوحة الفنان منصور الشريف التي تحمل عنوان «السلطة»، والمنفذة بألوان الباستيل على الخشب، حيث اختار الفنان ثلاثة نماذج من ورق اللعب ليعرض من خلالها فكرته عن السلطة وهي بحق عمل جريء على مستوى طرح الفكرة وعلى مستوى الرموز والدلالات التي حملتها، لكنها، بالمعنى التقني أيضا هي أكثر لافتة للانتباه، فثمة ملمس على السطح التصويري وفي الخلفية وثمة ما هو أشبه بحفر غائر وقسوة في الخط وحدة بادية للعيان وألوان ليست مبتهجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©