الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كييف ترفض دعوة روسية للفدرالية والبقاء خارج «الناتو»

كييف ترفض دعوة روسية للفدرالية والبقاء خارج «الناتو»
31 مارس 2014 02:36
دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أوكرانيا إلى الإسراع في عملية صياغة دستور جديد من شأنه منح مزيد من الحكم الذاتي للمناطق التي تتحدث أغلبيتها اللغة الروسية سرعان ما أعلنت كييف رفضها له، كما دعاها بالالتزام بالبقاء خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومع هذين المطلبين الروسيين، أكد لافروف وجود «مبادرة مشتركة محتملة» تخضع للنقاش «يمكن أن يتم طرحها على زملائنا الأوكرانيين». لكنه شدد على أنه «لا توجد احتمالات على الإطلاق» لانسحاب روسي من القرم. وقال وزير الخارجية الروسي إن الغرب أخرج العلاقة مع روسيا من شراكة إلى سعي لامتلاك «بقعة» جيوسياسية، الأمر الذي برز في الأحداث الأوكرانية رغبة جامحة لجذب أوكرانيا الى «المدار الغربي». وأوضح لافروف :” إذا كان شركاؤنا الغربيون مستعدون فبإلامكان تشكيل مجموعة دعم لأوكرانيا “ وغيّر كيري برنامجه وتوجه الى باريس بدل أن يعود الى واشنطن، ليلتقي نظيره الروسي في منزل السفير الروسي بعد محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو لا ترى مأساة في العقوبات الاميركية والأوروبية ضدها، لكنها في الوقت ذاته لا تنظر إليها بلا مبالاة. وقال لافروف في مقابلة مع برنامج «يوم الأحد» في القناة الأولى الروسية أمس «لا أريد أن أقول إنها عقوبات تافهة أو أننا غير مبالين بها، إنها أمور غير مريحة»، مضيفا «هذه العقوبات يحاولون جعلها وكأنها ضد شخص معين لتكون أكثر ألماً، وهذا أمر لا يسعدنا، لكننا أيضا لا نشعر بألم، لقد مررنا بما هو أصعب من ذلك». واكد لافروف أن «العقوبات، طريق مسدود، كما لو أن زملاءنا الغربيين، في حال نظرنا الى الصورة بشكل شامل، حاولوا على مدى أعوام خلق ظروف لـ»انتزاع» أوكرانيا من روسيا»، مشيرا «أدركوا انهم على غير حق وارتكبوا خطأ بتبنيهم تصرفات تقوض جميع الاتفاقيات التي تم التوصل اليها عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، لكنهم لا يستطيعون الاعتراف بذلك، كبرياءهم لا تسمح». وأضاف لافروف «لقد رحبوا بنا في المخيم الديمقراطي انطلاقا من أننا سنوافق على جميع القوانين التي أنشأها الغرب، لكن هذا ليس شراكة بل سعي لامتلاك «بقعة» جيوسياسية، الأمر الذي برز في الأحداث الأوكرانية رغبة جامحة لجذب أوكرانيا الى «المدار الغربي»، دون الاهتمام لمصالح أوكرانيا الاقتصادية والثقافية والقومية المتعددة، وراء هذا السعي هناك رغبة لكي لا تكون أوكرانيا مع روسيا». وأشار لافروف الى انه «الى جانب العقوبات التي اعلن عنها هناك اجراءات تثير الدهشة، عندما ترفض وزارات الخارجية في بلدان الاتحاد الأوروبي اللقاءات مع الدبلوماسيين الروس هناك»، مضيفا أن وزارة الخارجية الاميركية والاتحاد الأوروبي أعطت تعليمات لدبلوماسيها العاملين في موسكو «لكي لا يحضروا الفعاليات التي سيحضرها أشخاص من قائمة العقوبات». وتحدث لافروف مجددا عن فكرة تسوية تقوم على إرساء نظام فدرالي في أوكرانيا يمنح استقلالا اكبر لمناطق الشرق والجنوب، حيث تقول موسكو إن الناطقين بالروسية يشكون من تجاهل حقوقهم من جانب السلطات الأوكرانية الجديدة الموالية لأوروبا منذ الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ودعا لافروف الى حوار وطني ينتج «دستورا جديدا يضمن تنظيما فدراليا ويضمن حقوق جميع من يعيشون في أوكرانيا»، منددا بموقف كييف التي ترفض هذا الأمر وداعيا الغربيين الى دعم هذا الحل. لكن الهوة لا تزال كبيرة بين القوتين الكبريين ولا يبدو ان ثمة قاعدة صلبة للمشاورات بين كيري ولافروف. وتحدث مصدر دبلوماسي أميركي عن اقتراح أميركي طلبت واشنطن «ردا مكتوبا» عليه يلحظ خصوصا انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية. غير أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف اعلن أمس الأول أن «ليس هناك خطة واحدة» أو «مقاربة مشتركة» بين الاميركيين والروس. ولا تظهر موسكو أي نية لتقديم تنازلات بعد نجاحها في ضم شبه جزيرة القرم. فبعد شهر من وصول طلائع القوات الروسية الى شبه الجزيرة على البحر الأسود وأسبوعين من الاستفتاء الذي اعتبره الغربيون غير شرعي، باتت موسكو تعتبر شبه الجزيرة جزءا لا يتجزأ من الاتحاد الروسي. وفي مقال نشر في العديد من الصحف الأوروبية أمس، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن روسيا بانها «انتهكت» عبر ما قامت به في القرم «مبدأ أن كل دولة سيدة وحرة في تقرير مصيرها». من جهتها قالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان «نرغب في ان ننصح روسيا بالكف عن توجيه إنذاراتها الى بلد سيد ومستقل والاهتمام بالوضع الكارثي والانعدام الكامل لحقوق أقلياتها، بما فيها الأوكرانية». وتساءلت الخارجية الأوكرانية «لماذا لا تتبنى روسيا الفدرالية في شكل فعلي، وهي مذكورة في اسم دولتها؟»، الاتحاد الروسي، وسألت أيضا «لماذا لا يتم الاعتراف بلغات اخرى غير الروسية كلغة رسمية بما فيها الأوكرانية، لغة ملايين المواطنين الروس؟». وختمت الوزارة أن «وعظ الاخرين غير مجد. تعلموا إرساء النظام في بلادكم». وفي مؤشر الى استمرار التوتر، ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية أن برلين مستعدة لدعم دول البلطيق عسكريا في إطار حلف شمال الأطلسي. وسيناريو النظام الفدرالي قد لا يجد آذانا صاغية في كييف بعد الإذلال الذي تعرضت له في القرم ومع ازدياد وتيرة معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو المقبل. وتبدو المعركة الرئاسية قاسية مع ترشح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو (53 عاما) التي قررت الثأر لخسارتها أمام يانوكوفيتش، خصمها اللدود منذ الثورة البرتقالية العام 2004. وقالت تيموشنكو خلال مؤتمر لحزبها «الوطن» في الهواء الطلق وسط العاصمة الأوكرانية «اذا منحتموني ثقتكم كرئيسة لأوكرانيا، لن أدع فرصة للمعتدي ليستولي على سنتيمتر واحد من ارضنا الأوكرانية من دون قتال». (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©