الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناظر الاستقبال

30 أغسطس 2009 00:34
أبدت الولايات المتحدة وبريطانيا رد فعل غاضبا على الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة عودة «عبد الباسط المقرحي»، رجل الاستخبارات الليبية السابق المدان في قضية إسقاط رحلة شركة «بان أميركان» رقم 103 فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 1988، والذي أفرج عنه من سجنه الأسكتلندي لأسباب إنسانية نظراً لأصابته بسرطان البروستاتا. واعتبر الرئيس الأميركي أوباما أن الاستقبال الحافل الذي لقيه المقرحي كان أمراً «منفراً لحد كبير». وقد تم استقبال المقرحي الذي هبطت الطائرة التي كانت تقله في أحد المطارات القريبة من العاصمة الليبية طرابلس، من قبل مئات الأشخاص، وقد كان بعضهم يلوح بأعلام ليبية وأسكتلندية، وبعضهم الآخر ينثر أوراق الزهور في الهواء. وكان هذا المنظر متناقضاً تماماً مع منظر مغادرة المقرحي لأسكتلندا عندما تعرضت القافلة التي كانت تقله إلى المطار إلى صيحات استهجان من قبل عدد من السكان المحليين. وفي تصريح لـ«بي. بي. سي»، قال وزير الخارجية البريطاني «ديفيد ميليباند» إن الصور الاحتفالية التي عرضت على شاشات التلفزة كانت «مزعجة للغاية»، وحذر «ماليباند» في تصريحه الحكومة الليبية من الإفراط في إبداء الفرحة بعودة المقرحي بقوله: «إن الطريقة التي ستتصرف بها الحكومة الليبية خلال الأيام المقبلة حيال هذا الأمر، سيكون لها تأثير بالغ الأهمية على الطريقة التي سينظر بها العالم إلى إعادة دخول ليبيا لمجتمع الدول المتحضرة». ويشار إلى أن المقرحي أمضى ثماني سنوات من مدة محكوميته لمدى الحياة بسبب الدور الذي قيل إنه قام به في تفجير الطائرة الأميركية المذكورة، مما أدى إلى مصرع 270 راكبا، 189 منهم من الأميركيين. ولم تتوقف ردود الفعل الغربية المستهجنة عند هذا الحد، فقد قال «روبرت جيبس»، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، إن مناظر استقبال المقرحي في طرابلس كانت «شائنة وتدعو للتقزز»، لكنه أضاف قائلا: «سوف نستمر مع ذلك في تقديم التعازي للعائلات التي فقدت أحباءها كنتيجة لهذه العملية الإرهابية الغادرة». ويشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، قد كتب رسالة للزعيم الليبي معمر القذافي قبل الإفراج عن المقرحي طالباً منه أن تتصرف دولته «بقدر من الحساسية» على حد وصف متحدث رسمي من مكتبه. لكن «أوليفر مايلز» الذي عمل سفيراً لبريطانيا لدى ليبيا في السابق، يتبنى رأياً مخالفاً حيث يقول إن الاحتفالات الصاخبة بعودة المقرحي «طبيعية تماماً». وحسب مايلز فإن القذافي الذي بذل جهوداً مضنية من أجل تأمين الإفراج عن المقرحي، يريد أن يقدم هذا الإفراج على أنه نجاح لليبيا، خصوصا وأن معظم الليبيين يعتقدون أن الرجل بريء مما نسب إليه. وعلق «مايلز» على طلب الحكومة البريطانية إلى ليبيا بأن يكون الاستقبال «هادئاً»، وذلك بقوله: «لقد كان من الغباء في الأصل أن تتم المطالبة بأن يكون الاستقبال هادئاً، في حين أن أمراً مثل ذلك لا يمكن أن يحدث». لسنوات عاقب الغرب ليبيا وزعيمها بالعقوبات التجارية والعزلة الدبلوماسية، لكن ذلك البلد الذي يحكمه القذافي منذ 40 عاما تقريبا، بدأ يخرج من عزلته ببطء وتبادل المعلومات الاستخباراتية عن الجماعات الإسلامية الراديكالية مع الاستخبارات الغربية، كما تخلى عن برنامجه النووي السري. وفي السنوات الأخيرة، تدفقت العديد من الشركات الأجنبية العاملة في المجال النفطي على ليبيا الغنية بالموارد الطبيعية، بحثاً عن فرص للاستثمار. وفي الشهر القادم من المقرر أن يقوم القذافي بأول رحلة له إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سيدلي بخطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي اليوم الأول من شهر رمضان لم يظهر المقرحي بشكل علني، كما أن الحكومة الليبية ذاتها لم تدل بأي بيانات رسمية وفقاً لوكالة الاسوشيتدبرس. وقال «توني كيلي»، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المقرحي، في مقابلة أجريت معه، إنه يخطط لزيارة موكله في طرابلس في غضون الأسابيع القليلة القادمة لمناقشة الخطوات التالية، وأضاف قائلا: «أجد أنه من المرجح للغاية أن يكون المقرحي راغبا في إطلاع الرأي العام على شيء ما. أما هل سيحدث ذلك أصلا، ومتى، وكيف... فأمور لم تتحدد بعد». كارلا آدم -لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©