أنور إبراهيم (القاهرة)
يبدو أن النجم الفرنسي فرانك ريبيري، جناح أيسر بايرن ميونيخ الألماني، لم يعد سعيداً بوجوده داخل جدران هذا النادي البافاري، وأصبح سريع الانفعال والغضب في أي موقف ووصلت درجة توتره في الآونة الأخيرة حداً لم يشهده على الإطلاق على امتداد فترة وجوده مع ناديه الألماني والتي تمتد لأكثر من تسع سنوات، وتحديداً منذ العام 2007.
ويرجع السبب الرئيس لهذه الحالة التي أصبح عليها ريبيري منذ فترة ليست قصيرة، وتحديداً منذ منتصف شهر أبريل الماضي، إلى توتر وتدهور علاقته مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق، بعد أن كانت علاقتهما على أفضل ما يكون في بداية الموسم، إذ لم يعد الاثنان يتبادلان الحديث فيما بينهما إلا فيما ندر.. والبداية كانت تحديداً يوم 18 أبريل في مباراة العودة في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا في «سانتياجو برنابيو»، وهي المباراة التي خسرها النادي البافاري 2 /4 بعد وقت إضافي من شوطين.
وتقول صحيفة «ليكيب» الفرنسية، التي كشفت النقاب عن «مسلسل» هذه القصة، إنه خلال سير المباراة، لفت المدير الفني نظر ريبيري إلى أمر يتعلق بتمركزه التكتيكي في الملعب ودرجة تركيزه، ولكن النجم الفرنسي لم تعجبه النصيحة ولم يقبلها، بل أكثر من ذلك رد على أنشيلوتي قائلاً: لو كنت غير سعيد بوجودي في الملعب فيمكنك تغييري، وبالفعل قام أنشيلوتي بتغييره.
واستمر الشجار بينهما بعد هذا الموقف لمدة أربعة أيام، وخلال مباراة الفريق ضد فريق «ماينز» في الدوري الألماني «البوندسليجا»، لم يخرج ريبيري من غرفة خلع الملابس خلال فترة ما بين الشوطين، تعبيراً عن غضبه وسخطه لتغييره وسوء معاملة أنشيلوتي له، بل إنه لم ينتظر عودة زملائه في نهاية المباراة وقام بمغادرة استاد «أليانز أرينا» مباشرة.
وحتى عندما تأكد فوز البايرن ببطولة الدوري قبل نهايته بثلاث جولات، عقب الفوز على فريق فولفسبورج 6/ صفر منذ أكثر من أسبوعين، لم يشارك ريبيري زملاءه في احتفالاتهم بالفوز، وإنما انزوى في مكان بعيد وجلس عابساً يتمتم بكلمات غير واضحة إن دلت على شيء، فإنما تدل على سخطه وغضبه الشديد.
وواصل ريبيري مسلسل الغضب، وإذا به خلال تدريب الفريق يوم الأربعاء الماضي، يبدو عنيفاً في التحاماته مع زملائه، وعدوانياً في التعامل معهم، وكاد يصيب زميلاه «دوجلاس كوستا» و«توماس موللر»، وأصاب بالفعل زميله «أرتورو فيدال»، فما كان من أنشيلوتي إلا أن استدعاه وطالبه بأن يهدأ، فالأمر كله لا يعدو مجرد تدريب خفيف، ولكن ريبيري كان في غاية الانفعال، وتدخل اللاعب موللر لإنهاء الموقف.
الغريب في الأمر أن «أولي هونيس» رئيس النادي البافاري، والذي كان حاضراً هذا التدريب ويجلس خارج الملعب، لم يساوره أدنى قلق إزاء سلوك ريبيري، بل علق ساخراً على ما يحدث منه قائلاً: «في كل مرة يطلب أنشيلوتي من فرانك التغيير خلال مباراة ما، أجده يتصل بي في مساء اليوم نفسه لكي يقول لي إنه أصبح في حالة ضجر لا توصف، وإنه ضاق ذرعاً وسيرحل».
عدد اليوم
