الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الجناح اليمني.. عقيق وجنابي وعقود مطعمة بالمرجان

الجناح اليمني.. عقيق وجنابي وعقود مطعمة بالمرجان
14 ابريل 2018 22:34
أحمد النجار (الشارقة) يحل الجناح اليمني في ضيافة ساحة أيام الشارقة التراثية في نسختها السادسة عشرة، ويطل هذا العام في مساحة استراتيجية مميزة بموقعها النابض أمام مجلس الأيام، ملتقى كبار الضيوف، ومقابل المركز الأكاديمي والمقهى الثقافي الحافل بالفعاليات والندوات، وهذا ما يفسر كثافة الزحام أمامه وحوله، حيث نكتشف من خلاله جواهر موروث شعبي لبلد ينعم بكنوز ثقافية عريقة. خنجر «الجنبية» حجم الإقبال بدا واضحاً على الجناح اليمني، فقد اجتذب العديد من المواطنين والزوار العرب، فمنهم من ينشد خاتماً من عقيق، وآخرون يبحثون عن خناجر عتيقة «الجنبية» كتذكار وكديكورات، وتوجد بين الخنجر الإماراتي القديم والجنبية اليمنية قواسم فنية وتراثية من حيث القيمة والدلالة والمظهر، ويختلفان فقط في نفحات التطريز وشكل الغمد «بيت الخنجر» ونوع وتفصيل الحزام. كما تنجذب النساء إلى اقتناء العقود والمسبوكات الفضية القديمة والمشغولات التراثية وأكسسوارات الزينة المطعمة باللؤلؤ والمرجان. أقراط وأساور وفي إفادته عن خصوصية محتويات الجناح لهذا الموسم، قال فوزي العامري، وهو حرفي متخصص في صياغة العقود القديمة والمرجان والكهرمان، إن المميز في منتجاته أنها توفر خيارات ترضي كل الأذواق من خلال أطقم نسائية مثل الحزام المطعم بالعقيق الأسود، والفيروز مع عصابة الرأس وأقراط وأساور متنوعة. ولفت العامري إلى أن لديهم منتجات تراثية تقليدية مثل السيوف والخناجر القديمة التي يقتنيها الزوار والعائلات كتحف للذكرى وكمقتنيات ترمز للحضارة اليمنية، كما تلقى جذباً لدى محبي التراث الذين يمتلكون متاحف شخصية في منازلهم. وركز العامري على الرسالة الثقافية من وراء المشاركة في الأيام، والذي يهدفون من خلالها إلى إبراز خصوصية المنتج التراثي اليمني بجودته وندرته وجمال موروثاته وتعريف الزوار إلى بعض الحرف الشعبية القديمة وطبيعتها واستخداماتها وتحديات المهنة في الوقت الراهن. العقيق اليماني من جهته، قال محمد البريهي، حرفي متخصص في صناعة العقيق والأحجار الكريمة، إن التراث اليمني يتكئ على كنوز تاريخية لا تقدر بثمن وجواهر مادية ملموسة منها العقيق الذي يستخرج من باطن جبال مناطق مثل «آنس» و«عنس» و«ضوران» في محافظة ذمار، بصفتها موطن العقيق اليماني الأغلى في العالم، حيث ترتديه بعض الشعوب كحروز وتمائم، كونهم يعتقدون وفق علوم الطاقة بأنه طارد للأرواح الشريرة، ويتم ارتداؤه كخواتم وكعقود لزينة الأصابع والعنق، فضلاً عن كونه يرمز للحظ والجمال، ويعتقد القدامى بأنها «فأل حب وخير وحظ». جودة وصلابة وأوضح البريهي أن عمليات التنقيب عن العقيق، لاتزال تتم بطريقة يدوية من خلال الحفر في باطن الأرض الصخرية إلى عمق يصل 30 متراً تحت الأرض حيث ترتبط جودته وندرته بمدى العمق الذي تم استخراجه منه، لذلك فإنه يتسم بصلابته وقوة بريقه وبلمعان لونه بسبب عدم تعرضه للشمس. ويفسر البريهي بأن سر ثمنه الباهظ يعود إلى جوهره الذي يبرق بمواد بصرية أخاذة، تتخذ أشكالاً لطيور وحيوانات وشجر ومناظر فاتنة من الطبيعة، وهناك أنواع نادرة تظهر من خلالها معالم مقدسة. أما أنواع العقيق فكثيرة، بحسب البريهي، لكن أفضلها وأجودها وأغلاها ثمناً هو العقيق الكبدي «شفة العبد»، وهو حجر شفاف أسود يميل إلى الاحمرار، والعقيق الشجري الأحمر النادر والعقيق الرماني والبرتقالي والعسلي، وهي أحجار كريمة تبرق بداخلها قطرة ماء متحركة أمام العين. حجر الحب وقال البريهي، إن بعض الأحجار الكريمة لها قوة كامنة في طرد الشرور وامتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان، مثل حجر «السترين» و«التركواز» الذي يسمى حجر العاطفة، وهناك معتقدات آسيوية تصفه بأنه جالب للحبيب ويبعث روح الاشتياق إليه، كما توجد «سبح» مجدولة بالعقيق اليماني مثل المزهر والكبدي والمشجر. وذكر البريهي أن العقيق اليماني هو الأجود في العالم، مشيراً إلى أن هناك عقيقا تقليديا وصناعيا مثل الإيراني والصيني والأفريقي، لكن علامات التراث ونفحات العراقة يمكن أن تكشف زيفه بسهولة سواء من النظرة الأولى لخبير متخصص في الأحجار الكريمة أو عبر المختبرات المتخصصة. الخناجر الأغلى حرفة أخرى، عمرها مئات السنين، تضرب في جذور التاريخ، يطلعنا على تفاصيلها بسام العامري الذي يمتهنها منذ صغره، وهي حرفة صناعة الخناجر «الجنابي» والحلي والفضيات النسائية، وتتكون «الجنبية» من الرأس وهو عبارة عن قرن حيوان ثور أو ماعز، والغمد قطعة خشبية مطعمة بالفضة تكسوه قطعة جلدية تتم خياطتها إلى الحزام الذي «يسمى «العسيب» تتم حياكته بطريقة يدوية وتضاف إليه نفحات تطريزية بخيوط مذهبة، ويستغرق إنجاز القطعة نحو أسبوع. ويشير العامري إلى أن أغلى أنواع «الجنابي» هي المطعمة بالفضة، من دون أن يذكر «الجنبية الصيفاني» التي يرتديها كبار شيوخ القبائل والتي يتم توريثها من جيل لآخر، نظراً إلى عمر «القرن» الذي يعلو الخنجر، والذي قد يتخطى 300 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©