دخلت الأزمة في تايلاند مجدداً في طريق مسدود أمس مع قرار رئيس الوزراء إلغاء الانتخابات المبكرة وإرسال آليات مدرعة لعزل الحي الذي يحتله المتظاهرون المناهضون للحكومة في وسط بانكوك.
وتم توسيع حالة الطوارئ المعلنة في العاصمة وضواحيها لتشمل 15 إقليما آخر في البلاد لتسهيل عمليات مراقبة المتظاهرين الذين قتل واحد منهم وأصيب ثلاثة بالرصاص في مواجهات مع قوات الأمن.
وقتل أحد المتظاهرين بصدامات مع قوات الأمن قرب حي المال في بانكوك . وقال مصدر أمني “اندفع مئات المتظاهرين باتجاه عناصر الجيش الذين ردوا باطلاق النار. وأصيب متظاهر في رأسه وقتل على الفور. كما اصيب اثنان آخران على الأقل”.
وبعد أكثر من عشرة أيام على نشرها، بدت خطة الخروج من الأزمة التي عرضها رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا هشة أكثر من أي وقت مضى بعدما كانت أثارت الآمال بحل الأزمة ونالت موافقة، كما يبدو من غالبية الأطراف السياسية في المملكة. لكن “القمصان الحمر” عرقلوا العملية في مطلع الأسبوع مع مطالبتهم بتوجيه الاتهامات إلى المسؤول الثاني في الحكومة سوثب تاوجسوبان الذي يحملونه مسؤولية أعمال العنف التي وقعت في 10 أبريل وأسفرت عن مقتل 25 قتيلاً وإصابة أكثر من 800 بجروح.
وقال ابهيسيت: “لقد أُلغيت موعد الانتخابات، إنه قراري لأن المتظاهرين يرفضون التفرق”. من جهته، قال كوربساك سابهافاسو أمينه العام إن “(القمصان الحمر) لم يوافقوا سوى شفوياً على الانضمام إلى خريطة الطريق نحو المصالحة”. وأضاف: “لكنهم لم يقرروا وضع حد للتظاهرات وبالتالي من المتعذر تنظيم انتخابات، كما كان مرتقباً”.
وتواجه الحكومة صعوبة في وقف حركة احتجاج مستمرة منذ شهرين، فأي تدخل للقوات الأمنية سيكون حساساً جداً في حي واسع محمي بحواجز وأسلاك شائكة ويقيم فيه نساء وأطفال. وقد استبعد قائد الجيش هذه الفرضية عدة مرات.
وفي المقابل، أعلنت الحكومة أمس الأول أنها ستحرم المعارضين من المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية اعتباراً من منتصف الليلة قبل الماضية، لكنها عدلت أخيراً عن ذلك قبل حلول الموعد؛ لأن العملية ستكون معقدة تقنياً وتؤثر على المستشفيات والفنادق والمدارس والسفارات.
وقال بانيتان واتاناياجورن الناطق باسم الحكومة إنه “مهما كانت الإجراءات المتخذة، فإنها يجب أن تطبق بشكل لا يخلق مشاكل جديدة”. لكن الجيش أعلن أمس أن آليات مدرعة ستتمركز اعتباراً من مساء أمس في محيط الحي الذي يحتله المتظاهرون في بانكوك بهدف عزلهم ومنعهم من التزود بإمدادات.
وقال الكولونيل سانسرن كواكومنرد: “إن السلطات ستعزل المنطقة التي تجري فيها التظاهرات عبر تطويق كل مداخلها بواسطة آليات مدرعة لنقل الجنود”. وأضاف: “لن يسمح لأحد بالدخول”. وكرر “القمصان الحمر” من جانبهم التعبير عن رغبتهم في المضي حتى النهاية في معركتهم، وأكدوا أن الشرط الأخير الذي فرضوه، وهو توجيه التهم إلى الرجل الثاني في الحكومة، غير قابل للتفاوض. وقال ناتاوت سايكوار: “أولويتنا هي المطالبة بالعدالة للضحايا”، الذين سقطوا في 10 أبريل.
الولايات المتحدة تقفل سفارتها في بانكوك
واشنطن (ا ف ب) - أعلنت الولايات المتحدة الخميس إغلاق سفارتها في بانكوك مبدية “قلقها الشديد” حيال الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي “نشعر بقلق شديد، ونتابع (الوضع) عن كثب”، موضحا أن السفارة مغلقة أمام الجمهور لانها قريبة من المكان الذي يشهد اعمال عنف. وساد توتر في بانكوك الجمعة حيث هدد الجيش بمحاصرة الحي الذي يتحصن فيه اعضاء حركة “القمصان الحمر” المطالبين باستقالة رئيس الوزراء.
عدد اليوم
