«ليالي الحلمية 6» يفشل في تحقيق النجاح المأمول

سعيد ياسين (القاهرة) فشل الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية» في تحقيق النجاح المأمول، حيث انصرف الجمهور عن متابعته مع مرور الحلقات الأولى، ووجهت له اتهامات عديدة بأنه لا يرتقي إلى مستوى الأجزاء الخمسة التي كتبها المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة وأخرجها اسماعيل عبدالحافظ، والتي كانت عبارة عن ملحمة درامية مهمة في تاريخ التلفزيون المصري والإنتاج الدرامي العربي، حيث أرّخت لتاريخ مصر الحديث عبر «حي الحلمية» الذي كان في بدايته حيا راقيا للباشوات والبهوات والطبقة الأرستقراطية، ثم تحول لحي شعبي يقيم به البسطاء من عامة الناس والطبقة الوسطى من الشعب المصري. معاناة وقال هشام سليم الذي واصل استكمال دوره في الجزء الجديد، إنه عانى وزملاؤه المشاركون في العمل من عشوائية مواعيد التصوير وتضاربها بسبب ضيق الوقت، وانشغال أكثر من ممثل بأكثر من عمل يعرض في رمضان، وأشار إلى أن الإنتاج في هذا الجزء الجديد لم يكن سخياً بسبب ارتفاع أجور النجوم والأسعار وتكاليف معدات التصوير وأماكنها وديكوراتها. عكاشة لم يتحمس أما محيي الغمري الرئيس الأسبق لقطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، فقال: تحدثت مع الكاتب أسامة أنور عكاشة رحمه الله، وقلت له لماذا لا نستكمل «ليالي الحلمية» ولم يتحمس لهذا الأمر، وقال لي إن الأبعاد الخاصة بشخصياتها اختلفت تماماً، ومن الصعب الاستمرار أو استبدال الممثلين لأنهم ارتبطوا في أذهان المشاهدين، ولو كان متحمسا لكتابة جزء جديد لفعل. سر الخلطة وقال المخرج أحمد خضر: كل الذين عملوا في «ليالي الحلمية» فنانون محترمون وكبار ولهم كل الشكر والمحبة الشخصية أيضاً، فهم بذلوا من الجهد المحمود ما يستوجب التقدير، لكن حسن النوايا لايصنع فناً، ونحن لاننتقدهم ولكن ننتقد «المنتج الفني» الذي تحمسوا له وأبدعوه بحرية مطلقة واقتناع وقدموه لنا، والممثلون الذين اكملوا عملهم متوهمين ان ما قدموه هو امتداد لشخوصهم القديمة في العمل الأصلي، أؤكد لهم ان ماقدموه هي شخصيات جديدة تحمل أسماء قديمة، فخالقوا العمل رحلوا ورحلت معهم سر الخلطة المكونة للشخوص والتي لا يعرف سرها سواهم، فكان العمل الجديد والذي حمل اسم القديم، وأسماء شخوصه دون الروح والسمات الشخصية الخاصة لكل منهم، وأشار إلى أن التعرض لأعمال على هذا القدر من الإبداع العالي والنجاح المشهود له والشهرة العالمية يحتاج الى أساتذة علم نفس وأساتذة دراما ليحللوا ويدرسوا كل شخصية على حدة، ويضعوا لها ولأبنائهم في العمل السمات التي من الممكن أن يكونوا عليها وإمكانية تطورها من عدمه. غير متحمسين وقالت الناقدة انتصار دردير: لم أتحمس لتجربة تقديم جزء سادس من «ليالي الحلمية»، لكني أيضا لم أستسغ الهجوم المبكر على العمل والرفض المطلق له، ومنذ بداية عرض الحلقات، وشعور بالغربة عن «ليالي الحلمية» التي ارتبطنا بها يسيطر على كثير ممن شاهدوها، فقد خلت من عبق ورائحة العمل الأصلي، وسادت حالة من الإحباط تجاهه، حيث كانت تمثل حالة فنية توافرت لها عناصر عديدة وظروف عرض مختلفة قديماً، بينما تواجه الآن واقعاً مغايراً وجمهوراً متخماً بثلاثين مسلسلاً رمضانياً، كما واجه الجزء السادس جيلين غير متحمسين له، جيل جديد مختلف في ذوقه الفني لم يشاهدها وبالطبع لن تروق له، وجيل آخر ارتبط بتلك الحالة وذلك الوهج ولا يريد لشخصيات الحلمية التي أحبها أن تهتز في خياله. كنت أتمنى وقال المؤلف محمود الطوخي: لن أتعرض للكتابة ولا التمثيل ولا الإخراج، فقط تمنيت أن أرى بضع كلمات في التترات، لكنني للأسف لم أره، وفي الدراما العالمية قد يقترح مبدع ما بعض شخصيات يرسمها هو ويحدد مواصفاتها، ثم يقوم الكتاب المتخصصون بإبداع الأحداث وتسلسلها ربما في عمل يصل إلى مئات الحلقات، لكنهم يكتبون في بداية العمل ونهايته: عملا يستند على شخصيات من إبداع وخلق فلان الفلاني، كنت أتمنى أن أرى هذه الكلمات مقرونة باسم المعلم الراحل أسامة أنور عكاشة. قدامى وجدد يذكر أنه يشارك في بطولة «ليالي الحلمية 6» عدد كبير من الفنانين سواء من الذين شاركوا في أجزائه السابقة، ومنهم الهام شاهين وصفية العمري وهشام سليم وحنان شوقي وانعام سالوسة ومحمد متولي وجمال عبدالناصر ومحمد رياض وعلاء مرسي، أو الجدد ومنهم سميرة عبدالعزيز وأحمد صيام ونضال نجم وميساء مغربي ودرة وكارمن سليمان. العمل.. ظلم نفسه أشار المؤلف وحيد حامد إلى أن هذا العمل ظلم نفسه بادعاء الانتماء لأسامة أنور عكاشة ومسلسله الشهير، وقال: صناع هذا العمل كان يمكن لهم أن يقدموا المسلسل تحت أي مسمى آخر، ووقتها كان من الممكن أن يكون جديراً بالمنافسة، ويحصل على حظه من النجاح بالقدر الذي يستحقه، ولكنهم ظلموا أنفسهم، واعتمادهم على اسم «الحلمية» نقطة ضعف في تفكيرهم، وأنا أقولها علناً، أيمن بهجت قمر مؤلف وشاعر جيد جداً، واستطاع بالفعل تحمل عبء أعمال جيدة قدمها من قبل، وأرى أنه كان من الأولى له أن يعيد تقديم أي من أعمال والده الشاعر والكاتب بهجت قمر، ومنها الكثير الذي يصلح لإعادة التقديم.