الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

30 مليون مصاب بـ «الدرن» عالمياً بحلول 2020

30 مليون مصاب بـ «الدرن» عالمياً بحلول 2020
31 مارس 2014 02:27
خورشيد حرفوش (أبوظبي) تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد مصابي العالم بالدرن بنهاية العقد القادم سيتجاوز 30 مليون حالة حاملة للمرض، وأن 200 مليون شخص سيصابون بالفيروس الحامل للمرض، مما يودي بحياة حوالي سبعين مليون شخص، إذا لم تتم السيطرة على المرض عالمياً، حيث يعتبر السبب الأول للوفاة مقارنة بجميع الأمراض السارية والمعدية الأخرى مثل الملاريا ومرض نقص المناعة المكتسبة. ويعتبر مرض الدرن، مرضا معديا ينتقل عن طريق الهواء والرذاذ، والمرضى المصابون بالدرن الرئوي هم الذين ينقلون المرض فقط، وإذا لم يعالج المصاب، فإنه ينقل المرض إلى نحو 10 - 15 شخصاً سنوياً، وهذا يعني أن واحداً بالمائة من سكان العالم معرضون لبكتيريا الدرن كل عام، أو بمعنى آخر هناك شخص واحد معرض للإصابة بالدرن في كل ثانية. بكتيريا الدرن وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى تخفيض معدل انتشار وفيات الدرن بحلول عام 2015 إلى 50%، مقارنة بعام 1990، وتهدف كذلك إلى اكتشاف 70% من الحالات المعدية سنوياً، ورفع معدل الشفاء إلى 85% للحالات التي تم اكتشافها بالفعل. وبصفة عامة يعد ثلث سكان العالم حاملين لبكتيريا الدرن، و5 - 10% من حاملي البكتيريا يصابون بالمرض خلال حياتهم ويصبحون ناقلين له، حيث إن هناك علاقة وثيقة بين مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» والدرن، لأن كل واحد منهما يسارع في تقدم وسرعة ظهور أعراض الآخر، والتقارير العالمية لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن مرض «الإيدز» يتسبب في 15% من حالات الدرن، حيث إن مرض «الإيدز» يضعف ويدمر الجهاز المناعي في الجسم مما يؤدي إلى سرعة انتشار الدرن، حيث احتمال التحول من حامل بكتيريا الدرن إلى مصاب بمرض «الإيدز». في الإمارات تشير تقارير وزارة الصحة الإماراتية إلى أن الإمارات تعتبر من الدول ذات معدل الإصابة المنخفض بالدرن، حيث يبلغ معدل الإصابة بالدرن للمواطنين 8/ 100 ألف من السكان. وقد تبنت الوزارة سياسات عدة للمحافظة على خفض معدلات حدوث المرض ومنها استمرار وتعزيز تطبيق برنامج تطعيم الـ «بي سي جي»، لجميع المواليد الجدد، وتعد الإمارات أول دولة في إقليم شرق المتوسط تقوم بإعداد وتنفيذ الترصد الوبائي الإلكتروني للأمراض المعدية بشكل عام والدرن بشكل خاص، وتوفير العلاج قصير الأمد. فما هي حقيقة المرض؟ وكيف يمكن مكافحته والحد من انتشاره، والوقاية منه؟ وماهي الآفاق العلاجية لهذا الوباء؟ طرق العدوى يوضح الدكتور شكر فارس، اختصاصي الأمراض الصدرية وجراحاتها في مستشفى النور في أبوظبي، أن الدرن أو ما يعرف بـ «السل الرئوي»، هو مرض قديم تسببه بكتيريا تعرف بـ «ميكوبكتيريا الدرن»، ومن الممكن جداً أن ينتقل من مريض إلى آخر عن طريق رذاذ الهواء، أوعن طريق تناول الأكل الملوث بشكل مباشر، وهذه البكتيريا يمكن أن تهاجم أي جزء من أجزاء الجسم، لكنها في أغلب الحالات تصيب الرئتين، وقد تصيب حتى العظام والعمود الفقري، وهذا النوع من الدرن لا ينتقل إلى إنسان آخر إلا إذا كان جرحاً مفتوحاً، أو عن طريق الإفرازات الناتجة عن الالتهاب داخل العظم، ومن ثم تظهر أعراضه على الجلد الخارجي، لذا يراعى عزل المصاب حتى لا تنتقل العدوى. وعادة ما نجد أن 50% من مرضى الدرن الرئوي «السل» يموتون خلال خمس سنوات إذا تركوا دون علاج، ويلاحظ أن معظم الباقين يعيشون في حالة صحية سيئة. مضاعفات يضيف الدكتور فارس: «من الأهمية أن ندرك أن السل مرض شديد العدوى، وهو ينتقل أساساً عندما يطرد مريض في طور نشاط المرض الرذاذ المليء بالبكتيريا من رئتيه عن طريق السعال، فيستنشقه الآخرون، وهو محمل بالعدوى، حيث تستقر البكتيريا في رئة الشخص السليم وتبدأ في التكاثر والانتشار في الرئة، وبالرغم من أنه يسهل التقاط البكتيريا المسببة للسل، إلا أن العدوى لدى أغلب الناس تكون عدوى رئوية قصيرة المدى لأن جهاز المناعة يستطيع احتواءها مع الدعم العلاجي، لكن قد يحدث التهاب رئوي خطير يسمى «السل الابتدائي المطرد» عند كثير من الناس بعد مدة قصيرة من العدوى المبدئية، وقد تنتشر هذه العدوى في الغدد الليمفاوية، ومن ثم إلى الدم، وتنتقل إلى جميع أنحاء الجسم. ويلاحظ أيضاً أن تكمن البكتيريا ساكنة في الرئتين لعدة سنوات، لأن الجهاز المناعي يمكنه احتواءها، لكنه لا يقضي عليها تماماً، لكن 5 - 10% من الناس تنشط البكتيريا لديهم من جديد وتسبب الالتهاب الرئوي، وفي بعض الأحيان تنتشر إلى أماكن أخرى من الجسم، ويسمى هذا بـ «السل الثانوي» أو السل النشط من جديد، وهذا الدرن الثانوي أكثر شيوعاً من الدرن الابتدائي، ويحدث عادة لدى من ضعف جهاز مناعتهم لعامل السن أو لعوامل أخرى، كالمصابين بفيروس «الإيدز»، وهناك أناس حساسون للتدرن، منهم من يعيشون في أماكن مزدحمة، كالملاجئ والسجون، أو الذين يحتكون احتكاكاً مباشراً بالمصابين بالدرن. كذلك يتعرَّض للخطر أولئك الذين يعانون من سوء تغذية مزمن، ومنهم المشردون، مدمنو الكحوليات، ومن تعرض جهازهم المناعي للإجهاد كالذين يعالجون بالكورتيزون، وبعض المسنين الذين يمثلون نسبة 25% من أولئك المصابين بالدرن». الأعراض والعلاج أما عن الأعراض، يقول الدكتور فارس: «فعادة ما يلاحظ أن المريض يشكو من السعال المزعج المسبب للضيق وهو أهم أعراض الدرن، والتعب والإرهاق والهزال، وفقدان الوزن بلا مبرر، وفقدان الشهية، والحمى المستمرة ذات الدرجة الدنيا، والعرق الشديد أثناء الليل، وألم الصدر، وخروج الإفرازات «البلغم» المدمم، والتشخيص يحدد ما إذا كان الشخص أصيب بعدوى ميكروب الدرن أم لا، وهناك اختبارات أخرى تستعمل لمعرفة ما إذا كنت مصاباً بعدوى نشطة أم لا، وعادة ما تجرى اختبارات جلدية، وأشعة على الصدر، وفحص لعينات من «البلغم» لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على بكتيريا السل أم لا، كما تتم اختبارات الدرن الجلدية لتحديد ما إذا كان قد سبق للمريض الإصابة بالعدوى أم لا، كما تجرى أشعة «إكس» على الصدر، حتى تكشف عن الندبات بالرئة والعقد الليمفاوية بالصدر. ويرى الدكتور فارس أنه يمكن علاج أغلب حالات الدرن وتماثلها للشفاء بتناول العلاج الفعال من المضادات الحيوية والعقاقير الأخرى المناسبة حسب الحالة، لكن قد يلاحظ أن بعض المرضى يوقفون تعاطي الأدوية فجأة، أو تناولها دون اعتناء، وهذا يتسبب في مشكلات خطيرة، منها تكرار العدوى وحدوث الانتكاسات، ويعطي فرصة لظهور بكتيريا مقاومة للعقاقير، فمن الأهمية للغاية انتظام البرنامج العلاجي». أهمية التوعية يشير الدكتور فارس إلى أهمية التوعية الصحية، ونشر الثقافة والوعي الصحي بين كافة فئات المجتمع، وخاصة التجمعات السكانية والعمالية، والحد من أسباب انتقال المرض، والتأكيد على العيش والعمل في بيئة صحية آمنة، والتهوية الجيدة للمنازل وأماكن العمل، وضرورة التعرض للشمس، مع التغذية الصحية السليمة، وممارسة الرياضة، وتجنب مخالطة المرضى، واتباع الطرق السليمة عند العطس أو السعال، وتجنب التدخين والمشروبات الكحولية، ونشر الوعي الصحي بين طلاب المدارس للاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن والوقاية من الإصابة بالعدوى، والتطعيم الإجباري للأطفال بعد الولادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©