الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان القاسمي: الاختلاف في العقائد والثقافات لا يعني صدام الحضارات

سلطان القاسمي: الاختلاف في العقائد والثقافات لا يعني صدام الحضارات
31 مارس 2014 19:36
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الاختلاف في العقائد والأديان والألوان والثقافات بين الشعوب، لا يعني أبداً صدام الحضارات ولا صراعها ولا إفناء إحداها للأخرى، بل يعني التعارف الذي نص عليه القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، حيث قال تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”. جاء ذلك في كلمة لسموه خلال حفل كشف الستار عن النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية المنطقة العربية 2014 مساء أمس في الحديقة المقابلة للمدخل الرئيس للمدينة الجامعية في الشارقة، إيذاناً بانطلاق احتفالات الإمارة بهذا الاستحقاق الكبير، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة. وبعث صاحب السمو حاكم الشارقة عبر كلمته جملة من الرسائل التوجيهية التي ترسخ لمنهج إسلامي وسطي قال فيها، إن الحوار هو منهج الخطاب في القرآن الكريم للمسلمين وغير المسلمين ولم يكن ذلك مجرد نظرية بل طبقها النبي، صلى الله عليه وسلم، في أرض الواقع ومثلت حجر الزاوية في بناء الحضارة الإسلامية. وأشار سموه الى أن حضارة الاسلام بوجه خاص هي حضارة تعارف وليست حضارة نفي أو استبعاد وأن نصوص الوحي المقدس الذي صاغ هذه الحضارة وشكل منطلقاتها وحكم تصرفاتها تكرس وحدة الأصل بين الإنسانية جمعاء، فالناس جميعا في فلسفة هذه الحضارة أبناء أب واحد وأم واحدة والناس جميعا أخوة متساوون، ومعيار التفاضل بينهم معيار واحد هو العمل الصالح المنضبط بضوابط التقوى ومراقبة الله تعالى في كل التصرفات. وأضاف سموه قائلا: “إن الاسلام دين الصفح والتسامح دين العفو والرحمة وقد خاطب الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، فالغلظة والفظاظة والتشدد كل ذلك ليس من الاسلام في شيء، مشددا على حقيقة كون الاسلام دينا عالميا، يفتح أبوابه على مصاريعها لكل عناصر الحب والخير والجمال مهما اختلف مواطنها وتعددت مصادرها. وكان الحفل قد بدأ بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث استقبل بالأهازيج والفنون الفلكلورية لعدد من الفرق الشعبية المحلية والعربية والإسلامية الذين قدموا أمام سموه لوحات من الرقصات الشعبية وقد كان في استقبال سموه، كل من الشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار بمكتب سمو الحاكم والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس اللجنة التنفيذية للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رئيس مجلس التخطيط العمراني والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء والشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي. كما حضر الحفل، عدد من أصحاب المعالي وزراء دولة الإمارات وأصحاب المعالي وزراء الثقافة في الدول العربية والإسلامية ومعالي الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم «الايسيسكو» وأعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رؤساء الدوائر الحكومية وعدد من أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ومديري عموم الدوائر والمؤسسات والهيئات المحلية والاتحادية ورؤساء المجالس الإدارية للمراكز البحثية والعلمية المحلية والدولية وجمع غفير من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية والفنانين من ممثلين وملحنين ومطربين ونجوم ومشاهير الإعلام العربي ونخبة من المثقفين والنقاد والأدباء. وقد تلقى صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام حفل تدشين النصب التذكاري، إهداء من معالي الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم «الايسيسكو» بهذه المناسبة. يذكر أن اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية جاء في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها. وحظيت الشارقة بهذا التتويج، بمصادقة المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر 2004، نظرا لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف. فالشارقة ذات عراقة تاريخية مدونة وصيت علمي واسع استطاعت من خلاله أن تتبوأ مكانة ثقافية بارزة بدولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة العربية، كما أن لها مساهمات متميزة في الثقافة الإسلامية والإنسانية من خلال اهتمام قيادتها الرشيدة بالأعمال العلمية والثقافية والأدبية والفنية لفنانيها وأدبائها ومثقفيها.. ونظرا لتوفر جامعتين فيها ومراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات والمراكز الأثرية التعليمية، كانت قبلة للباحثين والمهتمين في مجالات العلوم والثقافة والمعرفة. (الشارقة - وام) التويجري يشيد بدعم رئيس الدولة للعمل الإسلامي قال معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم «الايسيسكو»، إن الاحتفاء بالشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 عن المنطقة العربية يدخل في إطار برنامج الايسيسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمد المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر العاصمة سنة 2004 وجدد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة أذربيحان في سنة 2009. ويشرفني أن أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله ورعاه، على ما تقدمه الدولة من دعم ومساندة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة منذ إنشائها في سنة 1982 وحتى اليوم والجهود الخيرة التي تقوم بها هذه الدولة المزدهرة لتعزيز مجالات العمل الإسلامي المشترك، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يوفق قادتها لما فيه المزيد من التقدم والرقي والازدهار. النصب التذكاري «الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية» تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإزاحة الستار كاشفا عن اللوح التذكاري لنصب الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية المنطقة العربية 2014، كما تعرف سموه ومرافقوه من الشيوخ وضيوف الإمارة من أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء المراكز البحثية والعلمية وكبار الشخصيات حضور الحفل، على النصب وأجزائه والذي يرتفع عن مستوى سطح الأرض بـ 42 مترا وتبلغ مساحة المنصة التي أقيم عليها مشروع النصب التذكاري 650 مترا مربعا، وتبلغ مساحة القاعدة التي يرتفع أعلاها عمود النصب 50 مترا مربعا، كما يبلغ القطر السفلي للعمود 3ر3 متر، فيما يبلغ القطر العلوي 6ر2 متر، وتغطي المنصة ثلاثة أنواع مختلفة من الجرانيت، بينما قاعدة العمود مغطاة بالخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية والجرانيت. أما العمود الرئيسي فمغطى بالجرانيت الأخضر والشريط الحلزوني الذي يحيط بالعمود مصنوع من الألومنيوم بتشطيبات مختلفة لخلق نوع من التباين، لتسهيل قراءة ما كتب عليه من آيات كريمة يصل عددها لـ 28 آية من القرآن الكريم، تحمل في معناها إجلال العلم والدعوة إلى التعلم وفضل العلماء.. كما يضم الجزء العلوي للنصب التذكاري، 12 عمودا يربط بينها 12 قوسا تعلوها قبة ذهبية. جدير بالذكر أن اختيار منظمة اليونسكو إمارة الشارقة هذا العام إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية، جاء لإنجازاتها العظيمة التي حققتها على مدى أكثر من 30 عاما خطت فيها الشارقة بخطى متأنية واثقة على نهج قويم، خطه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بحكمة من أجل تأصيل الهوية الثقافية العربية الإسلامية فكان التتويج على قدر الإنجازات وما يشع من نور ثقافي ومعرفي وعلمي، سيظل فخرا لأبناء الامارات العربية المتحدة والأمة العربية والإسلامية جيلا بعد جيل. مدير الإيسيسكو: الشارقة ازدهرت وتنامى عطاؤها في مجالات التعليم والثقافة شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو - في الحفل الرسمي لانطلاق احتفالية الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014. وقال التويجري في كلمة له بهذه المناسبة إن الإيسيسكو تختار في إطار هذا البرنامج كل سنة ثلاث عواصم للثقافة الإسلامية من المناطق الجغرافية الثلاث المنطقة العربية والمنطقة الآسيوية والمنطقة الإفريقية، لافتاً إلى أنه يحتفل هذا العام بالإضافة إلى الشارقة بمدينة بيشكيك في جمهورية قرقزستان عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية وبمدينة واغادوغو في بوركينا فاسو عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الإفريقية. وأوضح أن الاحتفال كان في السنة الماضية بمدينة غزني في دولة أفغانستان الإسلامية عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية وبمدينة كانو في جمهورية نيجيريا الاتحادية عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الإفريقية وبالمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية التي استضافت الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة. وأكد أن اختيار عواصم الثقافة الإسلامية يتم طبقـاً لمعايير دقيقة يراعي فيها أن تكون العاصمة ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافي تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في بلدها وفي منطقتها، وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية، بالإضافة إلى أن تتوفر على مراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات ومراكز أثرية تعليمية وعلى مؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية للأفراد والجماعات وفي تنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية وإقامة معارض الكتب والفنون التشكيلية والعـروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر. وقال المدير العام للإيسيسكو إن هذه المعايير جميعها تتوفر في الشارقة التي ازدهرت وتطورت وزاد تأثيرها وتنامى عطاؤها في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والآداب والفنـون والارتقاء بالحياة الإنسانية. وذلك بفضل الله تعالى ثم بالسياسة الحكيمة والجهود المتواصلة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وأشار إلى أن برنامج الإيسيسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية الذي يضم في نسخته الجديدة للسنوات “2015-2024” إحدى وثلاثين عاصمة يندرج في إطار تعزيز الوحدة الثقافية الإسلامية وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات. ولفت الى أن من الأهداف المتوخاة من هذا البرنامج تجديد عطاء الحضارة الإسلامية والتعريف بتـراثها الفكري والعلمي والثقافي وإنعاش الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية لتقوية الهمم وحفز العزائم والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي من خلال السعي الحثيث إلى تطوير الثقافة وتشجيع الإبداع الأدبي والفني والتفوق في حقول العلم والمعرفة استئنافاً لدورة حضارية جديدة تعيد للأمة الإسلامية مكانتها اللائقة بها بين الأمم. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري إن اهتمام الإيسيسكو بتجديد البناء الحضاري الثقافي للعالم الإسلامي من خلال تنفيذ برنامج عواصم الثقافة الإسلامية يفتح أمامنا آفاقا واسعة للمضي قدماً في العمل الذي نقوم به في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال ومواجهة نزعات التطرف والطائفية التي تضعف وحدة الأمة الإسلامية ولتعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات في هذه المرحلة التي تتعالى فيها أصوات مغرضة تحرض على الكراهية والعنصرية وإذكاء نار العداوة بين الأمم والشعوب ويسعى أصحابها إلى الـزج بالعالم في دوامة لا تنتهي من الفتن والقلاقل والصراعات والأزمات التي تنشب في مناطق شتى من العالم. وأعلن أن الإيسيسكو تسعى ومن خلال تنفيذ هذا البرنامج الحضاري وبرامج متعددة ومشروعات أخرى كثيرة إلى أن تثبت للعالم أن المسلمين أمة مؤمنة ناهضة تنتمي إلى حضارة راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش وأنهم دعاة عدل وسلام وأمة تعمل لخير العالم بحكم وسطيتها وشهادتها على الناس وتسعى إلى ما يحقق المصلحة ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه ويمكنه من القيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه الإنساني العام. (الشارقة - وام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©