تعد معارض التوظيف التي تقام سنوياً في إمارات الدولة كافة وسيلة مهمة لدعم سياسة التوطين في الحكومة ومؤسسات القطاعين العام والخاص.
فهذه المعارض منصة لالتقاء المواطنين الباحثين عن وظيفة بالجهات الساعية لاستقطاب هؤلاء المواطنين وتعيينهم في وظائفها الشاغرة.
وبالتالي توفر المعارض للمواطنين فرصة التواصل مع ممثلي الجهات المشاركة فيها والتعرف عن قرب على الوظائف المتوافرة وطبيعة العمل في كل منشأة وما إذا كانت تناسب قدراتهم أم لا؟
لكن بعض شباب المواطنين يحمل على هذه المعارض ويصفها بأنها “ديكور” أو معارض شكلية لتأدية الواجب، وأن الشركات تختار موظفيها وتُسكن ما لديها من شواغر بصرف النظر عن مشاركتها في المعرض من عدمه.
غير أن الواقع العملي يظهر جدية هذه المعارض والجهود التي تبذلها الجهات المشاركة سواء الحكومية والخاصة لرفع نسبة التوطين لديها.
فليس بالضرورة للجهات المشاركة في المعارض أن تتعاقد فوراً مع موظفين قد لا تحتاج إلى جهودهم في الوقت الراهن أو تضمهم لوظائف يوجد بها فائض وبالتالي يصبحوا بطالة مقنعة.
فهذه المؤسسات قد لا تكون لديها وظائف شاغرة حالياً ليلتحق بها الكوادر المواطنة، لكن ربما توفر ذلك في المستقبل مستفيدة من المعرض في تجميع السير الذاتية وتكوين قاعدة بيانات من الموارد البشرية تستعين بها عند قيامها بالتوسع والنمو في المستقبل القريب.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الحكومة والمؤسسات الحكومية تبذل جهوداً كبيرة لزيادة معدل التوطين، فضلاً عن تخصص ميزانية سنوية لتدريب المواطنين وتأهيلهم للعمل لديهم.
وينبغي على القطاع الخاص بذل جهود مماثلة لتحفيز الطلب على القوى العاملة المواطنة حتى تكتمل الصورة الذهنية الإيجابية لدى الشباب المواطن عن مؤسسات هذا القطاع.
ومن الأهمية بمكان ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل، فالتجربة خلال الفترة الماضية أثبتت ضرورة وجود تنسيق بين الصروح التعليمية في الدولة ومؤسسات القطاع العام والخاص لتلبية احتياجاتها من العمالة المؤهلة.
أيضاً على الشباب المواطن أن يدقق في اختياراته التعليمية قبل أن يلتحق بأي كلية نظرية كانت أم عملية وأن يعرف الشواغر الوظيفية وفي أي القطاعات تتركز.
وهنا تبرز أهمية دور مؤسسات التدريب والتأهيل الحكومية مثل هيئة “تنمية” والتي تعمل على تمكين الموارد البشرية الوطنية وزيادة قدرتها التنافسية.
إن معارض التوظيف لا تظهر نتائجها بين عشية وضحاها
بل هي وسيلة أكثر منها غاية لدفع عجلة التوطين في الدولة.
atef.abdullah@admedia.ae
عدد اليوم
