الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«لهجة أخرى فقط».. سينما إماراتية تناقش قضية «التلعثم»

«لهجة أخرى فقط».. سينما إماراتية تناقش قضية «التلعثم»
12 مايو 2017 22:06
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تحولت مبادرة «تلعثم الإمارات» التي جاءت لتكون منبراً لدعم من يعانون من التلعثم، حتى يتسنى لهم تبادل الخبرات وأساليب التحكم به، وتغيير الصورة النمطية المرافقة لهذة الحالة إلى فيلم وثائقي قصير تحت عنوان «لهجة أخرى فقط» شهد نجاحا كبيرا فوجد طريقه إلى مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السبعين والتي تنطلق 17 مايو 2017 بمدينة كان الفرنسية، وسيعرض الفيلم الوثائقي القصير الذي يبلغ 15 دقيقة ضمن ركن الأفلام القصيرة المشاركة من جميع أنحاء العالم على هامش المهرجان. قصة حقيقية ويتمحور الفيلم الذي صورت أحداثه بينأبوظبي والعين حول قصة اجتماعية حقيقية لشابة إماراتية طموحة تدعى «فرح القيسية»، والتي كانت تعاني من التلعثم فعملت على تأسيس مبادرة اجتماعية «تلعثم الإمارات» عام 2013، ونجحت في تحويل حالتها إلى قصة ملهمة. واستغرق تصوير الفيلم أكثر من ستة أشهر بتمويل ذاتي، وسلط الضوء على الجانب الإنساني لبطلة الفيلم والتي تسعى جاهدة لجعل قصة حياتها ملهمة للعديد ممن يعانون من هذه الحالة، وتضمن الفيلم مشاهد حقيقية مختلفة من حياتها أثناء قيامها بإعطاء محاضرات في الجامعات وإدارة ورش عمل ومساعدة الآخرين، كما اشتمل على جانب من حياتها العادية بين أهلها وأسرتها الذين يدعمونها ويجعلون من قصتها قصة نجاح ورسالة للمجتمع. جانب إنساني تقول خديجة قدسي مخرجة الفيلم الوثائقي «لهجة أخرى فقط»، مناصفة مع المخرجة سامية علي، إن الفيلم تم تصويره في أبوظبي والعين وبعض المناطق الصحراوية على مراحل مختلفة، مستندين على وقائع حقيقية، لافتة إلى أن ما تم تصويره يتجاوز 4 ساعات ثم تم اختصاره ليتماشى مع شروط مهرجان كان للأفلام القصيرة، ومنها أن لا يتجاوز 15 دقيقة. وتوضح قدسي التي تميل إلى إخراج الأعمال الإنسانية، أنها فخورة بمشاركتها في الفيلم الذي يضيء على قضية التلعثم التي يعاني منها عدد غير قليل من الكبار والصغار، والتي أصبحت عادية بمجرد الحديث عنها، بل استطاعت صاحبة المبادرة «فرح القيسية» بكل شجاعة أن تسرد قصتها على الشاشة الكبيرة، مؤكدة أن هذا العمل لامس الجانب الإنساني للعديد من الشخصيات، الذين تم التصوير معهم أو التقتهم في الورشات والمحاضرات ويعانون من هذه الحالة. وتشير قدسي التي تعرفت على رحلة فرح القيسية الإنسانية إلى أن الإيمان بالعمل وبالقضية نفسها جعل طاقم التصوير يتجاوز العديد من التحديات المتمثلة في التمويل ومدة التصوير الطويلة. تلامس القلب من جهتها، أعربت المخرجة سامية علي عن سعادتها كون أن أول تجربة لها في الإخراج توجت بالنجاح، خاصة أن الفيلم القصير الذي أسهمت في إخراجه مناصفة مع خديجة قدسي سيكون ضمن الأفلام القصيرة بمهرجان «كان»، مؤكدة أن العمل على القصص الحقيقية والإيمان بالقصة نفسها عناصر تساعد على النجاح لأن الأعمال المبنية على الواقع تلامس قلب المشاهد، وتشير سامية علي إلى أنها تعرفت على مبادرة التلعثم في الإمارات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي «انستغرام» واتصلت بصاحبة المبادرة لتبدأ العمل، مؤكدة أنها قررت تحويل المبادرة إلى فيلم انطلاقا من تجربة شخصية، لأن بعض الأفراد في عائلتها يعانون من نفس الحالة، وعن رغبتها في تحويل العمل إلى فيلم طويل، توضح سامية أن 15 دقيقة كافية للتعريف بالتلعثم، لافتة إلى أن هذا الفيلم القصير يحمل رسالة للعالم أجمع ويزيح الستار عن هذه القضية التي طالما يعاني منها الكثير. تمثيل الإمارات وتؤكد فرح القيسية صاحبة مبادرة «تلعثم الإمارات»، أنها فخورة بوصول مبادرتها لهذا المستوى، لافتة إلى أن الفيلم الوثائقي القصير سينقل مبادرتها للعالمية، وتوضح أن أول طريق التعامل مع حالات التلعثم هو المواجهة، وذلك للتغلب على الحواجز النفسية والاجتماعية والأخذ بيد هذه الحالات لتنخرط بشكل طبيعي في المجتمع، لإحراز العديد من النجاحات من خلال تحويل «التلعثم» من عائق إلى تحد. وتوضح القيسية، التي بدأ مشوارها في 2013 من خلال مبادرة «تلعثم»، أن المبادرة تمثل المنصة الداعمة لمن يعانون التلعثم في الإمارات والتي توفر لهم الفرصة للتحاور والاطلاع على تجارب بعضهم البعض مع رفع التوعية في المجتمع بمثل هذه الحالات. مؤكدة أنها سعيدة بوصول تجربتها إلى مهرجان كان وسعيدة بتمثيل الإمارات بهذا الفيلم الوثائقي، وعن إمكانية تحويل هذا الفيلم إلى فيلم طويل توضح أنها تعتبر 15 دقيقة التي تتحدث عن التلعثم والذي يعاني منه ما يعادل 1? من سكان المنطقة مقدمة لعمل أكبر، مشيرة إلى أنها عازمة على توسيع دائرة الاهتمام بهذه الحالات للدول العربية لتصل إلى أكبر عدد من الناس الذين يعانون من هذه التجارب، معتبرة التلعثم لهجة كباقي اللهجات في العالم مع بعض التأخر في النطق، وتوجهت برسالة إلى المتلقي أن يتحلى بالصبر حيال هؤلاء ليمنحهم الثقة بالنفس. الثقة في النفس تتوجه فرح القيسية بالشكر لأهلها الذين آمنوا بمبادرتها وساندوها، خاصة وأنها تشعر بأن الكثير من الناس الذين يعانون التلعثم يحتاجون إلى من يساعدهم ويبث الثقة في أنفسهم، خاصة أنهم أناس عاديون ومبدعون ومبتكرون، ولا تنقصهم أي مهارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©