السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اعترافات المدخنين على ضفاف القصباء دعوة للإقلاع عن الآفة

اعترافات المدخنين على ضفاف القصباء دعوة للإقلاع عن الآفة
20 مارس 2012
جددت قناة القصباء باعتبارها الوجهة السياحية الأمثل للترفيه العائلي في الشارقة دعوتها مرة أخرى تأييداً لمنع التدخين، مطلقة حملة جديدة لمنعه وحظره كونه يشكل ظاهرة سلبية تعد من أخطر آفات هذا العصر، وهو ما أكدته تجارب المدخنين السابقين، حيث منهم من فقد عزيزاً عليه أو تدهورت صحته وصحة فلذات كبده بسبب هذه الآفة. ويأتي ذلك تكثيفا للوعي الصحي حول التدخين ومخاطره وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمعات، وبعد أن بدأت تطبيقها سياسة منع التدخين في أجزاء محددة من مرافقها مع المطاعم والتابعة لها، معلنة حظراً على التدخين منذ الثامن من يناير الماضي، إيمانا منها بضرورة نشر التوعية المجتمعية خاصة لفئة الشباب والمراهقين حول التدخين ومضاره الصحية. أزهار البياتي (الشارقة) - نبهت حملة منع التدخين التي أطلقتها قناة القصباء إلى أضراره البيئية والصحية، ومدى تأثيره على السلامة العامة، حيث إنه يعد سببا للكثير من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والسرطان. ومن على ضفاف القصباء تحدث سلطان محمد عن تجربته الشخصية مع التدخين: تعلمت هذه العادة السيئة منذ سن المراهقة متأثرا برفاقي آنذاك، ومع تقدم السنين حولتني لمدخن شره، وكنت خلالها أنتقل من نوع خفيف من السجائر لأنواع أقوى وأكثر حرارة، مما أثر فيما بعد على صحتي وشهيتي للطعام وحتى مزاجي العام، فأصبحت عصبي المزاج وشخصا نكدا خاصة في أوقات الصباح، وتزيد مشكلتي وتتضاعف في شهر رمضان الكريم، حيث يفرض علي الصيام ساعات طوال من الامتناع عن التدخين، فأشعر بالصداع العنيف وبرغبتي الملحة في السيجارة أكثر حتى من العطش والجوع، وبالفعل فأنا كنت مع الأسف ككل المدخنين أفطر على الدخان وطعمه وأحتاجه أكثر من الطعام والشراب. تنفيذ القرار وأضاف:لكن بعد كل هذه السنوات وبعد أن شعرت بوهني جسمي وعدم قدرتي على التنفس براحة وبشكل طبيعي، قررت أن أمتنع عن التدخين، وبدأت تدريجيا بتنفيذ القرار، فصرت أقلل منه شيئا فشيئا وبعد عدة أسابيع فقط أنقصت بالفعل من عدد سجائري من علبتين إلى حدود العلبة الواحدة، لأمتنع بعدها ونهائيا، والطريف في الأمر إني صرت الآن أكره أن أجالس المدخنين وتزعجني رائحة السجائر إلى حد بعيد، وأجد نفسي مستغربا أحيانا كيف كنت أطيقها؟!! وأضاف أحمد حمد أعتقد أن كل الشباب والمراهقين في وقت من الأوقات ينظرون للسيجارة كعلامة على دخول مرحلة الرجولة، فيتعلقون بالتدخين دون أن يدركوا خطره وآثاره السلبية على صحة الفرد والعائلة، ولعلي كنت واحد من هؤلاء، حيث كان وعي المجتمع بشكل عام أقل انتباها في قبل عقدين من الزمان، ولكن الآن هنالك حملات منع التدخين في كل مكان، كما أن برامج ومنشورات التوعية التي تحذر من مثالب التدخين تدق نواقيس الخطر باستمرار، لتبين للناس الأمراض المميتة والآثار السلبية للتدخين. تجربة وتصف أمل محمد تجربتها السيئة مع التدخين، بأنها كانت كجميع المدخنين تعاني من آثاره السلبية على دقات قلبها التي تسارعت، وأصبحت تتنفس بصعوبة، كما أن نبرة صوتها أصبحت متحشرجة ومبحوحة بسبب التدخين على مدى سنوات طوال، فأخذت صحتها تتراجع من سيئ إلى أسوأ مؤخرا، وأصبح طعم الدخان مرا وكريها في فمها، خاصة عند الصباح، لكن هذا كله لم يمنعنها من الاستمرار، فلم تكن تحلو لها قهوة الصباح إلا مع سيجارة تبدأ بها نهارها حتى تستطيع المواصلة إلى المساء، لكن قبل عامين تقريبا قررت التوقف عن التدخين بعد أن صدمت بموت صديقة مدخنة عزيزة علي بعد إصابتها بسرطان الرئة، فحزنت عليها وشعرت بالخوف الشديد على نفسها وعلى عائلتها، وقررت أن لا شيء في الحياة يستحق التضحية بالصحة من أجله، واستطاعت أن تتصالح مع ذاتها وتترك أنانيتها لتفكر بمصلحة أسرتها وأبنائها الذين تمثل لهم قدوة سيئة، فكيف تنهاهم عن شيء تمارسه أمامهم يومياً، وتركت السجائر إلى غير رجعة غير نادمة لأنها مقتنعة بأنها تفعل الصواب. وأشار أحمد القصير المدير التنفيذي للعمليات في مكتب تطوير القصباء، إلى الحرص على توجيه المجتمع وتوعيته بالآثار المدمرة لعادة التدخين الخطرة التي أخذت بالانتشار بشكل سريع خاصة بين شريحة الشباب، حيث تسجل إحصائيات منظمة الصحة العالمية لتزايد مضطرد ومستمر في أعداد المدخنين حول العالم خصوصاً في العامين الماضيين. الهواء النقي وقال: كوننا نعي أهمية خلق بيئة نقية سليمة وهواء نظيف لكل أفراد المجتمع، فقد نظمنا حملة إرشادية للامتناع عن التدخين، نرفع من خلالها درجة الوعي لدى عموم الناس بمضاره، مركزين على فئتي الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص، كونهم الأكثر انجذابا وتأثرا بهذه الآفة الخبيثة من غيرهم، وذلك عبر سلسلة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة والموجهة لفئات عمرية مختلفة، والتي بدأناها حاليا فقط بثلاثة أيام متتالية في القصباء، لنواصل بعدها حملتنا المستمرة على مدى شهور العام الجاري، ساعين لتنظيم مجموعة من البرامج والمحاضرات الهادفة والتي تدعو المدخنين للإقلاع عن عادة التدخين وتجنب الآخرين من خطر التورط فيه. وأشار إلى أن الحملة جاءت لمنع التدخين متوافقة مع الحظر الذي أعلن مسبقا في مطلع يناير، والذي يمنع بموجبه التدخين في أماكن محددة في القصباء، بالرغم من كونها تعد مكانا مفتوحا في الهواء الطلق، لكن هنا سعي للحد من التلوث الناجم عن انتشار دخان السجائر وآثاره السلبية على زوار مرافق القصباء والبيئة المحيطة لها، خصوصاً أنها تعد مكانا ترفيهيا يستقبل أعداد كبيرة من العائلات والأطفال يومياً، لذلك تم تخصيص أماكن خاصة للمدخنين من رواد القصباء، وفصل مناطق جلوس المدخنين عن غير المدخنين في كافة المطاعم وعلى ضفتي القناة، بالإضافة لمنعنا التدخين نهائياً في الممشى ومنطقة الألعاب المخصصة للأطفال، وذلك انسجاماً مع قيمنا ومبادئنا في المحافظة على تأمين بيئة صحية نقية للصغار والكبار على حد سواء. ويتابع: تضمنت انطلاقة الحملة أيضا عقد العديد من الجلسات النقاشية وحلقات الحوار الهادفة، من خلال عرض حي ومباشر لتجارب شخصية لأشخاص كانوا من المدخنين في السابق ونجحوا بعد ذلك في الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي، مع عدة محاضرات موجهة لاختصاصيين صحيين متخصصين في هذا المجال، كما تم خلال الفعاليات تنظيم ورش عمل تربوية تعليمية تجمع الفائدة مع المتعة، وتعرّف الأطفال على مخاطر التدخين في إطار من الترفيه الأكاديمي السلس. اعترافات مدخن سابق أشار أحمد حمد أحد الذين أقلعوا عن التدخين، إلى أنه أدمن التدخين في مطلع شبابه كالكثيرين من أبناء جيله، وبعد سنوات من الإدمان خسر خلالها الكثير من صحته ووزنه ولون بشرته الذي أصبح شاحبا وجافا إلى حد بعيد، ولمس تأثير هذا السم على طاقته وحيويته ونشاطه العام. وأوضح أنه قرر الامتناع عن التدخين نهائيا بعد أن أصبح أبا، وصار يخاف على رئة ولده الصغير من دخان السجائر والربو والاختناق، فترك التدخين غير آسف عليه وتغيرت حياته كلها بعده نحو الأفضل، إذ تحسنت صحته وفتحت شهيته للأكل مما زاد وزنه وتحسن لون جلده وأصبح أكثر صحة ونشاطاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©