السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حيدر محمد: «شعبية الكرتون» كوميديا تعكس هموم المواطن البسيط

حيدر محمد: «شعبية الكرتون» كوميديا تعكس هموم المواطن البسيط
13 مايو 2010 19:52
بعد النجاح الذي حصده الرسام الكاريكاتيري الإماراتي حيدر محمد، من خلال إخراجه البديع لسلسلة العمل الكرتوني المحلي “شعبية الكرتون” في المواسم الماضية، يعود ويطل علينا من جديد في رمضان المقبل، ليعرض الجزء الخامس منه، مسلطاً الضوء على الكثير من القضايا والظواهر الاجتماعية الآنية، في إطار مشوق من الكوميديا الخفيفة الهادفة. وفي حوار خص به “الاتحاد”، كشف المخرج الواعد عن مجموعة الأعمال الفنية التي يحضّر لها حالياً، وأبرزها تعاونه مع شركة أبوظبي للإعلام، والتي تعد مفاجأة كبيرة للجمهور، حيث يقوم حالياً بوضع اللمسات الأخيرة على مشروعه الكرتوني الجديد الذي سيبث حصرياً على قناة أبوظبي الأولى خلال شهر رمضان المبارك، وهو يشير لهذا، ويقول:” مسلسلي الجديد مع قناة أبوظبي سيكون محلياً، فكاهياً ولا يمت بأي صلة لـ “شعبية الكرتون”، وهو إنتاج كارتوني ضخم، أتوقع له النجاح، وأتمنى من المشاهدين عدم المقارنة بين العملين، لأنه مشروع آخر وهو بالتأكيد سيكون مختلفاً شكلاً وموضوعاً عن ما قدمته سابقاً”. ولم يشأ “حيدر” أن يكشف المزيد عن هذا العمل، مفضلاً أن يترك بقية التفاصيل لتعلنها الجهة المنتجة في المستقبل القريب. كوميديا كارتونية وهذا الفنان يستشعر أكثر من غيره طبيعة مجتمعة وخصوصية بلده، لذا نجده في كل أعماله يجسد مشكلات وهموم المواطن البسيط، ويعبر بأسلوبه العفوي عن أمور تشغل بال الناس واهتماماتهم، ففي الأجزاء المتعددة من” الشعبية “ وبالريشة والألوان اختلق حيدر شخصيات هزلية خفيفة الظل، وجمعها في منطقة كانت بالفعل جزءاً من دبي القديمة، و تسمى “شعبية الكرتون” حيث البيوت فيها مبنية من الخشب والكرتون، وكان يسكنها نسيج مختلف من عدة جنسيات تنحدر من عدة ثقافات، وهو يشير إلى ذلك، فيقول:”لقد رأيت في “الشعبية” عالماً تتعايش فيه مجموعة متنوعّة من البشر بعاداتها ولهجاتها وخلفياتها التراثية والمجتمعية، كلها تحت سماء دبي، حيث تتفاعل، تتأثر، وتؤثر بلا شك سلباً وإيجاباً بمجتمع الإمارات، بمعنى آخر العمل هو ترجمة واقعية لخلل التركيبة السكانية في الدولة “. وفي موسمها الخامس تتطرق “ الشعبية” إلى مزيد من الظواهر السلبية والقضايا الاجتماعية التي يتم تناولها ببساطة وعفوية، لتطرح أسئلة وتعكس هموم الناس، لكن دون أن تفقد حسها المرح وشكلها الكوميدي العام، سواء في أسلوب العرض أو المعالجة، لتقدم في النهاية للمشاهد الخليجي المتعة والضحك الهادف، في قالب خفيف الظل يعتمد السخرية بمفهومها الإيجابي المرتبط دائماً بالعمل الكاريكاتيري، دون إسفاف أو ابتذال، ويشرح محمد هذا الأمر أكثر، فيقول:” هدفي الأول هو إمتاع الناس ورسم البسمة على وجوههم، فلا تحمّلوا عملي أكثر من طاقته، ففي المحصلة أنا أقدم كوميديا كارتونية، ولكن هذا لا يمنع من أن أضمّن عملي بعض “المسجات” والرسائل المجتمعية، أو أسلط الضوء على بعض السلبيات والظواهر المجتمعية التي تطرأ على السطح”. “إنفلونزا الخنازير” ويضيف حيدر:” في الشعبية رقم 5 مثلاّ، سأطرح عدة مواضيع منها “العنف الأسري وضرب الأطفال”، و“إنفلونزا الخنازير”، و”ثقافة التباهي بالاسم والكنية” في مجتمعنا، و”بيع الألعاب الخطرة والمضرة للصغار”، وهكذا أطرح بعض المشكلات والاستفهامات التي تهم المواطن ولكن بأسلوب رمزي خفيف وغير مباشر”. وكما في موسمه السابق فقد أدرج المخرج الشاب بعض الحلقات الموجهة، أي تلك التي تأتي تحت رعاية جهة معينة أو دائرة حكومية تريد أن تبعث برسالة ما إلى الناس، ومع أن الاتجاه الترويجي أياً كان هدفه، هو سلاح ذو حدين قد يفقد العمل شيئاً من مصداقيته وعفويته، فقد برره حيدر معللاً :” لا أعلن لصالح جهة معينة بمعنى الإعلان، والشعبية ليست متاحة أبداً للترويج التجاري، ولكن هنالك جهات رسمية وحكومية لها توجهات إنسانية هادفة، تطلب مني صياغة فنية في قالب كوميدي سلس لأوصل “مسج” فيه توعية، إرشاد، وتنبيه للمجتمع، وشخصياً لا أرى مبرراً للرفض إذا منحت الوقت والحرية اللازمة لأبلور العمل كما أريد ليأتي منسجماً مع بقية المسلسل”. فريق العمل أما عن فريق عمله وما أضافه في الجزء الأخير من شخصيات جديدة، كتاب نصوص، أصوات، أو تقنيات، فيقول: “فريق عملي لم يتغير، فأنا أتعامل مع الشباب أنفسهم، ولكني كنت مضطراً لتغيير أحد الأصوات لاستبداله بشخص أداؤه أفضل، كما ألغيت في هذا الجزء بعض الشخصيات الكرتونية في المسلسل، مكتفياً بـ 22 شخصية فقط، كي لا أشتت ذهن المشاهد، واستحوذ على جل تركيزه وذاكرته، أما من ناحية الكتاب فأنا وبقية زملائي القدامى أي “الفريق الخماسي” ما زلنا نكتب السيناريوهات الحوارية ونضع معظم الأفكار، ولكني لهذا الموسم استعنت بدماء جديدة وأدخلت كتّاباً آخرين من بينهم، محمد بن ثالث، جمال سالم، وفاء السويدي، عارف عاشور، وخليفة الرميثي، من الإمارات.. ومحمد بحر، وياسر عوكل، من السعودية”. ومع أن الأعمال ذات الأجزاء المتعددة تدخل الناس عادة في دائرة الملل، وتصبح بعد فترة مستهلكة في الأفكار والطروحات، إلا أن مخرجنا الشاب من الذكاء بحيث يتلافى أخطاء الآخرين، فيبقى قريباً من نبض الناس، يرصد ردود أفعالهم، ويقيس انفعالاتهم ليستكشف مدى تأثرهم بسير الحلقات، وهو يعبر عن هذا الأمر، فيقول:” أنا وفريقي نرصد آراء المشاهدين بعد كل حلقة، لنستبين مدى نجاحها وندون ملاحظاتنا عن كل سلبية وإيجابية فيها، واستعانتي بكتاب وشباب جدد يدخل مزيداً من الحياة، والتنوعّ، والاختلاف في الأفكار ووجهات النظر ليتجدد العمل باستمرار، وعملي جماعي لا أتفرد فيه بقراراتي، وأنا وبعد عدة مواسم اكتسبت من الخبرة ما يؤهلني لأن أكون حكماً ذاتياً وناقداً قاسياً على مجمل أعمالي، ومن قراءتي للشارع الإماراتي أستطيع أن أقول إن “شعبية الكرتون” ما زالت في أوجها وقمة نجاحها، لذلك سأستمر بسلسلتي ما دمت قادراً على العطاء، وتأكدوا أني عندما أستشعر أي انخفاض في كم المشاهدة أو تأفف الناس من العمل سأتوقف فوراً، وبلا تردد”. السهل الممتنع والمتتبع لمسيرة المخرج “ حيدر محمد” يجد أنه عرف وانتشر أولاً من خلال أعماله الكاريكاتيرية ورسوماته الفكاهية في الصحف المحلية، وعلى مدى سنوات التزم بخطه الذي بدأ فيه كفنان، مستثمراً نجاحه الكبير في تطوير ذاته وترقية مشروعه، ليتحول من مجرد رسام صحفي في المطبوعات والنشر، إلى مخرج تلفزيوني مهم، محركاً شخصياته الهزلية وباعثاً فيها الحياة، لتمثل مشاهد حية من المجتمع في إطار خفيف الظل من كوميديا الموقف، وهو يصف هذا التحول في عمله، فيقول:” أنا فنان شغوف بالرسم والألوان، انتهجت رسم الكاريكاتير منذ سن الخامسة عشرة، ووجدت فيه ضالتي وملاذي، لأنه فن معبر من نوعية السهل الممتنع، وفيه بساطة وخفة في التناول والطرح، فاعتمدت على ذاتي وثقفت نفسي بالمطالعة والبحث عن أشهر مدارس فن الكاريكاتير، ودربت ذهني وريشتي على أسلوب معيّن ميّزت به فني، واخترت شخصياتي من بيئتي ومحيطي لأكون منهم ويكونوا مني، وانتقالي من الصحف المطبوعة لعالم التلفزيون ما هو إلى تطوّر طبيعي في عملي، فقد منحني المساحة اللازمة للتعبير، لانطلق في كتابة مواقف وسيناريوهات أوسع لشخصياتي الكرتونية”. لكل مجتهد نصيب حول مدى التشجيع الذي يحظى به المسلسل كعمل فكاهي محلي، من قبل وسائل الإعلام والمسؤولين، يفتخر حيدر قائلاً :” لم أتصور يوماً في أجمل أحلامي، أن عملاً كارتونياً سيحظى بكل هذا الاهتمام والدعم من قبل المجتمع، المسؤولين، ولكني مؤمن بأن لكل مجتهد نصيب، وأنا أخدم مجتمعي بالطريقة التي أعرفها، “هم ناسي وأهلي” وأنا منهم وهم مني، ونحن في النهاية مجموعة شباب إماراتيين نمتلك الطموح والحلم، ووطننا لم ولن يقصّر في دعمنا وتشجيعنا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©