الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انتخابات بلدية في تركيا اليوم وأردوغان يتعهد بالفوز رغم الفضائح

انتخابات بلدية في تركيا اليوم وأردوغان يتعهد بالفوز رغم الفضائح
29 مارس 2014 23:27
وسط أجواء من التوتر والإثارة السياسية، يتوجه ملايين الأتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع في انتخابات بلدية حاسمة تعتبر اختباراً قاسياً لحكومة رجب طيب أردوغان التي تتخبط وسط فضائح الفساد، وكذلك للمعارضة التي حشدت كل قواها على أمل سحب البساط من تحت أقدام أردوغان وحزبه العدالة والتنمية. ولم ينجح حزب المعارضة التركي الرئيسي في إضعاف التأييد لحكومة لأردوغان رغم اهتزازها باتهامات الفساد. وظهر كمال كيليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري خلال المؤتمرات الانتخابية في أكثر من 70 مدينة في أنحاء تركيا بوصفه أشرس منتقدي أردوغان بسبب فضيحة الفساد التي طالت رئيس الوزراء وعائلته وأقرب وزرائه. وقال كيليجدار أوغلو «أنا أتحدث عن جهود لإضفاء شرعية على الفساد عن طريق الانتخابات.. هذا اختبار لديمقراطيتنا». لكن هذه الرسالة لا تلقى صدى في صفوف الأتراك المحافظين دينيا الذين مازالوا راضين إلى حد كبير عن حكم حزب العدالة والتنمية بعد 12 عاماً من النمو الاقتصادي الثابت. بالنسبة لهم، يبدو حزب الشعب كحصن يقتصر على النخبة العلمانية التركية القديمة. وتنافس رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والمعارضة لكسب تأييد الناخبين في إسطنبول، بينما تقوم السلطات بمطاردة مرتكبي عملية تسريب مضمون اجتماع حول سوريا. ويواجه أردوغان وحزبه المعروف بميوله الإسلامية والذي يمسك بزمام السلطة منذ نحو عشر سنوات، أول اختبار انتخابي بعد أشهر من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات الشعبية الحاشدة وفضيحة الفساد التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي: تويتر وفيسبوك ويوتيوب. ورغم أن اسم أردوغان لن يظهر على بطاقات الاقتراع في انتخابات رؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية، إلا أنه قام بحملة مكثفة ألقى خلالها العديد من الخطابات يومياً لدعم مرشحي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه. وأُجبر أردوغان (60 عاماً) على إلغاء فعاليتين في حملته أمس الأول وتردد أن ذلك كان بناء على أوامر الأطباء الذين حذروا من أنه قد يلحق ضررا دائما بالأوتار الصوتية بعد أن واجه عدة مشاكل في صوته هذا الأسبوع. إلا أن أردوغان الذي يلقبـه أنصاره بـ «السلطان»، قرر استئناف جدوله الشاق الذي يشمل خمس حملات للانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول البالغ عدد سكانها 15 مليون نسمة الذي كان رئيساً لبلديتها في السابق. وكانت الفكرة الرئيسية المهيمنة على خطابات أردوغان الحماسية هي فكرة «الخونة» الذين يلقي عليهم اللوم في الكشف عن سلسلة من اتهامات الفساد منذ ديسمبر وأدت منذ ذلك الوقت إلى الإطاحة بأربعة وزراء. وقال أردوغان، إن الحملة على الفساد والتسريبات هي من تدبير عدوه الحالي وحليفه السابق الداعية الإسلامي فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة الذي يحتل عدد من الموالين له مناصب بارزة في قوات الشرطة التركية والنظام القضائي. وبدأت السلطات التركية أمس تحقيقاً في عملية تنصت بعد تسريب وقائع اجتماع بين كبار المسؤولين بحثوا فيه إمكانية القيام بعمل عسكري في سوريا على موقع يوتيوب مما ينذر بحملة حكومية على معارضيها السياسيين بعد الانتخابات. وقال أردوغان أمام حشد من أنصاره في إسطنبول أمس متعهداً بفوز حزبه في الانتخابات «غداً سنلقن هؤلاء الكذابين والمفترين درساً». وينفي جولن بشدة تدبير فضية التسريب، لكن المقربين من شبكته يقولون، إنهم يخشون من حملة باطشة فور انتهاء الانتخابات البلدية. ومن ناحية أخرى، ذكرت قناة (سي. إن. إن تورك) أن محامي أردوغان طلبوا من المدعين اتخاذ إجراءات احترازية لمنع كل من أيتاك وعمر أوسلو، وهو كاتب عمود صحفي وأكاديمي، وكذلك مسؤول كبير سابق بالشرطة التركية لمكافحة الإرهاب من الفرار إلى الخارج. وندد أردوغان بالتسريب، ووصفه بأنه «خسيس»، بينما وصفه داود أوغلو بأنه «إعلان حرب»، في إشارة واضحة إلى تصاعد صراع القوى مع جولن. ويعتقد أن ايتاك، المحاضر السابق في أكاديمية الشرطة، مقرب من حركة جولن. وضغطت حكومة أردوغان على وسائل الإعلام، وشنت حملة على الإنترنت، حيث أمرت مؤخراً بإغلاق موقعي تويتر ويوتيوب، ما أثار احتجاجات من حلفاء تركيا في الحلف الأطلسي وجماعات حقوق الإنسان. ووسط جو من انعدام الثقة، يعتزم حزب الشعب الجمهوري المعارض وعشرات آلاف المتطوعين من المواطنين مراقبة عملية فرز الأصوات. وتعتبر هذه الانتخابات حاسمة لأردوغان الذي يسعى للحفاظ على هيمنته على السلطة رغم الاضطرابات الأخيرة. ويسعى أردوغان للحصول على منصب الرئيس خلفاً لعبد الله غول في الانتخابات التي ستجري في أغسطس، وهي الأولى التي سينتخب فيها الأتراك رئيساً للدولة. (إسطنبول - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©