السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متحف دلما يوثق الدور الاجتماعي للمساجد التاريخية في الجزيرة

متحف دلما يوثق الدور الاجتماعي للمساجد التاريخية في الجزيرة
19 مارس 2013 23:41
المنطقة الغربية (وام) - أصدر متحف جزيرة دلما، تقريراً عن المساجد التاريخية في الجزيرة، تحت عنوان “قيم تاريخية ورموز على مدى العصور”، أوضح أن عمرها يعود إلى حوالي مائة عام، وكانت تختص بعدة وظائف أهمها الدينية الرئيسية التي لا تتغير ولا تتبدل على مر الزمن، والتعليمية والتربوية حيث يتم تعليم الأولاد القراءة، الحساب بجانب العلوم الدينية، إضافة إلى التثقيف الديني وبث القيم والمبادئ الإسلامية في نفوس النشء. وأوضح التقرير، أن الاهتمام بالمساجد في جزيرة دلما يأتي في إطار ما تحظى مشاريع التنمية الخدمية والتطويرية من دعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والرعاية الكريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، في إرساء البنية التحتية ومشاريع الإسكان والإعمار الحديث والعصري، حتى أصبحت محط جذب للزوار والسائحين بما تزخر به من مواقع طبيعية ومباني تاريخية خاصة مساجدها التاريخية. ولفت التقرير إلى أن المساجد تمثل شاهدا على عصر دلما في ذلك الزمن، فكان من يقوم ببناء مسجد يعتبر فخر وعز له ودلالة على مكانته الكبيرة الاجتماعية والاقتصادية في وسط القبائل فمنذ أن انتشر الإسلام كان المسجد مظهرا من أهم مظاهر الحياة الدينية والاجتماعية في القري والمدن والبوادي. وأوضح التقرير، أن بناء المسجد قديما كان يتم بواسطة المواد المحلية من سعف النخيل والجريد وجذع النخيل ثم تطور تدريجيا وأخذ يبني من اللبن والحصي ثم الحجر والجص، كما كان أبناء دلما يلتقون في المسجد بصفة متكررة وبعد أداء الصلوات فيتبادلون الأخبار ويتداولون المعلومات والآراء ويناقشون أمور دينهم ودنياهم ويتفقد بعضهم بعضا للوقوف على أحوال أبناء دلما مع الاستعداد التام للتحرك السريع لتقديم الواجب ومساعدة المحتاج ومواساة المفجوع وعيادة المريض. وبالنسبة للوظيفة السياسية، أوضح التقرير، أنه كانت تتم في المسجد أحيانا عملية المصالحة بين الخصوم وفض المنازعات عن طريق الوساطة أو عن طريق أحكام مبادئ الشرع فيما شجر بين الناس وإن كانت المشاكل كبيرة تحال إلى مجلس الشيخ أو من ينوب عنه أو المجالس الخاصة، أما وظيفته الاقتصادية فتنطوي على إيوائه لعابري السبيل والقادمين من خارج الجزيرة فيقضون ليلتهم في المسجد ويقدم لهم ما يحتجون من مأوى ومأكل ومشرب في ضيافة أهل دلما. وأشار التقرير إلى أن للمساجد في جزيرة دلما دلائل للعمارة الإسلامية القديمة، ودليل على استيطان المجتمعات الإسلامية العاملة بالغوص والبحث عن اللؤلؤ والتجارة فيه وبصيد السمك والتجارة بجانب وجود مياه البحوث والطوي والآبار والنبع وما يستخرج منها من مياه عذبة صالحة للشرب كل ذلك ساعد على الاستيطان البشري على أرض الجزيرة والشاهد علي ذلك ما تركه هؤلاء الرجال من آثار كثيرة ومتنوعة باقية منذ مئات السنين حتى الآن. وأوضح التقرير الذي أعده متحف جزيرة دلما، أن من المساجد التاريخية الباقية حتى الآن “مسجد المريخي” الذي بناه محمد بن جاسم المريخي تاجر اللؤلؤ المعروف من الحجر الشاطئ والمرجان وغطاه من الخارج بالجص ومساحته 15 18 مترا ويشتمل على صحن “الباحة” وبيت الصلاة المسقوف بالخشب “خشب الشندل والحصير وعيدان البامبو والجص مع الحجر المرجاني”. ومن المساجد “مسجد راشد بن فهد الدوسري” وهو أصغر المساجد التاريخية في جزيرة دلما ويقع على بعد 30 مترا جنوب مصرف أبوظبي الوطني، ومبني من صخر الشاطئ ومغطى بملاط من الجص وتبلغ مساحتها 13 12 مترا. ويوجد بالجزيرة “مسجد سعيد بن على المهندي” التاريخي الوحيد الذي لم تنقطع فيه الصلاة منذ إنشائه قبل مائة عام وحتي اليوم ويعتبر من أضخم وأرقي المساجد القديمة في دلما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©