الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يعتمد على الزراعة من دون تربة ويحصد إنتاجاً وفيراً

مواطن يعتمد على الزراعة من دون تربة ويحصد إنتاجاً وفيراً
29 مارس 2014 22:43
موزة خميس (دبي) استجابة لتطلع حكومة دولة الإمارات إلى تجارب رائدة تنموية، وتشجيع الجهات البيئية بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه، في أسلوب الزراعة من دون تربة، لأنها تعتمد على أقل كمية من المياه، زاد اهتمام راشد مهير الكتبي بهذا النوع من الزراعة، بمزرعته في المنطقة الوسطى بإمارة الشارقة، وهو ينتج كميات تجارية وفيرة نتيجة للجهود التي يبذلها على سبيل المتابعة والاهتمام. هذا التقنية ناجحة كما يقول راشد: لكن هُناك بعض التحديات، وهو أن المزارعين على الرغم من التشجيع الذي يجدونه إلا أنهم يبقون في المرتبة الثانية في تسويق المنتج، لأنّ المنتج المستورد يحتل المركز الأول، موضحاً أن هذا النظام الحديث باستخدام الزراعة المائية يحقق الأمن الغذائي، كما يحقق حماية المياه الجوفية للأجيال المقبلة، ومن المهم تطوير قدرات المزارعين، وحثهم على اتباع هذا النظام، وبإمكان الدولة أن تحقق الاكتفاء الذاتي، حيث يُعد نقلة سريعة من المستوى التقليدي إلى مستوى متطور جديد، وهو أحد أهم الوسائل التي تعمل على حفظ المياه الجوفية، خاصة أننا من الدول التي تشهد شدة درجات الحرارة، وذلك يؤدي إلى تبخر المياه الجوفية، ولهذا تستدعي هذه الحال التوجه إلى الزراعة من دون تربة. وفرة الإنتاج الزراعة من دون تربة أو «هيدروبونيكس»، هي مجموعة نظم لإنتاج المحاصيل بوساطة محاليل معدنية مغذية، عوضاً عن التربة التي تحتوى على سلت وطين ودبال ومخصبات طبيعية، ويمكن تنمية النباتات الأرضية وجذورها منغمسة في محلول معدني مغذى فقط أو في وسط خامل مثل البيرلايت والفيرميكيولايت والصوف الصخري، حيث يوجد العديد من تقنيات الزراعة من دون تربة، وقد اهتم العلماء بهذا النوع من الزراعة، بعد ظهور الكثير من المشكلات المتعلقة بالتربة من أمراض وزيادة الملوحة في التربة، وغيرها الكثير، فبدأ الباحثون في قطاع العلوم الزراعية البحث عن حلول بديلة عن استخدام التربة كوسط لتربية النبات. حلول بديلة وأضاف راشد الكتبي أن الباحثين أجروا الأبحاث المختلفة على عدد من المواد التي يمكن أن تكون بديلة، مثل البيتموس والبيرلايت والصوف الصخري والحجر البركاني الموجود في مناطق عدة من الدول العربية، مثل شمال شرق الأردنو وغرب العراق، وغيرها، الذي يعتبر الأقل كلفة والأسهل استعمالاً، حيث تتميَّز هذه الطريقة في الزراعة على فوائد عدة، أهمها إمكانية الزراعة في أي مكان بغض النظر عن طبيعة التربة الموجودة في المنطقة المنوي الزراعة بها، والتوفير في استخدام الماء والأسمدة، لعدم وجود فاقد في التربة، حيث يتم إعادة استخدام الماء والأسمدة الزائدة عن حاجة النبات، والتقليل من استخدام المبيدات، خاصة المستخدمة لمكافحة الآفات التي تستوطن التربة من حشرات والفطريات، وكذلك الحصول على أعلى إنتاجية ممكنة من النبات. جودة المحصول ويعترف الكتبي أن البعض سبقوه في هذا المجال، ويعتبر نفسه تلميذاً يبحث دوماً عن الجديد، ولذلك قام بإجراء تجارب، نجحت في حصاد كميات تجارية، مشيراً إلى أنه من خلال الهيدروبونيكس يستطيع الحصول على محصول مرتفع الجودة، ويخلو من الملوثات مثل المبيدات والأسمدة التي ربما تكون ملوثة، وفي حالة الزراعة في البيوت المحمية يمكن زراعة أكثر من محصول وعلى طبقات، مما يساعد على توفير مساحة إضافية للزراعة. ومن أهم الطرق المستحدثة في الخارج كما أوضح الكتبي هي طريقة الأصص الذكية التي لها القابلية على ري وتسميد نفسها بنفسها ومن دون الحاجة إلى أي خبراء، حيث يتم فقط إدخال قواعد المعلومات للتسميد والري للمنظومة الإلكترونية، وستقوم المزرعة بري وتسميد نفسها، وتبعاً لأوامر المسيطر على منظومتها الإلكترونية. وزراعة الخضراوات تنقسم إلى موسمين، صيفي وشتوي، ولغرض زيادة سعر المنتج يعمد المزارع إلى زراعة المحاصيل في غير موسمها لغرض توفيرها للسوق المحلي أو التصدير بالنسبة للدول الأخرى، بالإضافة إلى أن المزارعين في تلك الدول يسعون للحصول على أعلي سعر في السوق كالزراعة المحمية للطماطم والفلفل، والباذنجان والشمام والملوخية، لأنها تكون مفقودة أو بكميات قليلة أو كزراعة الورقيات، مثل الكزبرة والشبت والبقدونس في الصيف، داخل المحميات المبردة، حيث إنها لا تتحمل الحرارة العالية وتتجه للإزهار بسرعة شديدة أو قد يكون هناك فقدان لبعض المحاصيل حتى ضمن موسمها، نتيجة ظروف جوية غير مألوفة أو لانقطاع التيار، خاصة ضمن ظروف الحرارة والرطوبة العالية، فضلاً عن قلة الموسم المطري للأعوام السابقة ليس فقط في الإمارات، وإنما في دول عربية كثيرة، والذي أدى إلى زيادة أعداد وأنواع الحشرات والآفات على الخضراوات المكشوفة والمحمية. إحصاءات وقال: نلاحظ بعد دراسة كميات الخضراوات المثبتة في دوائر الإحصاءات العامة في وزارات بعض الدول الخليجية على مر الأعوام الخمس السابقة، أن كميات الخضراوات في تزايد سنوياً، وأن هناك مدى واسعاً من زراعة المحاصيل بأنواعها، وتتوافر على مدار العام من بعض المزارعين في الدولة وفي الخليج العربي، ولكن على مستوى المزارع البسيط الذي وجهت له تعليمات باستخدام الزراعة من دون تربة، فإنه بحاجة إلى الإرشادات والمتابعة والدعم، ويمكن لكل مزارع أن يتتبع المواسم التي تفتقد إلى بعض أصناف الخضراوات وزراعتها، لكن نكرر طلب الدعم من أجل تنفيذ مثل هذا النوع من الزراعة، ضمن ظروف معينة لغرض إنتاجها بتكلفة معتدلة، تتناسب مع هامش الربح المطلوب، خاصة أننا اليوم أيضا نعاني تدني الأسعار، ومنافسة المنتج المستورد. بيوت محمية وأوضح أن النبتات توجد داخل بيوت محمية، وإن كنا نخشى من توافر بكتيريا في المياه، فإننا دائماً ما ندخل المياه إلى مصافٍ أو فلاتر خاصة، حتى نتخلص من أي شوائب أو بكتيريا ربما تكون موجودة، وقال: نحن نؤمن أن نجاح أي مشروع لن يستمر أو يتجه إلى الأفضل إلا بدعم من الدولة، وفي بعض المزارع هناك وفرة في الإنتاج بالزراعة المائية، حيث يقدم المتر المربع من الخس باستخدام الزراعة المائية 17 شتلة على مدى 12 شهر، في حين لا تتعدى 4 إلى 6 شتلات في الزراعة بالحقول المكشوفة، وبالإمكان تحقيق الوفرة في أي مساحة في حال استخدام هذا النوع من الزراعات، حيث من المستحيل زرع أكثر من 15% من الشتلات في حال استخدم طريقة الزراعة المكشوفة بالحقول. إضاءة أوضح راشد الكتبي أن هُناك دولاً أوروبية سبقت دول الوطن العربي بحوالي ثلاثين عاماً، إلا أن المنتج الإماراتي يتساوى في الجودة مع المنتج العالمي، ولكن السوق المحلي جديد، ورغم ذلك لديه إصرار على أن تكون لنا منصات داخل دولتنا، قبل الانطلاق بتنفيذ الخطط الخاصة بالتصدير، سعياً إلى الريادة العالمية في هذا النوع من الزراعة، لكن لا بد أن يثبت نجاحاً على تحقيق الاكتفاء داخل الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©