السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطلاق نهاية صراعٍ أسري .. الجميع فيه خاسر

الطلاق نهاية صراعٍ أسري .. الجميع فيه خاسر
20 مارس 2013 15:09
سواء تزوجا بعد علاقة حب جارفة أو بطريقة تقليدية، في كلتا الحالتين تنصح دراسات اجتماعية ونفسية بضرورة استيقاظ الرجل والمرأة على واقع الحياة الزوجية بحلوها ومرها، والتمتع باستذكار مرحلة ما قبل الزواج بأحلامها الوردية ومثاليتها المبالغ بها أحياناً. وتوصي دراسات عالمية لتحقيق النجاح بضرورة تضييق الفجوة بين التوقع والطموح المتخيل والمأمول، والواقع الملموس على الأرض، وينطبق ذلك على العلاقة الزوجية التي يتسبب اتساع الفجوة في الخيانة الزوجية أو المشاكل الأسرية التي تنتهي بالطلاق. وواقع الحياة الزوجية يفرض تحمل مسؤوليات وواجبات، ووجود مشكلات واختلافات يمكن حلها بالحوار والتفاهم أولاً، بعيداً عن تدخل الأهل والأصدقاء، فإن لم تحل، فهناك استشاريون أسريون في مختلف المؤسسات الاجتماعية وظيفتهم منع الزوجين من الوصول في علاقتهما إلى نهاية مظلمة، مع ما يعني ذلك من هدم ركن أساسي في بناء المجتمع وإنتاج جيل مشوه نفسياً من الأطفال. وتقدم ندوات ومحاضرات توعية تنظمها جهات مجتمعية، فكرة أكثر واقعية عن مؤسسة الزواج، وتساعد الطرفين على عبور السنوات الزوجية الأولى، وهي الأكثر صعوبة، بسلام. يوماً بعد يوم، يتزايد عدد حاملي لقب “مطلق” من الرجال والنساء في دولة الإمارات، وهي زيادة حددتها دراسة لصندوق الزواج نشرت منتصف العام الماضي بنسبة 4,6% خلال الفترة بين عامي 2006 - 2011، ليقرع خبراء وقانونيون ناقوس الخطر من مخاطر تفشي الطلاق على الأسرة التي تعد اللبنة الأساسية للمجتمع ككل. ويبذل صندوق الزواج جهوداً مكثفة في تنظيم ندوات وبرامج توعوية لتأهيل المقبلين على الزواج، بهدف تقليل احتمالات لجوء الأزواج إلى “أبغض الحلال عند الله”، فضلاً عن دور المرشدين الأسريين المنتشرين في مؤسسة صندوق الزواج والمحاكم ومؤسسة التنمية الأسرية وغيرها من المؤسسات في إصلاح ذات البين بين المتزوجين والحؤول دون تدمير المؤسسة الزوجية. كما يوفر الصندوق خطاً هاتفياً ساخناً لحل المشكلات الأسرية على مدار الساعة، مراعياً ظروف السرية التي تحكمها العادات والتقاليد في الدولة، فضلاً عن توفير هذه الخدمات عبر الموقع الالكتروني للصندوق. وكانت حبيبة الحوسني مدير عام صندوق الزواج بينت في وقت سابق أن نسبة وعي الشباب بقواعد تكوين الأسرة السليمة لدى المستفيدين من منحة الصندوق بلغت ما يقارب 73%، بفضل التزامهم بحضور الندوات التثقيفية التي توضح لهم العادة السلبية الدخيلة على المجتمع وتنمي لديهم الثقافة الأسرية بما يحقق التوازن والاستقرار الأسري. ويشاهد الجائل في أورقة المحاكم، حيث تتوزع أقسام تعنى بالتوجيه الأسري، وجوهاً تعلوها كدرة، يحث أصحابها الخطى باتجاه الأقسام التي تعد أولى مراحل حل الخلافات، قبل حسم الأمر باللجوء إلى “أبغض الحلال”. ويتبادل طرفا علاقة الزواج الاتهامات، ويسترسلان في الحديث عن مقدار الصبر والجلد اللذين تحملاهما في سبيل إرضاء الآخر، في حين يفضل كثيرون الصمت، وعدم الحديث عن خلافاتهما الأسرية التي لا داعي لأن يطلع عليها أحد. وفي ازدحام المكان ووسط ضجيج المراجعين، يقول صوت انثوي: “لحظة أنا عندي كلام أريد أقوله”. كانت تلك هي (ش. أ) التي أبدت حرصها على إيصال نصائحها للفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد، موضحة أنها تعرضت لتجربة زواج فاشلة، وزواجها الذي لم يتعد السنة، باتت ملامح نهايته واضحة. وشرحت الأسباب التي دفعتها إلى اللجوء للتوجيه الأسري قبل اتخاذ الخطوة الأخيرة، بعد خطوات عديدة ومحاولات فردية لإنقاذ زواجها. وشكت (ش. أ) من تدخل أهل زوجها في كل شاردة وواردة في حياتهما، كما أن والديه كان لهما تأثير كبير على حياته، بل ويمنعانه من الإنفاق عليها، وتتم محاسبتها بشكل يومي من قبل والدة زوجها، وتتساءل: “هل أنا أذنبت أم تزوجت؟”. ومن على منصة استقبال قسم التوجيه، تتقدم (ع. ع) على استحياء، تطلب موعداً للدخول إلى الموجه الأسري، بهدف إيجاد حل مع زوجها الذي يسلب راتبها الشهري، وينفقه على ترفيهه وسفره وكمالياته، دون الالتفاف إليها، بحسب تعبيرها. وتتابع (ع. ع) أنها اكتشفت أن زوجها حرص على الارتباط بها، لا حبها بها أو بهدف تكوين أسرة، إنما لأنها موظفة وتحصل على راتب شهري، شاكية أيضاً من عدم إحساسه بالمسؤولية، وعدم الالتفات إلى مواضيع العائلة ومتطلبات المنزل، ودائماً ما يتذرع بمشاغله وأعماله، إلا أنه في الواقع كان يسهر مع أصدقائه ويمضي ساعات وقته في المقاهي والأماكن الترفيهية، ما حدا بزوجته إلى طلب الانفصال. في المقابل، لم تكن أعذار الشباب أقل من الزوجات، فكلا الطرفين له مبرراته التي يقنع بها نفسه للانفصال، حيث يقول (محمد. س)، إن الزوجات لهن مطالب غريبة، وحالاتهن المزاجية متغيرة، شاكياً من زوجته التي دائماً ما تشعره بالتقصير، وتحاول استنفاد ما لديه من أموال. ويزيد: إن تدخل أهل الزوجة في أسلوب الحياة سبب وجيه يدعو الزوج للانفصال من زوجته، حيث دائماً ما تنظر الأم لأي مسألة من زاوية واحدة هي مصلحة ابنتها فقط، مشيراً إلى تقصير زوجته في العناية بالأطفال ورعايتهم والاتكال في تربية الأبناء على الخادمات، واقتصار دور الزوجة على التسوق والصرف والتبذير. ويقول أحد الشباب، طالباً عدم ذكر اسمه، إن زوجته لم تكن الزوجة التي يتطلع للارتباط بها، مطالباً بتوعية الأهالي بضرورة السماح للأزواج بـ”النظرة الشرعية”، حيث يقول إن كثيراً من العائلات ترفض أن يرى الزوج زوجته قبل عقد قرانه، على الرغم من أن الدين الحنيف أوصى بذلك في الحديث الشريف: “‏انظر إليها، فإنه ‏أحرى ‏أن يؤدم ‏بينكما”. ويضيف أنه فضّل ألا ينجب من زوجته أولاداً حتى لا يظلمهم ويظلمها، بحسب تعبيره، وعندما أبلغها بعزمه الارتباط بزوجة ثانية، طلبت منه الطلاق. عاصفة تهدد المجتمع ويصف عبدالله صالح الحمداني، محامي ومستشار قانوني ومحكم، تزايد حالات الطلاق في الدولة بأنه “عاصفة” تهدد اللبنة الأساسية في المجتمع وتزلزل ثباتها، معبراً عن أسفه في أن الطلاق بات يعتبر موضة ومصدر تفاخر بين الزوجات في الوقت الحالي، على الرغم من أن الطلاق شرع أصلاً لدرء المفاسد دون جلب المنافع. ويوضح الحمداني أن الطلاق غالباً ما يبدأ بسوء تفاهم بين الأزواج، تتركز حول إهمال أحد الزوجين وعدم الاعتداد بالطرف الآخر في حياته، إلا أنه يتطور سريعاً إلى أن ينتهي بالطلاق وهذا التطور غالباً ما لا يكون بعوامل ترجع إلى الزوج والزوجة وإنما بعوامل خارجية وأغلب هذه العوامل يكون من أهل الزوج والزوجة. ويقول: من واقع عملنا نجد أن الغالبية العظمى من حالات الطلاق بسبب أهل الزوج أو أهل الزوجة والذين يساعدون على تأجيج الخلاف أكثر فأكثر، ويحولون مناوشات بسيطة بين الزوج وزوجته إلى قنبلة موقوتة أول ما تنفجر في الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة وهم الفئة التي يقع عليها هذا العبء وحدهم، ويحرمون إما من الأم أو من الأب ويبدأ صراع الأزواج والزوجات رافعين شعار (من ينتصر) في حرب الجميع فيها خاسر”. ويبين أن شرارة الطلاق قد يكون إهمال الزوجة زوجها، وعدم قيامها برعاية الأطفال والوقوف على شؤونهم وإهمال منزلها وترك رعايته للخادمات، وخروجها المتكرر لزيارة صديقاتها أو أهلها أو للتسوق في المراكز التجارية، وإذا كانت عاملة فيكون اهتمامها بعملها أكثر من الحد المعقول. كما قد يكون سبب الطلاق إهمال الزوج بواجباته الزوجية كما فسرها القانون والشريعة، كهجره الزوجة أو الاعتداء عليها بأي نوع من أنواع الاعتداء كالسب والإهانة أو التعدي بالضرب أو عدم الإنفاق أو سهره الدائم خارج البيت. ومن هنا تبدأ مرحلة صراع الدعاوى الزوجية التي تبدأ بإدارة التوجيه الأسري التي قد تغلق باب الخصام في مراحله الأولى قبل أن تتفاقم المشاكل بين الأزواج، بإبرام اتفاق مكتوب ومتفق عليه بين الطرفين، ويكون هذا الاتفاق بمثابة السند التنفيذي الملزم للجانبين طبقاً للمادة 16 من قانون الأحوال الشخصية. الأطفال هم المتضرر الرئيس ويبقى الأطفال المتضرر الرئيس في هذه النزاعات، وما أن ينتهي الأمر بالطلاق حتى تبدأ مرحلة من الضياع أعنف من سابقتها. وعادة ما تتبع قضية الطلاق قضايا مرتبطة بها مثل حق الحضانة أو إسقاطها أو النفقة وتوفير المسكن أو الخادمة. ويوصي الحمداني الأزواج والزوجات بمراعاة أطفالهم قبل اللجوء للمحاكم والتفكير ملياً قبل البدء بالعناد والخلاف، داعياً إياهم لتجنب أبغض الحلال عند الله. ضرب الزوجات ويشير المستشار القانوني في بحث أعدّه حول ظاهرة ضرب الزوجات، إلى أن كثيراً من الزوجات يلجأن قبل رفع دعوى الطلاق إلى التمهيد للدعوى عن طريق رفع دعوى جزائية على الزوج بتهمة الضرب، مؤكداً أنه لوحظ أن التقارير الطبية المرفقة مع أوراق كثير من القضايا تحمل مبالغة غير حقيقية، حتى إن أحد المستشفيات الحكومية أصدر تقريراً طبياً من قسم العظام يفيد بتدهور الحالة النفسية للمريضة، وهو ما يؤكد لجوء زوجات لإصدار التقرير الطبي للحصول على الطلاق للضرر، والاحتفاظ بالحقوق الناتجة عن هذا الطلاق، كحق الحضانة وما يتبعها من نفقات إلى آخر هذه الحقوق. وأكّد أهمية وضع قواعد تحدّد كيفية التحقق من واقعة الضرب، وكيفية حدوثها، والأسباب التي أدت إلى ذلك، حتى لا تكون دعوى الضرب سيفاً مسلطاً على رقاب الأزواج. وبين أن زوجة لجأت إلى أحد المستشفيات لاستخراج تقرير طبي بحدوث اعتداء عليها من دون أن تتهم أحداً، وبعد سبعة أشهر وقع خلاف بينها وبين زوجها لرغبة الزوج في الزواج بأخرى، فاستخدمت التقرير الطبي، متهمة الزوج بالتعدي عليها بالضرب، وعلى الرغم من التراخي في الإبلاغ لمدة تقارب نصف العام وعدم مواءمة التقرير الطبي والدليل القولي، إلا أن المحكمة أصدرت حكماً ضد الزوج بالحبس والغرامة وإيقاف عقوبة الحبس. وحذر الحمداني من وجود أشكال متعددة للادعاءات الكيدية تم اكتشافها خلال نظر القضايا، من بينها تعمد زوجة إلى تلقي الضرب من إحدى صديقاتها، أو من شخص من ذويها، ثم الذهاب إلى مركز الشرطة لفتح بلاغ جزائي ضد الزوج. وعلى الرغم من الأيمان التي قد يحلفها الزوج بعدم ضرب زوجته، إلا أنه لا يؤخذ بأقواله، ويحكم عليه بواقعة التعدي على الزوجة. وأفاد الحمداني بأن المادة (53) من قانون العقوبات نصت على أنه لا جريمة إذا وقع الفعل بنية سليمة، استعمالاً لحق مقرر بمقتضى القانون في نطاق هذا الحق، ويعتبر استعمال الحق، تأديب الزوج لزوجته، وتأديب الأبناء في حدود ما هو مقرّ شرعاً أو قانوناً. الطلاق .. أبغض الحلال عند الله قال الدكتور حسن محمد المرزوقي مساعد عميد كلية القانون بجامعة الإمارات إن مشروعية الطلاق ثابتة في الكتاب والسنة والإجماع. أما في الكتاب، فهناك آيات كريمة نستدل بها على مشروعية الطلاق من حيث العموم والخصوص فمن حيث العموم في قوله تعالى فيما يتعلق بالمدة قال تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) وقوله سبحانه: (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) وغيرها من الآيات الكثيرة التي تدل على مشروعية الطلاق. ويستدل من هذه الآيات السابقة الذكر أن الطلاق مشروع وجائز شرعاً. أما في السنة فمن خلال الوقائع التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تبين نوعية الطلاق وليس المشروعية من كونها بدعي أو سني. ويقصد بالبدعي الطلاق الذي يكون أثناء الحيض والحمل والألفاظ المتكررة. أما السني هو الذي يتم وفق السنة فيكون لفظياً مرة ثم يتوقف وينتظر الثانية وينتظر للثالثة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه هذه الوقائع التي تدل على مشروعية الطلاق. أما الإجماع فهو أن العلماء أجمعوا على مشروعية هذا الفعل وفي حديثه صلى الله عليه وسلم (أبغض الحلال عند الله الطلاق)، فهذا الحديث يتكلم فيه عند العلماء بصرف النظر عن صحة الحديث من عدمه أو درجته في الصحة فيدل علي الطلاق أن كان مشروع شرعاً إلا أنه فعل غير محبب. والطلاق سبب من أسباب الخلاص من العوائق والأشواك التي تحول دون استمرار الحياة الزوجية ويصبح الطلاق حلاً للمشاكل بشرط أن تكون مشاكل مستعصية لا يمكن حلها بالاتفاق بين الزوجين. المتزوجون حديثاً أكثر خلافاً أكدت إحصاءات للتوجيه الأسري في إحدى المحاكم بالدولة أن حديثي الزواج أكثر المتزوجين خلافاً، لأسباب عدة منها افتقاد مهارات إدارة مؤسسة الشراكة الزوجية بين الطرفين، إضافة إلى عوامل خارجية تزيد الخلافات الأسرية، وبالتالي يكون الخلع أو طلب الطلاق حلاً من وجهة نظر أحد الزوجين. وأشارت تلك الإحصاءات إلى أن الأسباب تتضمن إصرار الزوجة على الحصول على رخصة قيادة، أو سيارة معينة، أو هدية ثمينة كالتي نالتها صديقتها من زوجها، إضافة إلى خلافات حول السفر ومكان قضاء الإجازة، حيث تصر الزوجة على تمضيتها في بلد زارته صديقتها، في حين يعترض الزوج لعدم توافر تكاليف الرحلة. وبينت الإحصائيات من خلال قصص واقعية أن للمسلسلات والأفلام الدور الكبير في تغيير مفاهيم مؤسسة الزواج، فهذه الأحلام الوردية والأحاديث الرومانسية التي تطرح في الأفلام تنتظرها المرأة من زوجها وإن لم يفعل، فتجدها تتبع طرقاً تضعها أمام طلب الطلاق أو الخلع. أسباب داخلية وخارجية تكمن وراء المشكلات الأسرية صنف عيسى المسكري، المستشار الأسري وخبير العلاقات الأسرية في أبوظبي، المشكلات الأسرية والزوجية إلى سببين رئيسين، هما أسباب داخلية وخارجية، محدداً في البداية الأسباب الداخلية التي تنطلق من محاور الاعتقاد والتربية والثقافة والشخصية. وأشار المسكري إلى أن محور الاعتقاد هو شعور الرجل الذي يدخل الحياة الزوجية كأنه سيدخل إلى قفص، وهو شعور قد يتولد عند المرأة أيضاً، ويترك هذا الاعتقاد السلبي الكثير من المشكلات. أما المحور الثاني فهو التربية، حيث إن النشأة في جو عاطفي واحترام متبادل بين الزوج والزوجة من شأنه التأثير على شخصية الطفل الذي سيكبر لاحقاً ويتزوج، وسيتعامل مع زوجه أو زوجته بنفس أسلوب تعامل أبوه وأمه، إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر. والمحور الثالث وهو الثقافة فعندما يصل الشاب إلى سن 18 عاماً يحتاج إلى تربية ودورات ودولة الإمارات بذلت الكثير من الجهد لتوفير هذه الدورات المجانية للشباب قبل الزواج، متمنياً إصدار شهادة لكل شاب بعد اجتيازه دورات التأهيل لزواج ناجح. وفيما يتعلق بمحور الشخصية، فإن الشخصية أشبه ما تكون بلوحة ألوان متداخلة، تمثل ما مر به الفرد من تجارب منها السلبي ومنها الإيجابي. وأشار المسكري إلى الأسباب الخارجية وهي تندرج تحت 3 محاور وهي المادة (المال) والسلوك والمظهر (الجمال)، والمحور الأول يتعلق بقدرة الرجل على تأميل الحاجات الأساسية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، والمقصود بالباءة هي القدرة المالية والجسدية. أما محور السلوك، فيتعلق بالأخلاق وكيفية التعامل بين الزوجين، وفيما يتعلق بالمظهر فالأصل في العلاقة بين الزوجين هي التزين والتطيب والاغتسال والاهتمام بالمظهر العام. وأكد المسكري انه لو عرفت الأسباب لسهل إيجاد الحل قبل أن يحدث الطلاق، وعلى المستشار الأسري أن ينظر للقضية من زاويتين داخلية وخارجية. الخيانة الزوجية وقال: من خلال التجارب والاتصالات للاستشارات الأسرية تبين أن أكثر الأسباب الدافعة للطلاق هي الخيانة الزوجية. ولفت إلى أن عدم التفاهم بين الطرفين يعد سبباً ثانياً، في حين يحتل المركز الثالث في أسباب المشاكل بين مراجعيه خروج المرأة إلى العمل والحصول على راتب أعلى من زوجها وترديدها على مسمع الزوج أنها مستقلة. ودعا المسكري إلى عدم التردد في الاتصال بالمستشارين الأسريين الموجودين في دار القضاء والاتحاد النسائي ومؤسسة التنمية الأسرية. وأوضح المسكري أن التوجيه الأسري في دبي لعب دوراً كبيراً في هذا المجال، لافتاً إلى أن 85% من العاملين في التوجيه الأسري في الإمارة من مواطني الدولة، وهم يعرفون العادات والتقاليد بشكل يفوق أي جنسية أخرى. تجارب مطلقات وتحمل روايات المطلقات ألم الفراق وندمه، فعلى الرغم من أهمية الحب والعاطفة في تأجيج العلاقة الزوجية، فإنه لا بد لهذه العلاقة من استمرارية لا يمكن تحقيقها إلا بالود والاحترام والتفاهم وتقارب الآراء وكثير من التنازلات من كلا الطرفين. وروت إحدى المطلقات قائلة: إنها تزوجت بعد علاقة حب جارفة، إلا أن الخلافات بدأت بينها وبين زوجها خلال العام الأول من الزواج. وتابعت: صبرت وتحملت الكثير إلا أن زوجي طلقتني الطلقة الأولى، ومع استمرار المشاكل وعودتها بين فينة وأخرى طلقني زوجي الطلقة الثانية، ثم الثالثة. وزادت: عندها استيقظت وزوجي على حقيقة أننا لا يمكننا البقاء معاً، وحاول زوجي استرجاعي إلا أن الشرع كان واضحاً، لا بد أن تتزوج رجلاً آخر، فافترقنا أنا وهو رغم الحب الكبير الذي كان يجمعنا. وقالت مطلقة أخرى: تزوجت عن قصة حب كبيرة، على الرغم من معارضة أهلي لهذا الزواج، لكن حبي أعمى عيني عن أشياء كثيرة، فقد كنت في بداية حياتي، متميزة في عملي وهوايتي وأثبتت وجودي خلال مدة وجيزة، وعرض علي كثير من المناصب المهمة، لكن تنازلت عن كل ذلك تحت رغبة زوجي، على الرغم من أحلامي ومشاريعي. وأضافت: منذ اليوم الأول للزواج بدأت المشاكل، ولأنني كنت أحبه، كنت أبحث له عن كل المبررات لأقبل بتصرفاته، حيث تعلمت الصمت لكي لا أبوح لأهلي بما يدور في بيتي من مناوشات وشجارات، إلا أن اكتشافي بخله وتقتيره وعدم إنفاقه على المنزل، إضافة إلى إدمانه على المخدرات التي تفقده عقله وتجعله يعتدي علي بالضرب المبرح، فضلاً عن مخاوفي من أن تفتح المخدرات أبواباً أخرى من المحرمات، كل هذا دفعني لطلب الطلاق للضرر، وبقيت القضية في المحكمة حتى دخل زوجي السجن بسبب المخدرات، ما دفعني لأرفع دعوى خلع. ولا يتقصر الأمر على المطلقات، فأحد الشباب المطلقين قال إن إهمال زوجته وعدم اعتنائها به واتكالها كلياً على الخادمة في رعايته ورعاية ابنه، فضلاً عن رفضها ترك العمل من أجل رعاية بيتها وتمضيتها ساعات طوال في التسوق أو في الزيارات دفعه إلى بغضها أولاً، ثم افتعال المشاجرات معها، قبل أن يطلقها بعد أن عثر على فتاة صالحة تقدر الحياة الزوجية وتعترف بقوامة الرجل على المرأة، بحسب تعبيره.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©