السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الغوطة الشرقية.. «رئة خضراء» دمرتها الحرب

الغوطة الشرقية.. «رئة خضراء» دمرتها الحرب
13 ابريل 2018 10:14
بيروت (أ ف ب) كانت الغوطة الشرقية المنتزه الذي يقصده سكان دمشق قبل الحرب، وقد تحولت اليوم إلى منطقة مدمرة منكوبة أعلن الجيش الروسي «استعادة السيطرة الكاملة عليها». وكانت دوما المعقل الأخير لفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، التي حاصرتها قوات النظام منذ 2013، وتعرضت لحملات منتظمة من القصف والغارات وعانى أهلها من الجوع ونقص في المواد الأساسية والأدوية. وتثير تقارير عن هجوم كيميائي على دوما منذ أسبوع تهديدات غربية برد عسكري على نظام الأسد. وفي مارس 2011، اندلع النزاع في سوريا بعد قمع دام نفذته قوات الرئيس السوري بشار الأسد لتظاهرات مطالبة بالديموقراطية. وفي يوليو 2012، أعلن مقاتلو الجيش السوري الحر من الغوطة الشرقية انطلاق معركة دمشق التي أحبطتها القوات الحكومية بعد وقت قصير. واستهدفت القوات الحكومية هذه «الرئة الخضراء» السابقة التي كان يرتادها سكان العاصمة للتنزه بقصف منتظم جوي ومدفعي طال الأسواق والمدارس والمستشفيات، وأسفر عن مقتل آلاف المدنيين. ونجحت القوات الحكومية السورية بالإبقاء على سيطرتها على دمشق، وفرضت حصاراً مطبقاً على الغوطة الشرقية بمن فيها منذ 2013. وفي 18 فبراير 2018، شنّت القوات الحكومية هجوماً جوياً مكثفاً غير مسبوق على الغوطة تبعه هجوم بري أسفر حتى الثامن من أبريل عن مقتل أكثر من 1700 مدني، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسقط عدد من القتلى في دمشق، التي كانت فصائل المعارضة تستهدفها بالقذائف الصاروخية من الغوطة. وفي العاشر من مارس، تمكنت قوات النظام من التقدم في الغوطة الشرقية وقسمتها إلى ثلاثة جيوب يسيطر على كل منها فصيل مختلف. وتحت وطأة استمرار القصف والدمار، أعلن فصائل «أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» على التوالي الموافقة على التفاوض مع الروس، حلفاء النظام، للخروج من الغوطة. وتم إجلاء عشرات آلاف المقاتلين مع أفراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية. ولم يتم التأكد بعد إن كانت العملية انتهت. وأعلن رئيس «المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا» الجنرال «يوري يفتوشينكو» أمس الأول عن «حدث مهم للغاية في تاريخ سوريا» وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، «إذ رُفع علم النظام فوق مبنى في مدينة دوما، وهو ما يعتبر مؤشراً على السيطرة عليها وبالنتيجة على الغوطة الشرقية كاملة». من جانبها، شعرت أم محمد بالضياع بين أكوام الركام والأبنية المتصدعة وسط شارع رئيسي في بلدة زملكا في الغوطة الشرقية، بينما كانت تبحث عبثاً عن منزلها، بعدما طغى الدمار على حارتها وغير معالمها الرئيسة. وتقف الخمسينية حائرة وسط الشارع واضعة يدها على ذقنها. تتلفت بحثاً عما تستدل به على منزلها. وتقول: «لم أجد منزلي بعد، لقد تغيّرت ملامح المنطقة بشكل كامل، وفقدت كل علاماتها الرئيسة». وبعد أن كانت في السابق منطقة زراعية تنتج الفاكهة والخضار، شهدت الغوطة أزمة إنسانية خطيرة، وتسبب الحصار بارتفاع هائل في الأسعار وتناقص المواد الغذائية الأساسية. وفي نوفمبر 2016، دان المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة «ستيفن أوبراين» اللجوء إلى «تكتيك الحصار القاسي، وخصوصاً من طرف الحكومة السورية التي اعتمدته لإرغام الفصائل المعارضة على إلقاء السلاح، والمدنيين على الرضوخ أو الفرار». وفي 2017، نددت الأمم المتحدة بـ «حرمان المدنيين المتعمد من الغذاء كوسيلة حرب، وذلك بعد نشر صور صادمة لأطفال هزلى في الغوطة الشرقية». ونددت منظمة «يونيسيف» بأسوأ أزمة غذائية منذ بدء النزاع في 2011، مشيرة إلى معاناة 11,9 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد. واعتبر المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة «فرنسوا دولاتر» أن «الغوطة الشرقية تشهد حصاراً جديراً بالعصور الوسطى». وفي الأسابيع الماضية، وجهت أصابع الاتهام إلى النظام السوري بتنفيذ عدد من الهجمات بسلاح كيميائي على الغوطة الشرقية. وفي السابع من أبريل الجاري، أكدت تقارير وقوع هجوم بـ «غازات سامة» على دوما تسبب بمقتل أكثر من أربعين شخصاً، حسبما أكدت منظمة «الخوذ البيضاء»، الدفاع المدني في مناطق المعارضة. ومنذ ذلك الحين، صعد الأميركيون والغربيون تهديداتهم برد قوي على النظام.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©