الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الماتادور يكسب معركة وسط الملعب

الماتادور يكسب معركة وسط الملعب
27 يونيو 2008 23:07
أخيراً·· أوقف ''الماتادور'' الإسباني الانطلاقة الصاروخية للدب الروسي وأكد فوزه عليه للمرة الثانية في يورو 2008 بينما فشل الروس في الثأر لهزيمة الدور الأول الكبيرة ''1/''4 وتجرعوا مرارة الهزيمة مرة أخرى ''صفر/''3 ولم يأت فوز الإسبان من فراغ وانما لأن مديرهم الفني لويس أراجونيس لم تأخذه النشوة بالفوز الأول على الروس وانما تعامل معهم بحذر وركز همه الأول في تأمين دفاعاته والسيطرة على نصف الملعب، وهو ما نجح فيه فعلاً وساعده على ذلك لاعبون لديهم قدرات غير عادية سواء في الدفاع أو الوسط·· مثل بويول وسيرجيو راموس وسينا وانيستا وسيلفا واكسافي ومعهم سيسك فابريجاس الورقة الرابحة البديلة التي تنزل دائماً في شوط المباراة الثاني فتقلب موازينه رأساً على عقب· ورغم إصابة المهاجم الهداف ديفيد فيا وخروجه وايضاً استبدال المهاجم الثاني الهداف أيضاً فرناندو توريس، إلا ان الكثافة العددية في وسط الملعب مع نزول النجم الهداف الآخر ديفيد جونزاليز جويزا لاعب ريال مايوركا الاسباني، جعلت السيطرة تدنو للإسبان الذين كانوا في قمة تركيزهم واصرارهم وتصميمهم على تحقيق الفوز والوصول للمباراة النهائية في هذه البطولة وهو الإنجاز الذي لم يحققوه منذ وصولهم للمباراة النهائية لبطولة يورو 1984 وخروجهم على يد منتخب فرنسا ''صفر/·''2 والحديث عن معركة وسط الملعب التي حسمها الماتادور الإسباني لصالحه تجرنا للحديث عن نجمين في هذا الخط لا يشق لهما غبار·· الأول هو خافي هرنانديز نجم برشلونة وسيسك فابريجاس العمود الفقري في فريق أرسنال الانجليزي·· وإذا كان أراجونيس يعتمد على الأول كلاعب أساسي يبدأ المباراة ثم يقوم بتغييره ليلعب فابريجاس في شوط المباراة الثاني - وهو ما حدث في جميع المباريات السابقة ربما باستثناء مباراة اليونان في الجولة الثالثة للدور الأول - فإن المدير الفني الإسباني يرى أن خافي هرنانديز البالغ من العمر 28 سنة ركيزة أساسية في خططه وتكتيكاته فهو جزء من ''السيستم'' أو النظام الذي يطبقه أراجونيس· وإذا كانت صحيفة ''ليكيب'' قد وصفت اكسافي بأنه محرك المنتخب الاسباني فإنها ترى فيه أيضاً موهبة كبيرة قادرة على صنع الفارق بتمريراته السليمة وجهده الوافر وتموينه للمهاجمين·· وتضيف الصحيفة الفرنسية أن خبرة خافي هرنانديز مع المنتخب ''60 مباراة دولية منذ بداية لعبه للمنتخب من ثمانية أعوام'' جعلته لا يغادره على الاطلاق فهو ''الخيار النموذجي'' لأي مدرب تولى تدريب منتخب ''الثيران الجامحة'' طوال السنوات الأخيرة· ونقلت الصحيفة عن خافي هرنانديز قوله: من الممكن لتمريرة واحدة جيدة أن تغير سير مباراة بالكامل·· وانا أحب ذلك جداً· ويبدو أن هذه المقولة قد تحققت بحذافيرها في مباراة إسبانيا وروسيا التي شهدت ثلاثة أهداف ملعوبة من ثلاثة تمريرات قاتلة· وتقول ليكيب عن خافي هرنانديز: ربما لا يملك البنية الضخمة ولا الطول الفارع إلا أنه يجيد فن الضغط على المنافس وقادر على الاحتفاظ بكرته وتمريرها في المكان والوقت المناسبين·· انه يسيطر على الكرة كما لو كانت جزءاً منه وعندما انتقلت الصحيفة للحديث عن فابريجاس قالت: إنه العقل المفكر في فريق الارسنال ولقد عهد اليه أراجونيس بمهام ومسؤوليات كبيرة وبوجه خاص التمرير لزملائه في المكان المناسب، والتسديد على المرمى كلما اتيحت له الفرصة· ويقول له أراجونيس دائماً: بمجرد أن ترى فرصة للتسديد لا تتردد وانتهزها· والحقيقة أن نجم خط وسط إسبانيا الكبير خافي هرنانديز كان يتوقع قبل لقاء الدب الروسي معركة طاحنة في وسط الملعب ولكنه لم يقل من الذي سيحسمها كما انه كان يتخوف من ''برود الأعصاب الروسي'' وكان خافي هرنانديز يتخوف أيضاً من اللياقة البدنية الرهيبة للروس ولكن يبدو أن الجهد الخارق الذي بذلوه في مباراتهم أمام الهولنديين قد أنهى على المتبقي من طاقاتهم فلم يفعل نجمهم الكبير أرشافين شيئاً وبدا وكأنه تائها في الملعب· ويدين اكسافي بالفضل للمدير الفني أراجونيس الذي استطاع ان يصنع فريقاً قوياً يمزج بين المهارة العالية والموهبة واللياقة البدنية العالية التي جعلتهم يكملون الأشواط الأربعة التي شهدتها مباراة ايطاليا في دور الثمانية· وعلق على ذلك قائلاً: التكنيك عند أراجونيس يعتمد في المقام الأول على اللياقة البدنية وبعدها يأتي كل شيء فبدونها لا يمكن الفوز بمباراة· ولعل هذا يفسر سر ارتفاع لياقة اللاعبين الإسبان طوال مباراة روسيا الأخيرة في الدور قبل النهائي علاوة على ان أراجونيس يغذي في نفوس لاعبيه - على حد قول الصحيفة - ثقافة الفوز وإرادة النصر وهذه المجموعة الإسبانية تحديداً تملك ذلك بصورة أفضل كثيراً من أي جيل إسباني سابق· واذا كانت مجلة ''فرانس فوتبول'' من جانبها قد حددت قبل المباراة أهم الصفات المميزة للإسبان وقالت إنها تتمثل في السيطرة والتحكم وتنويع الهجمات وتبادل المراكز، فإنها لم تكن مبالغة أو مخطئة لأننا شاهدنا ذلك بعيوننا فعلاً خلال المباراة· كما أشادت المجلة أيضاً بارتفاع المستوى الفني للفريق الإسباني سواء على المستويين الفردي والجماعي، علاوة على القدرة الرائعة على التوقع الأمر الذي يعطي الفريق قدرة أكبر على السيطرة على وسط الملعب، وهذا هو السيناريو الذي حدث فعلاً خلال لقاء الماتادور الإسباني والدب الروسي الذي شرب من نفس الكأس الذي أذاقه للهولنديين حيث بدا في حالة عدم تركيز وإرهاق وظهرت على السطح نقاط ضعفه الخطيرة وخاصة في خط الدفاع نتيجة غياب النجم كولودين الموقوف والذي أجبر جوس هيدينك المدير الفني على تعديل صفوفه في أهم مركز دفاعي· وعلى أية حال فقد استحق الماتادور الإسباني نيل شرف لعب المباراة النهائية غداً ويكفي الدب الروسي وصوله الى المربع الذهبي وهو انجاز لم يحققه منتخب روسيا مطلقاً منذ تفكك الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات· لاعبو روسيا: الهدف الأول للإسبان نقطة تحول فيينا (ا ف ب) - اعتبر قائد المنتخب الروسي سيرجي سيماك ان مباراة بلاده مع اسبانيا كانت لمصلحة الروس حتى تلقيهم الهدف الاول، فيما رأى زميله الحارس ايجور اكينفييف ان واقعية الامور تشير الى ان نصف النهائي هو اقصى ما بامكان بلاده تحقيقه· واعرب سيماك عن خيبته من عدم قدرة منتخب بلاده العودة الى اللقاء بعدما افتتح خافي هرنانديز التسجيل لاسبانيا في الدقيقة 50 مضيفا ''كانت مباراة صعبة للغاية حتى الهدف الاول لكن للاسف لم نكن نحن من افتتح التسجيل· بعد ذلك انهار منتخبنا قليلا ولم ننجح في تمريراتنا وتنقلاتنا (من الدفاع الى الهجوم والعكس بالعكس)· لا اعتقد اننا لم نحصل على فرصة (التسجيل) في الشوط الاول· كان الاداء متعادلا تقريبا لكن الهدف الاول حسم الامور والاسبان سيطروا على الكرة بطريقة جيدة''· وواصل ''حاولنا ان نضغط لكنهم كانوا جيدين في ايجاد المساحات ونجحوا في التسجيل مجددا''، معتبرا ان منتخب بلاده لم يتمكن من اللعب بافضل امكانياته· وتابع ''قمنا بكل ما بامكاننا فعله لكننا رغم ذلك لم نظهر بصورة جيدة· نقطة قوتنا متمثلة بلياقتنا البدنية وتحركاتنا الجيدة لكن لم نتمكن من ترجمة هذا الامر· انه نجاح كبير بان نكون في الدور نصف النهائي· كان بامكاننا ان نحقق نتيجة افضل لكن المباراة ذهبت بهذه الطريقة، الاسبان فازوا بجدارة تامة''· ورأى زميله المدافع يوري جيركوف ان دفاع منتخب بلاده كان بعيدا تماما عن مستواه، مضيفا ''لم نتعود على مباريات من هذا النوع حيث يكون مهاجمونا في منتصف الملعب· ارتكبنا بعض الاخطاء الدفاعية في ما يخص المراقبة الفردية ومن سيتولى مراقبة هذا المهاجم او ذلك· اما اسبانيا فقدمت مباراة جيدة وكانوا اقوى منا واثبتوا ذلك· اتمنى لهم الحظ الجيد في المستقبل''· وبدوره اعتبر اكينفييف ان الوصول الى الدور نصف النهائي هو اقصى ما بامكان منتخب بلاده ان يحقق، مشيرا ''المنتخب الاسباني كان افضل· حصلنا على فرصة جيدة وحيدة وهذا لا يكفي على الاطلاق في مباراة من هذا النوع· من الصعب جدا ان نحدد ما حصل في الملعب ولماذا حصل ذلك· الميدالية البرونزية هي اقصى الحدود بالنسبة الينا· اليوم، لم يكن بامكاننا ان نأمل اكثر من ذلك، تفوقوا علينا تماما''· اما ايجور كورنييف، مساعد المدرب الهولندي جوس هيدينك، فاعتبر ان خط الوسط الاسباني تسبب بمشاكل كبيرة للروس خصوصا بعد دخول فرانسيسك فابريجاس بدلا من المصاب دافيد فيا، لان لاعبي وسط اسبانيا تبادلوا المراكز بشكل مستمر· وواصل ''كانت مسألة وقت وحسب قبل ان يجدوا الثغرة في دفاعنا وانتهت الامور بهدف· كنا نتعامل مع فيا وفرناندو توريس دون مشاكل لكن بعد التبديل لعبوا بخمسة لاعبين في خط الوسط ما صعب الامور علينا''· ورفض كورنييف ان يلقي باللوم على تراجع اداء صانع الالعاب المميز اندري ارشافين، معتبرا ان الاخير كان غير محظوظ لانه كان محور اهتمام الدفاع الاسباني خصوصا ماركوس سينا، مضيفا ''انها خبرة جيدة بالنسبة اليه (ارشافين)· يجب عليك ان تلعب جيدا عندما تواجه رقابة فردية من لاعبين اقوياء، هذا يساعدك على التطور والنضوج''· وكان المنتخب الروسي يخوض امس الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي الذي كان توج بلقب النسخة الاولى عام 1960 بفوزه على يوغوسلافيا 2-1 بقيادة حارسه الاسطوري ليف ياشين· وكانت روسيا خرجت من الدور الاول في نسختي 1996 و2004 ومن الدور ذاته عام 1992 عندما كان تحت مسمى اتحاد الجمهوريات السوفييتية السابقة· هيدينك: فخور باللاعبين فيينا (ا ف ب) - أكد الهولندي جوس هيدينك مدرب منتخب روسيا انه فخور بلاعبيه رغم السقوط الكبير أمام إسبانيا صفر-3 في الدور نصف النهائي من كأس أوروبا لكرة القدم، ورأى هيدينك أن على لاعبيه ان يستفيدوا من سلسلة النتائج الرائعة التي حققوها في نهائيات النمسا وسويسرا من أجل التحديات التي تنتظرهم في المستقبل، أولها تصفيات أوروبا المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 · وقاد هيدينك (61 عاما) الروس لتحقيق ثلاثة انتصارات على اليونان حاملة اللقب والسويد في الدور الأول، وهولندا في الدور ربع النهائي قبل أن يسقطوا مجددا أمام إسبانيا بعد أن كانوا خسروا أمامها 1-4 في الجولة الأولى من الدور الأول· ورأى هيدينك ان الفخر يجب أن يكون الشعور الاساسي الذي ينتاب أعضاء المنتخب الروسي، مضيفا ''بالنسبة لنا البطولة انتهت والخيبة تسيطر على تفكيرنا لكن عندما نهدأ سيكون بامكاننا القول باننا فخورون جدا ليس فقط بسبب النتائج التي حققناها بل بالطريقة التي لعب بها الشبان في هذه البطولة· لا أريد البحث عن اعذار لكن بامكاني القول إننا نفتقد الى بعد البصيرة في اللاعبين الروس الذين نملكهم الآن''· وسيكون هيدينك اكثر الاشخاص الذين يشعرون بالخيبة بعدما توقفت مسيرته عند دور الاربعة للمرة الثالثة بعد أن مني بالمصير ذاته مع هولندا خلال مونديال 1998 ومع كوريا الجنوبية في مونديال 2002 · ورأى هيدينك الذي قاد استراليا الى الدور الثاني من مونديال 2006 أن المنتخبات الكبرى تعلم كيف تستثمر خبرتها، مضيفا ''يعلمون انهم (الكبار) يملكون نوعية أفضل كلما تقدمت المباراة· كان الأمر (نصف النهائي) جديدا على كوريا الجنوبية والأمر نفسه ينطبق على الروس· اذا كان بامكانك أن تحافظ على نتيجة صفر-صفر تكون في وضع جيد لكن عندما تتخلف صفر-1 ولا تتمكن من معادلة النتيجة خلال 15 دقيقة فستفتح الملعب ما يصعب عليك الامور في اللحاق بمنتخب خبير''·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©