الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمهات يكتبن قصص المعاناة والنجاح

أمهات يكتبن قصص المعاناة والنجاح
19 مارس 2015 20:46
خولة علي (دبي) حكايات وقصص تروي تفاصيلها الكثير من الجهد والصبر والمثابرة، لأمهات لم يدخرن وسعاً من أجل تعويض فلذات الأكباد ما حرموا منه، وسعين يتحدين كل الظروف والصعاب، وينقلن معاً تجارب بعضهن البعض من خلال عضوية جمعية الإمارات للتوحد، ليقدمن للمجتمع أعضاء فاعلين، ويزلن عن كاهل الأبناء، كل ما يعوق انخراطهم الطبيعي، ليحتضنهم المجتمع بكامل الود. دمج مدرسي تحكي «أم يارا» تجربتها مع ابنتها المصابة بالتوحد، والتي تبلغ من العمر تسع سنوات، وقد أدمجت في مدرسة المنهل في أبوظبي منذ أن كانت في مرحلة رياض الأطفال، وهي الآن بالصف الرابع الابتدائي. وتقول: «عملية الدمج ساهمت في سرعة تجاوب الطفل مع محيطه الخارجي، هذا ما لمسته من ابنتي التي كانت تعاني مشكلة التواجد في محيط مع أفراد آخرين، وهذا الأمر كان يشكل لها إزعاجا حقيقيا. في بداية دخولها المدرسة كانت تنتابها حالة من الهلع والبكاء، إلا أن هذا الأمر تغير تدريجياً بفضل تعاون القائمين على عملية التأهيل من معلمين ومعلمات، وتشجيعها على أي سلوك إيجابي يبدر منها، ما أسهم في تحقيق تغير ملحوظ في نفسيتها وطباعها وإقبالها على المدرسة، وبدأت تلعب وتندمج مع زميلاتها، وبالرغم من حساسيتها العالية التي تتأثر بأي تصرف استطاعت أن تتكيف مع الوسط المدرسي، وتحقق قدراً عالياً من التفوق، واستطاعت أن تظهر قدرتها المذهلة في الحفظ، وتحمل ضغوط الدراسة ومتابعات الدروس أكثر عن غيرها من الأسوياء، ما يبعث الأمل بتحقيق نجاحات ملموسة في المستقبل». متابعة جادة تلفت «أم يارا» إلى أن هذا التطور ما كان له أن يتحقق إلا بالمتابعة الجادة، والصبر، الذي اتبعته الأسرة مع الطفلة، ومساندتها خلال مراحل التأهيل، وتصحيح سلوكاتها بطريقة تربوية تحت أعين المتخصصين بعيدا عن العنف الذي قد يلجأ إليه البعض بغية ردع الطفل التوحدي وحد من جنوحه، وهذا خطأ كبير يؤدي إلى عواقب سيئة على نفسية الطفل، مشيرة إلى حرصها على متابعة آخر الدراسات والبحوث حول اضطراب التوحد. فالأم لابد لها أن تسعى لتثقيف نفسها والارتقاء بمعرفتها ومعلوماتها عن التوحد، وطرق وأساليب التعامل مع الطفل التوحدي، ورعايته، وأهمية تقديم الغذاء الصحي والمفيد له، والابتعاد عن الأطعمة المليئة بالألوان والمركبات الكيميائية التي تؤثر سلبيا عليه وتزيد من اضطرابات التوحد. وتقول «من خلال تجربتي وجدت أن الحمية الغذائية التي اتبعتها كانت مفيدة للغاية في الحد من سلوكياتها السلبية. إلى جانب أهمية تنمية مهاراتها ببعض الألعاب الهادفة التي تسهم في تطوير تواصلها وتفاعلها مع الآخرين، وتكسبها الثقة بالنفس، وتساعد على تنمية مهاراتها». وتتابع «أم يارا»: «أخضعت ابنتي أيضا لعلاج التكامل السمعي على يد طبيبة متخصصة في هذا العلاج الذي يسهم في زيادة تركيزها وينمي قدرتها على النطق والكلام، ما انعكس على أدائها الدراسي، وممارسة هواياتها وحصولها على مراكز متقدمة في السباحة، وأيضا في الكمبيوتر الذي أظهرت في استخدامه قدرات فائقة». تشخيص دقيق لم تكن حنان أميري بمعزل عن ابنتها صاحبة السنوات العشر، وتقول: «رفضي الداخلي لقبول حالة ابنتي دفعني مبكراً لتشخيص حالتها بشكل دقيق، والبحث عن فرص التأهيل الممكنة، والبدء بعلاج مشكلة النطق لديها، والحمد لله هناك تطور ملموس في حالة طفلتي التي بدأت تتكلم، ومن ثم تتطور علاقاتها مع المحيطين بها». وتضيف «كأسرة نتابع تطور حالتها، والتعرف على احتياجاتها في المراحل العمرية المتقدمة، ونحرص على المعرفة اللازمة للتعامل مع اضطراب التوحد من خلال المشاركة في الندوات، واكتساب خبرات من سبقوني». وتشير أميري إلى الفائدة التي تجنيها أمهات ذوي التوحد والإعاقة من مبادرة «مجتمعي.. مكان للجميع»، حيث تهدف إلى تحويل المجتمع إلى بيئة صديقة وواعية وحاضنة لذوي الإعاقة بحلول 2020، وهي خطوة لها تأثير إيجابي على المؤسسات التعليمية والاجتماعية في التفاعل مع هذه الفئة. وتشير «أم عمر» إلى مشكلة تأخر تشخيص الطفل المصاب بالتوحد نتيجة جهل بعض الأمهات بطبيعة التوحد، وكيفية التعرف عليه، وغموض أعراضه، ما يؤخر التدخل المبكر، فطبيب الأطفال في بعض الأحيان لا يمتلك المهارة التي تمكنه من اكتشاف الحالة، وعادة لا تتمكن الأم من ملاحظة المشكلة إلا عند بلوغ الطفل عامين، وللأسف يحدث خطأ في التشخيص ما يعقد المشكلة، ويضع الأم والأسرة في حيرة من حيث كيفية التعاطي مع الطفل. لذا تتأتى أهمية التوعية المجتمعية وتثقيف الأمهات والأسر بمثل هذه المعارف، حتى تساعد الطفل على النهوض بنفسه ويصبح قادرا على تجاوز محنته وبناء ذاته ومستقبله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©