عبد الله الغرابي: نراعي توترات الصيام والناس ألفوا صوتي عبر«999»

أكثر من ثلاثين عاماً في العمل الشرطي، بدايتها عام 1977 في مركز شرطة الخالدية انتقل بعدها الشرطي عبد الله عوض الغرابي إلى غرفة العمليات المركزية في شرطة أبوظبي منذ عام 1983، مسؤوليته بعد استلام البلاغات من زملائه على البدّالة على الرقم 999، من خلال الكمبيوتر، أن يعمل على التحقق من تفاصيل البلاغ والتأكد من العنوان إذا كان ناقصاً وتحديد نوع البلاغ ليتم تحويله للضابط المسؤول وفق نوع البلاغ. وكل ذلك يتم بسرعة، لأن للوقت ثمنه خصوصاً في الحالات المرضية أو المشاكل الأخرى. وكما تسجّل كل مكالمة ترد إلى الغرفة هذه، كذلك يحصل مع الشرطي عبد الله فكل المكالمات كما يؤكد، مسجلة ويمكن الرجوع إليها. توترات الصيام في رمضان، ونتيجة التوتر، تكثر المشاكل المرورية، وأحياناً المشادات الكلامية البسيطة. في الحالات التي يراها عبد الله بسيطة، ويمكن حلّها عبر الهاتف وتهدئة المتصايحين، يلجأ إلى هذه الوسيلة مهدئاً مطمئناً متأكداً من عدم احتمال انفجار المشادة إلى مشكلة أكبر، ولكن هذا لا يتم إلا بعد أن يبلغ عبد الله الضابط المسؤول ويشرح له طبيعة المشكلة. بعض المشاكل البسيطة تحلّ على الهاتف، كما هناك مشاكل أخرى يكون للصوت الهادئ الذي يتميز به الشرطي عبد الله، تأثيره أيضاً في حالات أخرى. فعبد الله الغرابي وزملاؤه، كما يشرح لنا، يتابعون المبلّغ هاتفياً إلى حين وصول الدورية ويرصدون الوقت الذي تم فيه تلبية الاتصال، وفي بعض الحالات المرضية التي يتخللها توتر وخوف من قبل المبلّغ يعمل عبد الله على أن يصل المبلغ بعناصر الإسعاف الذين يهدئون من روع المبلغ ويسألونه عن الحالة وأعراضها قبل الوصول. وحدث مرة أن اضطر عبد الله إلى البقاء مع المتصل مطمئناً إلى حين وصول الدورية والإسعاف. حياة إنسان يشير عبد الله إلى كثرة الحوادث المرورية في رمضان. وينصح الناس بالتروي لأن اختصار عشر دقائق من طريق الوصول قد تسبب عدم الوصول إلى المنزل جراء حادث أو سواه، وقد يتسبب الحادث بموت السائق والأفراد الذين اصطدم بهم سواء كانوا يسيرون على الأقدام أو داخل سيارة اصطدم بها. وفي هذا يقول:»إن اختصار عشر دقائق أو ربع ساعة قد يعني اختصار حياة إنسان، فلا تسرعوا». إذا من مهمات عبد الله أن يتأكد من تفاصيل البلاغ ونوعه، وأن يتصل بالمبلّغ كي يتأكد من العنوان أو يصحّحه في حال وجد نقصاً في العنوان أو خطأ، ومن ثم يقوم بتحويل هذا البلاغ إلى القطاع المعني عبر الضابط المسؤول عن هذا القطاع، مميزا بين الحوادث المرورية والجنائية والجرمية، أما الإسعاف كما يشير إليه فتابع لكل القطاعات، والإسعاف هو أول من يبلّغ في حال وجود إصابات، لأنه في حال وجود إصابات يتم نقل المصاب أو المصابين إلى المستشفى أو العيادة، ومن بعدها يتم التحقيق والتقصي عن الحادث ومسبباته، فالأولوية دائما لإيصال المصاب إلى المستشفى ويتكفل كل قطاع بعمله. بعض الذين يتصل بهم للتأكد من عنوان إذا كان اتصالهم ليس للمرة الأولى، فهم باتوا يعرفون عبد الله فيتحدثون معه بالاسم، وفي هذا يقول، نحن بشر نتحدث مع بشر ومن المهم كما يرى المسؤولون أن يعرف المبلغ اسم من يتحدث معه. نحن نحادثه باسمه ومن حقه أن يعرف اسم المتحدث معه. وهذا له دوره الفعال في الحالات المرضية التي يكون فيها المبلغ مذعوراً، فإن معرفته باسم من يحادثه يشعره بأمان وعدم الغموض، فنؤكد له، ونحن نتابع أين وصلت سيارة الإسعاف، متى تصل المساعدة إليه. وفي بعض الأحيان يتصل المبلغون بعد أن تحل مشاكلهم ليشكروا الشرطة وعناصرها.