السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: دروس «الإسراء والمعراج» تعالج أزمات المسلمين

علماء: دروس «الإسراء والمعراج» تعالج أزمات المسلمين
12 ابريل 2018 22:18
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على ضرورة الاستفادة من دروس رحلة الإسراء والمعراج في واقع المسلمين الراهن، مؤكدين أن الرحلة المباركة كانت بمثابة معجزة كبرى، وفيها العديد من الدروس المستفادة التي نحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الراهن، أهمها مبدأ الأخذ بالأسباب، فضلاً عن أنه يجب على جميع المسلمين أن يعلموا أن مع كل أزمة أو محنة توجد منحة، وعلينا أن نسعى إليها بالجد والاجتهاد وإتقان العمل. واستنكر العلماء محاولات التشكيك في رحلة الإسراء والمعراج، والتي يتبناها بعض المغرضين كلما حلت ذكرى الرحلة المباركة في كل عام، مؤكدين أن الإسراء والمعراج معجزتان إلهيتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الأخذ بالأسباب الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي مصر، أوضح أنه لما اشتد أذى الكفار في مكة وغيرها للنبي صلى الله عليه وسلم أراد الله تعالى أن يزيد قلبه أنواراً ويتجلى عليه بصفات الجمال بهاء وأسراراً، فقدر له رحلة الإسراء والمعراج، الرحلة الأفقية في الأرض من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والرحلة الرأسية إلى السماوات العلى، ليبين لنا أنه ليس هناك مكان مبارك يذكر فيه الله تعالى إلا والنبي الكريم حاضر فيه، أرضي أو سماوي، بل فيما لا يخطر على بال مخلوق فوق السماء السابعة، كل ذلك ليقول له إن المقام الحقيقي ليس عند الجاحدين، وإنما عند أهل الحضرة من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين، وصولاً إلى مقام الأنس برب العالمين، وفي هذا إشارة لكل من أساء إليه الناس ولو كانوا أهل الأرض جميعاً، حتى يعلم أنه وجب التوجه بالكلية مع مزيد من الانكسار والعبودية لمن لا تضيع عنده الحقوق والمقامات. ووصف مستشار مفتي مصر رحلة الإسراء والمعراج بأنها معجزة كبرى فيها العديد من الدروس المستفادة والعظات والعبر التي نحن في أمس الحاجة إليها في الوقت الراهن، وفي مقدمة دروس هذه الرحلة المباركة يأتي مبدأ الأخذ بالأسباب، والذي يجب أن يأخذ به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، فضلاً عن أنه يجب على جميع المسلمين أن يعلموا أن مع كل أزمة أو محنة توجد، وعلينا أن نسعى إليها بالجد والاجتهاد وإتقان العمل. علاج لواقع المسلمين من جانبه، أوضح الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أنه رغم مرور عشرات القرون على حدوث رحلة الإسراء والمعراج، إلا أننا ما زلنا نجد رابطاً بينها وبين واقعنا الراهن، وكأن الأحداث وقعت بالأمس القريب لتعالج واقعاً ملموساً، فإذا كان الإسراء تسرية عن حبيب ربه وصفوة خلقه النبي صلى الله عليه وسلم، بعد طائفة من المحن ألمت به، حيث فقد زوجه الحنون خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وعمه المدافع عنه، وبعد اشتداد أذى المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضيق أهل الأرض عن استضافته، تأتى الاستضافة الإلهية في رسالة واضحة إلى أهل الأرض من خالق الأرض وما عليها: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)، «سورة الطور: الآية 48». وقال شومان: إذا كان هذا حدث لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قبل كل هذه القرون فما أحوجنا لأن نكون بأعين ربنا وفي عنايته بعد تمادى شياطين الإنس في غيهم، وتجاوزهم حدود الإيذاء الذي أوقعه كفار قريش وأهل الطائف على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث حل محل حجارة ألقاها سفهاء القوم عليه، رصاص غدر ينهمر على الآمنين والضعفاء، ومتفجرات توضع في طرق الناس بدلاً من أشواك كان يلقيها كفار قريش في طريق رسول الله ومن معه، وإذا كان فعل كفار قريش له ما يبرره، حيث إنهم يناصبون رسول الله ومن معه العداء ويرفضون رسالته، فجرم هؤلاء في زماننا أقبح لأنهم يفعلون ما يفعلون باسم الإسلام والإسلام من أفعالهم براء. وأضاف: إذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد امتنع عن الدعاء على من أغروا صبيانهم به، ودعا لهم بالهداية «رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون»، وإذا كان قد رأى في رحلته قوما لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، لأنهم كانوا يأكلون لحوم الناس ويخوضون في أعراضهم، فليعتبر شرار الناس في زماننا ممن يدعون أن شتم المخالف جائز، ويستدلون على إفكهم ظلماً وزوراً بكتاب الله تعالى، وكتاب الله تعالى من زعهم براء، فما يرددونه من آيات نزلت في كفار لا يؤمنون بالله تعالى، ويناصبون المسلمين العداء فكيف يستدلون بها على استباحة أعراض المسلمين؟، وإن كان رسول الله رأى قوماً تقرض شفاههم بمقاريض من نار، وعلم أنهم الخطباء الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون كتاب الله، فما أحوجنا لهذا الدرس، فلا نبيع ديننا بعرض زائل، ولا يجوز لحامل كتاب الله، ودارس سنة رسوله، أن يروج لفكر ضال منحرف لا أصل له، كالذي تنتهجه الفرق الضالة. وتابع: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في رحلة الإسراء والمعراج، قوما يتركون لحوماً طيبة ويأكلون لحوما نتنة، وهم من ينتهكون حرمات الله ويفعلون الفاحشة، فلعل من يروجون لها بأعمال تنتهك الأخلاق وتفسد الشباب والفتيات بدعوى الإبداع، ينتهون لاسيما ونحن نقترب من شهر رمضان الكريم، فما أحوج الشباب إلى إبداع يحث على الفضيلة وينهى عن الرذيلة، ويأخذ بأيديهم إلى حب العمل والوطن. إرادة إلهية من ناحية أخرى، استنكر د. سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق، محاولات التشكيك في رحلة الإسراء والمعراج، والتي يتبناها بعض المغرضين، كلما حلت ذكرى الرحلة المباركة في كل عام، مؤكداً أنه من المؤكد أن الإسراء والمعراج معجزتان كريمتان إلهيتان حصلتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدى بهما أثناء إخباره لقريش بها، فعارضته وجادلت معه في الأحداث، حتى أنهم طلبوا منه أن يصف بيت المقدس لهم، فتدخلت القوة والإرادة الإلهية لتضع بيت المقدس أمامه حتى يصفه لهم، وقد أثبت صلى الله عليه وسلم حقيقة الإسراء والمعراج ومواقفها التي رأها على قريش، ولكن للأسف لم يؤمنوا، ولم يصدقوا، وظلوا متمسكين بمنهج التشكيك رغم وضوح الأدلة والبراهين على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن الرحلة المباركة. وشدد د. سالم على صدق ويقين رحلة المعراج التي عرج فيها النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات السبع، وهي الحقيقة التي أثبتها القرآن الكريم في قول الله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى? * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى? * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى? * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى? * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى? * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى? * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى? * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى? * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى? * فَأَوْحَى? إِلَى? عَبْدِهِ مَا أَوْحَى? * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى? * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى? مَا يَرَى? * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى? * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى? * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى? * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى? * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى? * لَقَدْ رَأَى? مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)، «سورة النجم: الآيات 1 - 18».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©