أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، اهتمام الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالشباب وبالثقافة كعنصرين مهمين للتنمية الوطنية.
جاء ذلك، في معرض رده على أسئلة وجهها لمعاليه، في قصره ظهر أمس، كل على حدة، الصحفية الألمانية المستقلة ماي بريت وولف، والصحفي الفرنسي برونو دوسيسول، من مجلة المشهد العالمي «لوسبيكتاكل دو موند».
وكانت الصحفية الألمانية بدأت أسئلتها حول استراتيجية الإمارات بشأن الشباب المواطن والتنمية، والهدف من قانون الخدمة الوطنية الجديد، وأثره على القطاع الخاص والمقيمين بشكل عام، كما سألت معاليه عن دور الثقافة في التنمية الوطنية.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للصحفية، أن الشباب هم عماد الوطن وثروة الأمة، كما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال معاليه إن التنمية مرتبطة بهم ولهم، ولذلك فهم مهمون بالنسبة للاستراتيجية الوطنية للشباب التي تخطط وزارة الثقافة لإطلاقها.
وفيما يتعلق بالخدمة العسكرية الوطنية، أكد معاليه أنها أصبحت أمراً واقعاً بعد صدور قانون بذلك، وموافقة المؤسسة التشريعية عليه، وقال معاليه: «هذه الخدمة ستعود بفوائد كثيرة على الشباب والدولة، فهي ستعلمهم النظام والانضباط والالتزام واحترام الوقت، والولاء لمؤسساتهم ووطنهم». وأكد معاليه أن القطاع الخاص لن يتضرر من تفرغ موظفيه من المواطنين لهذه الخدمة، لأن نسبتهم قليلة جداً في هذا القطاع، ولأن الدولة درست الأمر باهتمام، وتعمل على تكييفه لما فيه مصلحة الجميع. وفيما يخص الثقافة ودورها التنموي، أكد معاليه أن الإمارات أصبحت مجتمعاً عالمياً يعيش فيه المواطنون في تناغم وانسجام وسلام مع أبناء جاليات نحو مائتي جنسية، مضيفاً معاليه أن تلاقح الثقافات فيما بينها من عوامل النجاح الاقتصادي للدولة.
ولفت معاليه إلى غنى الإمارات بالمقومات الثقافية والتراثية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، ما يجعلها فريدة ومفيدة في إثراء التجارب الإنسانية العالمية في هذا الشأن.
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن وزارة الثقافة ستؤسس مركزاً للمبدعين من داخل الدولة وخارجها ليتبادلوا الأفكار والتجارب والخبرات، بما يحقق مفهوم الثقافة للجميع. بعد ذلك، رد معاليه على أسئلة الصحفي الفرنسي برونو دو سيسول التي دارت أيضاً حول الدعم الحكومي للثقافة والترابط فيما بينها والمحافظة على التراث، ودور الفنون في التقريب بين الشعوب والحضارات.
وأكد معاليه أن الوزارة ربما تفوق نظيراتها في بعض الدول الأوروبية من حيث نسبة الميزانية المخصصة لها، ناهيك عن ما تخصصه الحكومات المحلية لدوائرها الثقافية.
وأشار معاليه إلى أن بعض العواصم مثل باريس تمثل كمركز ثقافي رمزاً فرنسياً وعالمياً كبيراً بغض النظر عن التمويل المخصص لها قل أو كثر.
وقال معاليه إن للفنون بأنواعها أهمية خاصة، كما أن لها دوراً كبيراً في حياة الشعوب والتلاقي فيما بينها، بل وتمثل وجهاً مادياً للهوية الوطنية لهذا الشعب أو ذاك. وأضاف معاليه أن أبناء الإمارات يفخرون بما لديهم من تراث متنوع يتوزع على الصحراء والبادية والبحر والبر والجبل والوادي والسهل.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان «إن البلد الذي لديه تقاليد عريقة وقوية، يستطيع أن يواكب كل الاتجاهات الفنية دون أي مشكلة، لأن الماضي القوي يقود إلى مستقبل قوي»، لافتاً إلى أن الماضي والمستقبل ليسا مختلفين بالضرورة، بل هما متكاملان.
كما أكد معاليه أن للفنون دوراً مهماً، فهي تمثل جسوراً للتفاهم والتقريب بين الناس على أجناسهم، كما تساعدهم في أن ينفتحوا بعضهم على بعض، وهي أيضاً مكون مهم للتنمية المستمرة. وأقام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مأدبة غداء، حضرها معالي فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق، وعدد من شخصيات المجتمع المحلي من أكاديميين وعلماء دين ورجال أعمال، والصحفيان الأوروبيان. (أبوظبي - وام)
عدد اليوم
