الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي بن ساعود ينبش في خبايا الذات المنكسرة

28 مارس 2014 23:42
محمد نجيم (الرباط) صدر حديثاً للقاص المغربي علي بن ساعود مجموعة قصصية جديدة بعوان «ظلال ذابلة»، وتقع في 120 صفحة من القطع الصغير، وتضم 110 قصص قصيرة جداً. ويقول القاص المغربي أحمد بوزفور في تقديمه للمجموعة الصادرة عن منشورات دار الأمان في العاصمة المغربية الرباط: «قرأت باستمتاع قصص «ظلال ذابلة». ولم أجدها ذابلة أبداً... بل وجدتها أولاً ظلالاً حية ودالة لحياتنا الاجتماعية والثقافية». ويضيف شيخ القصاصين المغاربة وأحد أبرز رموز القصة: «ووجدتها ثانيا ظلالاً ناقدة لهذه الحياة وساخطة عليها سخط ابن من أمه، أو سخط أب على ابنته: سخط منبعه الحب ومصبه التغيير، ووجدتها ثالثا مكتوبة بحرفية عالية هضمت إنجازات القصة، وعبأتها لخدمة القصة القصيرة جداً، فأعطتنا (القصة) أولاً». ويحاول القاص علي بن ساعود تبنّي مقولة الفيلسوف الألماني نيتشه الذي يقول: «أطمح لأن أقول في عشر جمل ما يقوله آخرون في كتاب كامل، ومقولة أخرى أكثر عمقاً للكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو الذي يقول: «لا تُكثر الإيضاح فتفسد روعة الفن». وكانت هاتان الجملتان عتبة لدخول الكتاب وقصصه. من خلال قصصه القصيرة جداً، وومضاته السردية، برع القاص علي بن ساعود في خوض غمار التنقيب في خبايا الذات المنكسرة والمهزوزة، واستنبات صور وحالات ومواقف تعكس تشظّي شخوصه وأبطال قصصه، ينقل ملامح وجوههم بكل ما تحمله من علامات الشقاء والبؤس والتيه واللاّجدوى في عالم موغل في السديمية والقلق فبِلُغة قصصية تقوم وفق بناء هندسي رصين ومحكم، يُشيد القاص علي بن ساعود عوالمه آخذاً القارئ إلى حكايات تتوغل به في غابة المجهول والغامض. حكايات تسبح بين الواقع والتخييل والمفارقات الغريبة التي تجمع وتزاوج بين الألم واللذة، بين الضحك والصراخ. بين الفقر والثراء الفاحش. نقرأ في قصة «فروسية»: يعاكسه الحظ. تتهاوى خيوله تباعا. يسحبها، ينسحب، تدخل الحمير مباهية. تملأ الدنيا. يهتف لها الجمهور. ونقرأ من قصة «وردة»: سعيداً، قطف، وردة. جرى نحوها. قدمها لها، أشاحت عنه. وهو عائد، صدمته سيارة، لاذت بالفرار... ونقرأ من قصة «غابة»: كان الأطفال يرسمون الربيع. تسلّلت بندقية. روعت الطيور والفراشات. وفي قصة «بريد» نقرأ: اختار أن يعيش على الهامش. تاه عنه ساعي البريد. مات من دون عنوان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©